هل ستتسبب الروبوتات في رفع معدلات البطالة حول العالم؟

3٬047

أكد اثنان من كبار الخبراء في القطاع الصناعي، خلال مشاركتهما في إحدى الحوارات الافتراضية التي تنظمها القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2020، على أنه وبالرغم من أن التطور الكبير في الروبوتات وفي تقنية الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرًا كبيرُا في عمليات الشركات الصناعية، إلا أنها لن تستغني عن الدور الحاسم للعنصر البشري فيها، على الأقل في المستقبل المنظور. وشدد الخبيران على ضرورة توجه الشركات الصناعية لتوظيف التكنولوجيا بهدف تعزيز الأنشطة البشرية وجعلها أكثر أمانًا، خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت اهتمامًا متزايدًا بأتمتة العمليات وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي.

وقال بول ويلينر، نائب رئيس شركة ديلويت: “لم نشهد التوقعات بتحول كافة العمليات الصناعية إلى عمليات مؤتمتة في الفترة الأخيرة فحسب، بل إن العديد من الخبراء قد توقعوا ذلك منذ أكثر من 100 عام تقريبًا. ومع ذلك، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن بعض الخدمات والعمليات في القطاع الصناعي لن يتم استبدال العامل البشري فيها مطلقًا بعدد من الروبوتات بل سيتم تطويرها وتحسينها من خلال توظيف الأتمتة”.

ويرى ويلينر أن وباء كورونا سيساهم في تسريع التحول نحو أتمتة بعض المهام، مثل الأعمال المتكررة  ومعالجة المواد  والأنشطة الخطرة، وغيرها من الأعمال. إلا أن هذا التحول سيساهم في تعزيز الأنشطة البشرية وبالتالي زيادة الإنتاجية والكفاءة والسلامة.

ومن جانبه، أوضح ماتياس شاندلر، رئيس قسم ابتكارات الذكاء الاصطناعي في مجموعة “بي أم دبليو”، أن توظيف التكنولوجيا يجب أن يكون لخدمة القوى العاملة وليس لاستبدالها. وقال: “نبذل جهودنا لرفع إنتاجية عملياتنا الصناعية، وهذا يدفعنا لتوظيف الروبوتات للقيام بالمهام المتكررة وتلك التي تتطلب مجهودًا جسديًا شاقًا. ومع أن الأتمتة عامل هام في رفع مستوى الإنتاجية، إلا أن العمالة البشرية تتميز بقدرتها على رؤية ودراسة منتجاتنا من خلال فهم متطلبات عملائنا. لذا فنحن نؤمن بأهمية العنصر البشري ودوره في تحسين جودة منتجاتنا”.

دعم رأس المال البشري

وكانت شركة ديلويت قد أصدرت مؤخرًا تقريرها السنوي عن أبرز التوجهات في دعم رأس المال البشري، والذي درست من خلاله التطورات في العلاقة بين القوى العاملة والآلات والحاجة إلى الدمج بين الآلة والعامل البشري لتمكين القوى العاملة في المستقبل. وأشارت 12% من الشركات الصناعية المشاركة في التقرير بأنها تستخدم الأتمتة والذكاء الاصطناعي بهدف استبدال العمالة، فيما أكدت 60% من الشركات أنها توظف التكنولوجيا في أعمالها لدعم القوى العاملة وتحسين ظروف عملها.

هل ستتسبب الروبوتات في رفع معدلات البطالة

وقال ويلنر: “يمكننا تحقيق أفضل النتائج من خلال دعم القوى البشرية بالروبوتات والذكاء الاصطناعي. وفي الوقت الحالي، لا يمكن للتكنولوجيا محاكاة ما تستطيع القوى العاملة تحقيقه في مكان العمل، وبالتأكيد لا يمكنها محاكاة قدرة البشر على الإقناع أو مهارات حل المشاكل أو التعاطف وغيرها من الخصائص التي يتميز بها البشر، والتي تعتبر من القدرات الضرورية في بيئة العمل”.

مزايا تسخير الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأخطاء وتحسين جودة العمل 

وأشار “شاندلر” إلى أن مجموعة “بي أم دبليو” تتيح للموظفين العاملين لديها فرصة المساهمة في تطوير عملية الإنتاج وتحسينها.

وقال: “عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، فإننا نحاول دائمًا تصميم الحلول بطريقة يمكن لموظفينا الاستفادة منها. فعلى سبيل المثال، عندما نوظف الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأخطاء وتحسين جودة العمل، نقوم بتصميم الحلول الذكية بطريقة تتيح للموظفين تشغيلها وادارتها”.

حملات إعلامية داخلية

وأضاف شاندلر: “قامت مجموعة “بي أم دبليو” بإطلاق حملات إعلامية داخلية تهدف إلى إقناع موظفينا بمزايا التقنيات الجديدة مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي. وساهمت هذه الحملات في تسليط الضوء على مزايا توظيف الذكاء الاصطناعي في الشركة، كما شجعت الموظفين على بذل المزيد من الجهود لتحسين الحلول الذكية المستخدمة. ولا شك أن على الشركات تمكين موظفيها وإشراكهم في عملية برمجة وصيانة الروبوتات، خاصة وأن هذه العملية تتطلب مستوى عالٍ من المهارة، وبالتالي تساهم في تعزيز قدرات الموظفين والأدوار الإيجابية التي يقومون بها”.

هل ستتسبب الروبوتات في رفع معدلات البطالة بوجه عام

ومن جانبه أكد “ويلينر” إن نموذج العمل الذي يجمع بين الإنسان والآلة سيؤدي إلى ظهور أدوار جديدة في التصنيع الذكي، وهي ظاهرة من المرجح أن تشهد مزيدًا من الانتشار بسب الوباء.

وقال: “سنبدأ في رؤية شركات تستفيد من الحلول الرقمية بطريقة مختلفة تمامًا. ولا شك أن الشركات الصناعية ستواصل استكشاف طرق مبتكرة تمكنها من توظيف التكنولوجيا المتقدمة لزيادة الكفاءة والإنتاجية وتعزيز دور العنصر البشري كجزء أساسي من العملية الصناعية”.

إقرأ المزيد:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط