الذكاء الاصطناعي يساعد في الكشف المبكر عن داء العين السكري ويجنب المرضى الإصابة بالعمى

1٬863

يُقدّر عدد المصابين بداء السكري في العالم بما يربو على 190 مليون شخص، ومن بين كل أربعة مرضى، سيصاب واحد على الأقل بما يعرف باعتلال الشبكية السكري، وهو مرض يتسبب فيه ارتفاع مستويات السكر في الدم تلفًا في الأوعية الدموية التي تغذي شبكية العين. ولعل هذا من شأنه أن يؤدي إلى تورمها وتسرب السوائل منها وأن يُفضي في المحصلة إلى العمى الكلي. لذا، يعد الكشف المبكر عن هذه التغيرات في غاية الأهمية من أجل ضمان العلاج والوقاية قبل أن يستفحل الأمر. بيد أن أكثر من نصف المصابين لا يخضعون عادة لفحوصات مخصصة، وذلك مرده إلى ارتفاع تكلفة الفحص والحاجة لأطباء على درجة عالية من الكفاءة في هذا المجال. وهنا ينبري الذكاء الاصطناعي من جديد لتقديم يد المساعدة، وذلك بغية الارتقاء بجودة الرعاية الصحية للمصابين.

الذكاء الاصطناعي جاهز لتقديم يد العون

قامت شركة الذكاء الاصطناعي ديب مايند، المملوكة لشركة غوغل، بتطوير نظام ذكاءٍ صنعي قادرٌ على تشخيص 50 نوعًا مختلفًا من أمراض العيون بدقةٍ كطبيبٍ خبير، ومن بينها داء العين السكري .

تم تطوير هذا النظام، القادر على تحليل عمليات مسح الشبكية ثلاثية الأبعاد، بحثًا عن علاماتٍ مبكرة لحالات مرضية عاجلة و خطيرة، مثل ارتفاع ضغط العين وعواقب مرض العين السكري وانحلال البقعة الصفراء، من خلال شراكةٍ بحثيةٍ مع مستشفى العيون في لندن على مدار 18 شهرًا.

الذكاء الصنعي - المساعد المثالي

 30 ثانية هي كل ما يحتاجه النظام للتشخيص

تم تدريب النظام على كيفية اكتشاف أمراض العين من خلال تزويده بمعلوماتٍ رقمية من نحو 15000 فحصًا للعين. وبلغت دقة نتائجه 94.5%. 

الخوارزمية فادرة على معالجة صور العين في أقل من 30 ثانية. تصنف القراءات إلى أربع فئات: عاجلة، شبه عاجلة، روتينية، وحالة بحاجة لمراقبة. يمكن أن تساعد هذه التقنية بشكلٍ كبيرٍ في تسريع وتيرة تقييم المرضى الذين يتم إحالتهم من الممارسين العامين.

الكشف المبكر ينقذ البصر

صرح كبير الباحثين، مصطفى سليمان، أن نظام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في إنقاذ رؤية المرضى من خلال الكشف المبكر والدقيق عن بدايات المرض، مضيفًا أنه يأمل أن يتم نشره في يوم من الأيام في المستشفيات حول العالم.

وتابع قائلاً: “هذه نتائج مبكرة لكنها تظهر أن نظامنا يمكنه التعامل مع مجموعةٍ واسعةٍ من المرضى الموجودين في الممارسة السريرية الروتينية. نأمل أن يساعد هذا الأطباء في إعطاء الأولوية للمرضى الذين يحتاجون إلى علاجٍ عاجل، الأمر الذي قد ينقذ البصر في النهاية. “

 

الذكاء الصنعي - سرعة ودقة

الذكاء الاصطناعي أضحى بديلاً للطبيب

وصرح بيرس كين، الذي يعمل في مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن، أن النظام الجديد يمكنه تقديم مساعدةٍ كبيرةٍ لتجاوز مشكلة النقص الحاد في الخبراء الذين يمكنهم تفسير ملايين من فحوصات العين التي تتم كل عام. وقال كين أن اختصاص أمراض العين أصبح أحد أكثر التخصصات ازدحاماً في الخدمات الصحية بالمملكة المتحدة. ويصاب 200 شخص بالعمى بسبب مرض السكري كل يوم في البلد، ولا يوجد عددٌ كافٍ من الخبراء لقراءة هذا العدد الكبير من الصور. لذا يفقد الناس رؤيتهم بسبب التأخير في التشخيص. وقال كين إن النظام سيحدد الأشخاص الذين يعانون من مرض ٍيهدد البصر في أسرع وقتٍ ممكن لتقديم كافة أشكال العلاج لمحاولة إنقاذ بصر المريض. 

ولعل الخطوة التالية تتمثل في  البدء في تجارب سريرية رسمية، قبل الحصول على موافقة تسويقية من الجهات التنظيمية.

 

الذكاء الصنعي - فحص بالزمن الحقيقي

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
المصدر دراغ تارغيت ريفيو

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط