كثر اللغط والجدل بين العامة عن منشأ فيروس كورونا المستجد وأصله. إذ ذهب كثير منهم إلى اعتباره صنيعة البشر ونتاج المختبرات البيولوجية العسكرية، وبنيت على هذا الطرح الكثير من نظريات المؤامرة التي لا تستند إلى أي حقائق علمية. فما هو رأي العلم، وماذا تقول آخر الأبحاث في هذا الشأن؟
أصل غامض
منذ بدأ تفشي المرض، ربط الخبراء منشأ الفيروس بسوق المأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية. في حين أشارت دراسة لاحقة إلى أن الفيروس ربما انتقل إلى البشر عن طريق الخفافيش أو عبر ثديياتٍ أخرى تم الاتجار بها بشكل غير قانوني لا ريب أبرزها يتمثل في آكل النمل الحرشفي.
تحري بصمة الفيروس
لتقييم أصل الفيروس الجديد، قارن الباحثون الهيكل العام لـفيروس كورونا المستجد مع الفيروسات الأخرى التي تؤثر عادة على الخفافيش وآكل النمل الحرشفي. وقد فعلوا ذلك باستخدام بيانات التسلسل الجيني التي أتاحها العلماء الصينيون. كما درس الباحثون البروتينات الشوكية، وهي تعد بصمةً خاصة لكل فيروس يستخدمها للارتباط بغشاء الخلايا البشرية أو الحيوانية التي يصيبها.
وجد بحث جديد أجري في معهد سكريبس للأبحاث في لا جولا، كاليفورنيا، أن فيروس كورونا المستجد أو ما يسمى علمياً باسم “سارس- كوف-2” (SARS-CoV-2)، وهو الفيروس التاجي الجديد الذي يسبب مرض “كوفيد -19” (COVID-19)، هو نتيجة تطور طبيعي في حياة الفيروسات وليس منتجًا للهندسة المخبرية.
طفرة كبيرة في شكل الفيروس
بمقارنة بنية الفيروس المستجد بباقي الفيروسات التاجية المعروفة سابقاً، وجد الباحثون فرقاً جوهرياً في الشكل وبنية الفيروس لا يمكن أن يكون صنيعة البشر. إذ لا يمكن للهندسة الجينية أن تخلق بنيةً جديدةً كلياً، ولو كان كذلك فلا بد أن يكون هناك تشابه كبير في الهيكل الرئيس بين الفيروس الأصلي وذلك المُصنّع. أما بنية الفيروس الحالي فهي نتيجة لطفراتٍ عديدةٍ وتبدلاتٍ جذرية صنيعة الاصطفاء والتحور الطبيعي على مدى سنوات وعقودٍ طويلة.
يحسم كريستيان أندرسون، قائد فريق البحث، الجدل بقوله: “من خلال مقارنة بيانات تسلسل الجينوم المتاحة لسلالات فيروس كورونا المستجد، يمكننا أن نقول وبشكل غير قابل للجدل أن الفيروس نشأ من خلال العمليات الطبيعية وليس صنيعة البشر”.
إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
-
سيميوني وعقدة “رونالدو” في دوري الأبطال
-
الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي تشهد إقبالاً كبيراً عليها من خارج نطاق تقنية المعلومات
-
أنف إلكتروني يشتَمُّ الروائح الخطيرة
-
جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية تنجز 11 عملية زراعة أعضاء
-
الخلايا الجذعية تحيي الأمل في إصلاح التلف الناتج عن الأزمات القلبية