استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة قد يعيق تطور أدمغة الأطفال

2٬941

أظهرت دراسةٌ جديدةٌ باستخدام مسح الدماغ أن المادة البيضاء في أدمغة الأطفال الذين أمضوا ساعاتٍ طويلةٍ أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية لم تتطور بذات السرعة بالمقارنة مع أدمغة من سواهم من الأطفال.

المادة البيضاء كابلات التواصل بين ساحات المخ

يقول الباحثون إنه في المادة البيضاء من الدماغ تتطور اللغة وعملية التحكم العقلي والتنظيم الذاتي. وتتكون المادة البيضاء من ألياف يتم توزيعها عادةً في حزم تسمى المسالك التي تشكل روابط بين خلايا المخ وبقية الجهاز العصبي.

فكر في المادة البيضاء على أنها أسلاك الهاتف التي تربط الأجزاء المختلفة من الدماغ حتى لتتمكن من التواصل مع بعضها بعضاً. من المؤكد أن قلة تطور هذه الأسلاك يمكن أن تبطئ سرعة معالجة الدماغ للمعلومات.

أوضح الباحث البارز الدكتور جون هوتون، وهو مدير مركز اكتشاف القراءة والكتابة في مستشفى سينسيناتي للأطفال، أن تطوير هذه المهارات يعتمد على جودة التجربة الحسية للطفل، مثل التفاعل مع الناس والتفاعل مع العالم واللعب. كما أوضح هوتون أن السنوات الخمس الأولى من العمر هي الوقت الحرج الذي تتطور فيه هذه الروابط الدماغية بسرعة.

وقال: “بعض أنواع الوسائط الرقمية توفر محفزاً دون المستوى الأمثل لتعزيز اتصال الألياف في الدماغ والمهارات ودعم تطورها”.

الرنين المغناطيسي المعيار الذهبي  لقياس تطور الدماغ

من أجل الدراسة، أجرى هوتون وزملاؤه فحوصات بالرنين المغناطيسي لأدمغة 47 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات. كما أجرى الأطفال اختبارات لتقييم مهاراتهم المعرفية.

طلب من الآباء إكمال استبيان يوضح مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية. ووجد الباحثون أنه كلما زادت ساعات المشاهدة أظهرت الصور تأخر تطور المادة البيضاء، وتحديداً عملية تشكيل غمد المايلين حول العصب التي تسمح للنبضات العصبية بالتحرك بسرعةٍ أكبر في جميع أنحاء الدماغ. كما انخفضت قدرة الطفل على تسمية الأشياء بسرعة (مقياس لسرعة المعالجة العقلية)، وانخفاض مهارات القراءة والكتابة النامية.

الرنين المغناطيسي يظهر نقص التطور

تحفيز غير كافٍ للنمو

يعتقد هوتون أن الدماغ النامي يحتاج إلى تحفيز الأشخاص الآخرين والعالم الحقيقي حتى يرتفع إلى أعلى مستوى إمكاناته.

وقال: “إن الأطفال الصغار يعتمدون على العلاقات مع الناس والتفاعل مع العالم باستخدام كل حواسهم. وكلما عمل الوالدان على  إبقاء أطفالهم بعيداً عن شاشات الأجهزة الإلكترونية في مرحلة الطفولة المبكرة والسماح لهم بالتفاعل مع الناس في العالم كان ذلك أفضل”.

مشكلة العصر

عقبت ريشما نايدو، مديرة علم الأعصاب الإدراكي في مستشفى نيكلوس للأطفال في ميامي: “من وجهة نظري، فإن أكبر المشكلات التي نراها هذه الأيام في مسيرة تطور الأجيال تكمن في تراجع المشاركة الاجتماعية للأطفال بدرجةٍ أقل بكثير وانغماسهم الكامل في عالم الأجهزة الإلكترونية”.

الأطفال والتكنولوجيا مشكلة العصر

التوصيات

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بعدم تعريض الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهراً للشاشات على الإطلاق باستثناء الدردشة المرئية مع الأصدقاء والعائلة. ومن 18 إلى 24 شهرًا، إذا اختار الوالدان، يجب أن تتضمن الوسائط الرقمية فقط برامج مخصصة عالية الجودة. بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات يجب أن يقتصر وقت الشاشة على ساعةٍ واحدةٍ يوميًا. وينبغي أن يقوم الوالدان في أوقات محددة بإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية بشكلٍ كاملٍ. كما يجب أن تكون غرف النوم خالية من الوسائط.

إقرأ المزيد:
المصدر يو إس إيه توداي باب ميد

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط