سيميوني وعقدة “رونالدو” في دوري الأبطال

6٬565

ما من شك في أن أجمل مسابقات كرة القدم العالمية وأكثرها متعة على الإطلاق بعد كأس العالم يتمثل في بطولة دوري أبطال أوروبا للأندية التي تقام سنوياً ويتنافس فيها صفوة أندية القارة العجوز. كيف لا وأنديتها هي الأكثر عراقة والأعظم جماهيرية والأكثر تخمة بنجوم كرة القدم العالميين. ناهيك عن ضمها لأشهر مدربي كرة القدم على مستوى العالم أجمع وأكثرهم دهاء كروياً وتتويجاً على منصات التتويج في مختلف المحافل العالمية ذات الصلة.

ما هي هذه البطولة وما هو تاريخها؟

هي أهم بطولة في كرة القدم على مستوى أندية كرة القدم العالمية. إذ تعد المباراة النهائية للبطولة من أكثر الأحداث الرياضية السنوية مشاهدة، حيث أنها تجذب أكثر من مائة مليون مشاهد تلفزيوني من مختلف دول العالم.  

بدأ تنظيم هذه البطولة تحت مسمى كأس أبطال أوروبا وتقوم تلك المنافسة على مبدأ خروج المغلوب ومشاركة فريق واحد من كل دولة. ومن  ثم ما لبثت أن تطورت شيئاً فشيئاً إلى أن تم في عام 1993 تعديل نظام البطولة بشكل جذري وتغيير عدد الفرق المشاركة ليصبح 32 فريقاً. كما تم تغيير اسمها إلى دوري أبطال أوروبا للأندية. وقد فاز بلقب البطولة منذ تأسيسها 22 نادياً، منهم من فاز فيها أكثر من مرة، ويتصدر هؤلاء نادي ريال مدريد الإسباني بأكبر عدد مرات فوز، حيث حاز لقب البطولة 13 مرة.

سيميوني وعقدة رونالدو
الأرجنتيني دييجو سيميوني المدير الفني لنادي أتلتيكو مدريد
سيميوني وأتلتيكو مدريد

قام  الأرجنتيني دييجو سيميوني صاحب ابن التاسعة والأربعين ومنذ تسلمه مهام المدير الفني في نادي أتلتيكو مدريد بنقلة نوعية كبيرة في الفريق جعلت منه رقماً صعباً في “الليغا الإسبانية” وفي البطولات الأوروبية للأندية. إذ نجح هذا العبقري في نقل الروح القتالية التي كانت تميزه إلى لاعبي فريقه العنيد. ونجح معهم، أيضاً، في خطف لقب الدوري الأوروبي مرتين اثنتين (2011/2012-217/2018)، فيما حاز فريقه لقب الدوري الإسباني مرة وكأس ملك إسبانيا مرة وكأس السوبر الإسباني مرة وكأس السوبر الأوروبي مرتين(2012/2013-2018/2019). كما نجح في الوصول إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا مرتين خلال ثلاث سنوات (2013/2014-2015/2016). وهكذا أضحى هذا الأرجنتيني بمثابة حالة خاصة في كرة القدم عبر بثه روحأً قتاليةً عاليةً في نفوس لاعبيه. وباتت بذته السوداء وقميصه الأسود هو الآخروربطة عنقه السوداء، أيضاً، وحركاته الحماسية وقيادته للجمهور طوال المباراة رمزا للقائد الثائر.

سيميوني قاهر الكبار

خلال المواسم السبعة الأخيرة في بطولة دوري أبطال أوروبا للأندية كان لسيميوني دور كبير في إضفاء الإثارة والمفاجآت على المسابقة. إذ إنه وفي كل نسخة كان يقصي فرقاً مرشحة للبطولة ويحرج مدربيها الكبار. فها هو في نسخة 2014 يخرج مورينيو ( تشيلسي) من البطولة ويقصي اليغري ( يوفنتوس) في العام تفسه. ومن ثم يخرج غوارديولا من البطولة أيضاً في نسخة 2016. ويفعلها أيضاً مع انريكي (برشلونة) في العام نفسه، ويعيدها في نسخة العام 2020 مع يورغن كلوب (ليفربول) حامل اللقب والمرشح الأبرز للبطولة.

سيميوني وعقدة كريستيانو رونالدو في دوري الأبطال

سيميوني وكريستيانو رونالدو

لطالما قدم سيميوني وفريقه أداءً رجولياً في المسابقات كافة، وقد حققا بطولات عدة مختلفة على حساب الجار والغريم ريال مدريد رغم وجود كريستيانو رونالدو. إلا أن هذه المعادلة لم تتحقق البتة في بطولة دوري الأبطال رغم وصول الفريق للمباراة النهائية في نسختين اثنتين: الأولى في عام 2014، حين قابل ريال مدريد (كريستيانو) وخسر بنتيجة 4/1 بعد التعادل في الوقت الاصلي 1/1، والثانية في 2016 أمام ريال مدريد (كريستيانو) أيضاً. إذ خسر آنذاك بالركلات الترجيحية إبان التعادل بنتيجة 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي. إضافة إلى أنه خرج من دور الـ16 أمام ريال مدريد (كريستيانو) في بطولة 2015، ثم خسر أيضاً في نصف النهائي أمام ريال مدريد(كريستيانو) في 2017.

إلى هنا ربما نقول أن العقدة هي فريق ريال مدريد، بيد أن ما حصل في بطولة الموسم الماضي 2019، وذلك عندما ابتسم الحظ لسيميوني وأتلتيكو مدريد  بابتعادهم عن مقابلة غريمهم التقليدي ريال مدريد وتفاؤل جمهور النادي بإمكانية تحقيق اللقب أخيراً، جاءت الصدمة حين التقى أتلتيكو (سيميوني) مع فريق يوفتنوس الذي ضم كريستيانو رونالدو القادم الجديد للفريق ورغم فوز سيميوني في الذهاب بنتيجة 2 صفر إلا أن رونالدو كان لديه رأي آخر، إذ سجل هذا الأخير ثلاثة أهداف في مباراة الإياب.

سيميوني وعقدة كريستيانو رونالدو في الدوري الأوروبي

خسارة سيميوني (أتلتيكو) كانت هي الأولى له في مباريات خروج المغلوب طوال تاريخه بالبطولة عندما يفوز ذهابًا، وهي أيضاً أول حالة خروج له من دور الـ16.

ولعل ما فعله سيميوني خلال بطولة هذا العام حين أقصى حامل اللقب فريق ليفربول المتخم بالنجوم مع مدربه المخضرم يورجين كلوب بفوزه عليه ذهاباً بنتيجة  1 صفر وإياباً في ملعبه في الأنفيلد بنتيجة 3/1، يجعلنا نجزم أن هذا الثائر العنيد الذي قهر أعتى المدربين وأقوى الفرق الأوروبية المدججة بالنجوم يقف عاجزاً في دوري الأبطال أمام أي فريق يلعب له كريستيانو رونالدو.

سيميوني وعقدة رونالدو في الدوري

فهل ستستمر هذه المعادلة مستقبلاً، أم أن لسيميوني كلاماً آخر؟  هذا ما سنعرفه في قادم الأيام.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط