أسنان مقاومة للجراثيم بمساعدة الطباعة ثلاثية الأبعاد

6٬696

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يرتبط سوء صحة الفم بظروف معيشية سيئة وتدني مستوى التعليم. ويعاني ما يربو على 26% من البالغين من تسوس الأسنان غير المعالج، وهو منتشر بوجه خاص في الفئات ذات الدخل المنخفض. ويرتبط عادة  بمجموعة كبيرة من المشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والالتهاب الرئوي.

لا تروق عادة زيارة عيادة  طبيب الأسنان للكثيرين. وبغض النظر عن الجهد الكبير الذي قد يبذله الفرد منا للحفاظ على نظافة أسنانه والعناية بها، إلا أنه كثيراً ما تتعرض الأسنان لفعل التسوس والاصابات البكتيرية الأخرى.

أسنان مقاومة للجراثيم

مادة بلاستيكية مضادة للميكروبات

أعلن باحثون أنه في المستقبل القريب ستتطور تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في صناعة الأسنان إلى أبعد من مجرد إنشاء التيجان أو أطقم الأسنان، لتشمل المواد الكيمياوية التي تحارب البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان والتهابات اللثة. وبعبارة أخرى، هي أسنان تنظف نفسها ومحيطها بشكل فاعل ومتقن. إذ طور باحثون في جامعة جرونينجن في هولندا، مادة بلاستيكية مضادة للميكروبات تغص بأملاح الأمونيوم الرباعية التي يمكن استخدامها مع الطابعات ثلاثية الأبعاد لتصنيع مجموعة متنوعة من أجهزة طب الأسنان المضادة للبكتيريا في غضون وقت قصير.

أسنان مقاومة للجراثيم بتقنية الطباعية ثلاثية الأبعاد

وفي دراسة نشرت في مجلة (Advanced Functional Materials) العلمية، قال فريق البحث إنه طبع مجموعتين من الأسنان البديلة – إحداهما باستخدام أملاح الأمونيوم المخلوطة في راتنج الأسنان والأخرى من دونها.

ووجد الباحثون أنه إثر تعريض مجموعتي الأسنان لبكتيريا من نوع “ستريبتوكوكس” (Streptococcus) المسؤولة عن معظم حالات التسوس، تم التخلص من نحو 99% من البكتيريا الموجودة على الأسنان المعالجة، بينما بقيت جميع البكتيريا تقريبًا في مجموعة التحكم.

مسح فم المريض رقميًا

باستخدام الماسحات ثلاثية الأبعاد، يتم مسح فم المريض رقميًا بواسطة عصا تخزن الملف على جهاز حاسوب (كمبيوتر)، ومن ثم يتم التعامل مع هذه الصورة باستخدام برامج خاصة لقياس وتصميم السن الجديد بدقة متناهية. ليصار لاحقاً إلى إرسال الملف إلى الطابعة ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن تصنيع السن في غضون دقائق معدودة.

أسنان مقاومة للجراثيم بتقنية الطباعة بالأبعاد الثلاثة

وفي هذا الشأن، أفاد أندرياس هيرمان، وهو أحد الباحثين في هذا المجال: “يمكن أن تقتل المادة البكتيريا عند ملامستها، ولكنها من ناحية أخرى ليست ضارة بالخلايا البشرية” . تحتوي الراتنجات المضادة للميكروبات على مجموعات جزئية ذات شحنة موجبة تتفاعل مع السطح الخارجي للبكتيريا. لقد صممنا المواد على نحو يجعل الجزيئات ذات الشحنة الموجبة تصنع ثقوبًا في الميكروبات، الأمر الذي من شأ،ه أن يُفضي إلى القضاء عليها بشكل شبه فوري، وذلك فور ملامستها للسطح”.

 نقلة نوعية في الصناعة الطبية

هذا الابتكار الذي يتأتى من دمج المواد الكيمياوية الفعالة كالأملاح المضادة للميكروبات، يمكن أن يشكل نقلة نوعية للصناعة الطبية. إذ يمكن لذلك الابتكار أن يستخدم  في مجموعة كبيرة من التطبيقات. فعلى سبيل الذكر وليس الحصر، يمكن تسخير تلك التقنية في عملية تبديل مفصلي الورك أو الركبة. وعلاوة على ذلك، يمكن بسهولة نقل طريقة تطوير البوليمرات المضادة للميكروبات ثلاثية الأبعاد القابلة للطباعة إلى مجالات التطبيقات غير الطبية الأخرى، على غرار تغليف المواد الغذائية أو حتى لعب الأطفال.

أسنان مقاومة للجراثيم بتقنية الطباعة

 وأضاف هيرمان: “للاستخدام السريري، نحتاج إلى تعميق هذا البحث والقيام بمزيد من التجارب، والتحقق من التوافق مع معجون الأسنان. غير أن الباحثين واثقون من احتمالات زراعة الأسنان المضادة للميكروبات في المستقبل القريب.

تأثيرات مستقبلية إيجابية هائلة

يمكن أن يكون لهذه التقنية تأثيرات هائلة، ولاسيما بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يقطنون المناطق منخفضة الموارد ولا يستطيعون الوصول بوتيرة منتظمة إلى عيادات الأسنان.

أسنان مقاومة للجراثيم بتقنية الطباعة الثلاثية

واختتم هيرمان حديثه بالقول: ” إن التكاليف ستكون ضئيلة، ذلك لأن المواد التي يستخدمها فريقه لصنع البوليمر المضاد للميكروبات غير مكلفة ومتاحة بسهولة”.

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …
المصدر أول 3 دي بي سايانس أليرت

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط