مشروع قلب روبوتي قد يصبح حقيقة مع نهاية العقد

4٬526

ثمة ما يربو على 7 ملايين مريض يعانون من مشاكل في القلب والدورة الدموية في المملكة المتحدة وحدها، لا يلبث أن يحصد الموت حياة أكثر من 150.000 شخص منهم كل عام. ويتم عادة إجراء ما يزيد على 200 عملية زرع قلب على مدار العام الواحد في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من ذلك، يموت نحو 20 مريضًا في الفترة نفسها وهم ينتظرون دورهم لإجراء عملية جراحية في هذا الإطار. ولعل أبرز هؤلاء يتمثل في أولئك الأطفال الذين ولدوا بعيوب خلقية. ولا ينتهي الأمر عادة عند هذا الحد؛ إذ حتى مع عملية الزرع الناجحة، يتعين على المريض البدء باستعمال العقاقير المثبطة للمناعة مدى الحياة، وذلك تجنباً لحدوث ما يعرف طبياً بعملية الرفض المناعي.

مشروع واعد

يقوم فريق من الباحثين في المملكة المتحدة وكامبردج وهولندا بتطوير قلب روبوت يمكنه ضخ الدم عبر شبكة الدورة الدموية. وهو لين وقابل للزرع في أجساد المرضى. ومن المتوقع أن يكون نموذج العمل الأولي جاهزًا للزرع في الحيوانات خلال السنوات الثلاث القادمة، وفي البشر في غضون 8 سنوات القادمة.

قلب روبوتي

مصدر الإلهام

قالت قائدة المشروع جولاندا كلوين: “لقد استوحينا الفكرة بعد رؤية الأذرع الطرية والمرنة، وفي الوقت نفسه، الصلبة وعالية التحمل، لروبوت مصنع ليحاكي حركة وشكل نجم البحر. ومن هنا أدركنا إمكانية دمج البيولوجيا مع قدرات الروبوتات اللينة لإنتاج لقلب هجين. إذ تحاكي عضلات القلب الاصطناعية الرخوة الناعمة القلب البشري بالضبط، وبالتالي فإن القلب الهجين ينبض كقلب حقيقي. وبرصفه بخلايا المريض الخاصة، يمكننا منع الرفض الحاد من قبل الجسم للقلب الغريب ويقي من تخثر الدم ويلغي الحاجة لتناول مثبطات المناعة ويخفف احتمال العدوى. ويمكن نقل الطاقة لاسلكياً، الأمر الذي من شأنه أن يتيح للمريض الفرصة لممارسة حياة طبيعية”.

قلب روبوتي هجين للمرة الأولى
قلب هجين

يزخر هذا الجهاز، الذي يطلق عليه اسم القلب الهجين، بطبقات عدة هي: طبقة عضلية اصطناعية ناعمة، قوية ومرنة بدرجة كافية للتقلص والتوسع مثل عضلة القلب، وطبقة خارجية من السقالات تشبه خلايا المريض الخاصة لتقليل فرص الرفض المناعي للقلب الآلي. توجد البطارية في سترة يرتديها المريض، لكن هناك بطارية أصغر يمكن أن تبقي القلب لفترة وجيزة محددة عند إستحمام المريض أو السباحة تبقيه نابضا لعدة ساعات.

قلب روبوتي هجين

محاولات سابقة باءت بالفشل 

تم تنفيذ المحاولة السابقة لبناء قلب اصطناعي من خلايا القلب البقرية والبولي يوريثين في فرنسا، ولكن توفي الرجل البالغ من العمر 76 عامًا بعد ذلك بفترة وجيزة، في عام 2014. يستخدم القلب الهجين مواد أكثر صلابة ولكنها لا تزال مرنة للغاية لتقليد القلب الطبيعي الحركة وضخ العمل.

قلب روبوتي هجين للإنسان

طموح وحلم

تقول جولاندا كلوين: “قد تبدو الفكرة بعيدة المنال،إلا أن طموحنا ليس خيالاً علمياً. يحق للمصابين بقصور القلب أن يحلموا، وسيكون القلب الهجين قادراً يوما ما على تحقيق هذا الحلم”.

قلب روبوتي هجين يعد خياراً جيداً
مواضيع قد تروق لك أيضاً:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط