لماذا يعد “التزييف العميق” أكبر المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي؟

3٬776

في سياق حديثه حول أخطار الذكاء الاصطناعي، تطرق رئيس شركة مايكروسوفت، براد سميث، إلى قضية باتت تحظى بأهمية بالغة، في الآونة الأخيرة، وتتمثل في ظهور ما يعرف بتقنيات التزييف العميق. إذ من شأن هذه الأخيرة أن تظهر محتوى بعينه على أنه يتصل بالواقع، إلا أنه، في الحقيقة، لا يمت إلى الواقع بأي صلة على الإطلاق، بل هو محض تضليل وتزييف وتشويه للحقائق كافة.

وكان سميث أكد عبر خطاب ألقاه في واشنطن على أهمية البحث عن أفضل الطرق الكفيلة بمعالجة قضية تنظيم الذكاء الاصطناعي، وضرورة اتخاذ خطوات وتدابير احترازية كفيلة بتعريف الناس عن حقيقة الصور أو مقاطع الفيديو المتداولة، وتأطيرها في إطارها الصحيح للتفريق ما بين الحقيقي والمزيف منها.

ووفقاً لما أتى سميث على ذكره من تفاصيل تأتي في هذا السياق، فإنه يتعين على الحكومات التي تضطلع بدور فاعل في هذا الإطار معالجة المشاكل المتعلقة بقضية التزييف العميق.

كما ينبغي عليها، أيضاً، مواجهة تلك المخاوف المتعلقة بالمحاولات الأجنبية الهادفة في معظمها إلى تسخير تلك التقنيات في الإعداد لهجمات سيبرانية على مواقع حكومية وخاصة تحظى بأهمية بالغة، الأمر الذي من شأنه أن يفضي إلى نتائج كارثية لا يحمد عقباها.

وشدد سميث على أهمية اتخاذ خطوات كفيلة بحماية أفراد المجتمعات من قضية تزييف المحتوى الموجود في الفضاء السيبراني بقصد خداع الأشخاص وتضليلهم، أو ممارسة مختلف عمليات الاحتيال عليهم باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتاحة.

كما دعا سميث إلى ضرورة إيجاد آلية لترخيص برامج الذكاء الاصطناعي المهمة، وتقييد تلك التراخيص بغية ضمان الحماية المنشودة للمجتمعات بوجه عام.

وشدد رئيس مايكروسوفت على الحاجة إلى إرساء معايير جديدة وصارمة للتحكم بمسألة مشاركة هذه التقنيات، أو على الأقل الارتقاء بالمعايير الحالية الخاصة بذلك الأمر والهادفة إلى الحيلولة دون تصدير تلك التقنيات إلى دول أو جهات بعينها ثبت أنها تنتهج سلوكاً إجرامياً في هذا السياق، وذلك بغية ضمان عدم سرقة هذه التقنيات أو استخدامها بطرق تنتهك المعايير الدولية المعمول بها في هذا الإطار.

وفي هذا الشأن، عبر سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI)، المبتكرة لبرنامج الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” (ChatGPT)، من خلال حديثه أمام لجنة في مجلس الشيوخ، عن قلقه الكبير من أن يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي على نزاهة الانتخابات. ولعل ذلك، حسب زعمه، يقتضي من المشرعين المضطلعين بدور فاعل في هذا الإطار سن قوانين ناظمة لذلك الأمر.

كما دعا ألتمان إلى ضرورة تضافر جهود جميع المعنيين بهذا الأمر، ومنح حوافز مجزية للشركات التي تمتثل امتثالاً تاماً للمعايير المطبقة في هذا الإطار، لما لذلك من أثر بالغ في تنظيم هذه العملية والحد من التبعات السلبية التي قد تنتج عن الاستخدام الخاطئ لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ما رأيك عزيزي القارئ بالتطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي؟ وهل تؤيد تسخير تلك التقنيات في مجالات الحياة والأعمال كافة؟

يرجى إطلاعنا على رأيك في هذا السياق عبر صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من خلال الرابط الآتي:

https://bit.ly/43b8x7P

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط