اختطاف امرأة ثلجية في مدينة إزميت التركية

658

في حادثة غريبة من نوعها أقدمت مجموعة من الشباب في مدينة إزميت (Izmit) الواقعة في محافظة كوجالي (KOCAELI) التركية على اختطاف تمثال من الثلج اتخذ شكل امرأة متشحة بشال في ليلة ثلجية بامتياز في تلك المدينة التركية الحالمة.

وجاءت فكرة بناء تمثال من الثلج على شكل امرأة أمام معهد “إزميت ديل أكاديمي” ( Izmit Dil Akademi ) من قبل مجموعة من المدرسات في المعهد، وذلك في مسعى منهن لتوثيق ذلك الحدث الثلجي النادر في هذه المدينة. إذ نادراً ما تغطي الثلوج هذه المدينة التركية على عكس شقيقاتها من المدن التركية الأخرى.

المرأة الثلجية التي اختطفت في مدينة إزميت التركية
تمثال المرأة الثلجية الذي اختطفته مجموعة الشباب
اختفاء التمثال الثلجي

في صبيحة اليوم التالي فوجئ العاملون في ذلك المعهد التركي باختفاء التمثال الثلجي، فظن الجميع للوهلة الأولى أن الرياح قد ذهبت به بعيداً، إلا أن المفاجأة الكبرى حدثت عندما استعرض المسؤولون في المعهد ما رصدته عين الرقيب في كاميرات المراقبة. إذ ذهل الجميع آنذاك لرؤية مجموعة من الشباب تنقض على ذلك التمثال الثلجي وتتلاعب به، ومن ثم تحمله بعيداً في دياجي الطرقات وعبر الأزقة والحارات.

ويبرز إلى السطح هنا السؤال الآتي: “لم فعل الشباب ذلك؟ وما الهدف من وراء فعلتهم تلك”؟ يبقى الجواب عن هذا السؤال حكراً على تلك المجموعة من الشباب فقط. فلا أحد على ما يبدو يمكنه تفسير ذلك الشيء الغريب الذي دفعهم إلى اختطاف تلك المرأة الثلجية في غفلة عن أعين المارة وعن سكان الحي المجاور الذين كان بعضهم على ما يبدو يغط في سبات عميق حينذاك. وما من أحد أيضاً يمكنه التكهن بما كان يدور في فلك تلك المجموعة من الشباب حتى بلغ  بهم الأمر حدّ الإقدام على ذلك الفعل وتحمل مشقة حمل التمثال الثلجي في ظل ظروف جوية بالغة الصعوبة.

اختطاف امرأة ثلجية في مدينة إزميت التركية -لينة زكريا
لينة زكريا في حديث إلى إحدى وسائل الإعلام التركية وتظهر على الشاشة مقولتها تلك حول المرأة باللغة التركية

وفي تعليق لها على تلك الحادثة الغريبة، أفادت لينة زكريا، التي تعمل في مهنة منسق تعليمي في معهد “إزميت ديل أكاديمي” (Izmit Dil Akademi): ” على الرغم من غرابة الحادثة، إلا أنها لم تكن لتولد لدي ذلك الشعور الغريب الذي لربما راود الجميع هنا. إذ لطالما حدثتني نفسي بذلك وراودتني أفكار شتى عدة يتمحور جلّها حول حال المرأة هنا والمصاعب التي تواجهها بشكل يومي في حلها وترحالها بين أوصال الأحياء والأزقة في مختلف المدن التركية. وهكذا بدأت تترسخ في ذاكرتي يوماً إثر يوم تلك المقولة التي حدّثت بها صديقاتي وزميلاتي غير مرة ومفادها:  “من الصعب جداً أن تكوني امرأة في تركيا حتى لو كنت امرأة ثلجية”.

 

لعمري، إن تلك الحادثة الغريبة والفريدة من نوعها تكاد ترسم ملامح الواقع الذي آل إليه حال المرأة بوجه عام، وتلقي الضوء على المصاعب الجمة التي تعتري حياتها وتهيمن على كل جزئية دقيقة فيها. إلا أن المرأة وبفضل عزيمتها وقوتها وإمكاناتها الدفينة لا ريب قادرة على تخطي تلك الصعاب وفرض احترامها وحضورها المتميز في المجتمعات كافة وفي غمرة الصعاب ووسط مختلف العثرات.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط