لماذا فشلت محركات البحث العربية؟

3٬844

على الرغم من قيام العديد من الشركات العربية بإطلاق محركات بحث لشبكة الإنترنت، إلا أن تلك المحاولات لم يكتب لها الاستمرار، وذلك مرده إلى عوامل عدة، لا ريب أبرزها يتمثل في موضوع التمويل، ناهيك عن افتقارها إلى العديد من التقنيات المطلوبة في هذا الإطار.

ولعل أبرز محركات البحث لشبكة الإنترنت تلك تمثل في كل من محرك “أين” الذي انطلق عام 1997 وأغلق عام 2012، و”العربي” الذي انطلق عام 2006 وأغلق عام 2009، و”أنكش” الذي انطلق عام 2007 وأغلق عام 2010.

إلا أن تلك التجارب لم تتمكن من مقارعة محركات البحث العالمية، ولا سيما محرك غوغل الذي رأى النور عام 1998، وشرع في دعم اللغة العربية عام 2002.

فيما طوّرت شركة صخر محرك بحث “الإدريسي” الذي شهد فور إطلاقه إقبالاً كبيراً من قبل العديد من الشركات وبعض المواقع الإلكترونية. وعلى الرغم من تميزه وفرادته وتألقه في معالجة اللغة العربية،  لم يتسن له التحول إلى محرك بحث شامل للإنترنت.

إذ لا تكفي جودة معالجة اللغة للنجاح، فالبحث في الإنترنت يتطلب العديد من التقنيات الأخرى، كالزاحف (Crawler) الذي تتمثل مهمته الرئيسة في الآتي:

  • سبر أغوار كافة صفحات الإنترنت التي تقدد أعدادها بالمليارات وفهرستها للتعرف على الفاسد منها وتجنبه
  • التعرف على لغة كل صفحة على حدة
  • التعرف على حدود النصوص والمقالات واستخراجها
  • التعرف على أسماء المؤلفين
  • التعرف على الصور وحدودها وعناوينها

ولعل أبرز التقنيات الأخرى، التي يتطلبها عادة محرك البحث لكي يعمل على الوجه المطلوب منه، يكمن في ترتيب نتائج البحث على النحو الأمثل. ولا ريب في أن ذلك ينطوي على الكثير من التحديات الأخرى. إذ  يتضمن ذلك الأمر عشرات المتغيرات. ولعل  ذلك  ما جعل محرك بحث غوغل الأول عالمياً بعد فترة وجيزة من إطلاقه.

كما أن تطوير محرك بحث لشبكة الإنترنت يتطلب ضخ استثمارات كبيرة. فشركة غوغل، على سبيل الذكر وليس الحصر، حصلت على تمويل مقداره 25 مليون دولار بعد أقل من عام على إطلاقها، ثم ما لبثت أن حصلت في العام الذي يليه على 25 مليون دولار إضافية، من قبل مستثمرين من القطاع الخاص، وهو ما لم يكن متاحاً البتّة في البلدان العربية.

وكان يجدر بالجهات الحكومية العربية تقديم الدعم المطلوب لأحد محركات البحث العربية التي تم إنشاؤها والإسهام  في تمويله، وذلك لكي يتسنى له الاستمرارية واقتطاع حصة جيدة من السوق المرتبطة بالبحث عبر الإنترنت باللغة العربية على أقل تقدير.

فمحرك البحث الصيني “بايدو” (Baidu) الذي رأى النور في عام 2000 ما كان له أن يحقق النجاح الكبير الذي حققه بمعزل عن الدعم الحكومي من الحكومة الصينية التي ضخت ملايين الدولارات فيه. ولعل الأمر عينه أيضاً يسري على محرك البحث الروسي “ياندكس” (Yandex).

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط