التوتر والضغط النفسي يغيران تركيبة الدماغ

4٬517

من المعروف أن التوتر والإجهاد النفسي يؤثران سلباً على صحة الإنسان. إذ يسبب التوتر طيفاً واسعاً من التغيرات الفيزيولوجية التي تفضي في المحصلة إلى إضعاف الجهاز المناعي عند الإنسان، هذا فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية على سبيل المثال لا الحصر. بيد أنه وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى التعرف على الآلية التي يؤثر من خلالها التوتر على الدماغ. وفي دراسةٍ حديثةٍ مثيرةٍ للدهشة، تمكن العلماء من إماطة اللثام عن هذا اللغز المحير.

أظهر البحث الذي أجري في  كلية الطب بجامعة نيو أورلينز كيف أن عاملي الإجهاد والتوتر يغيران من بنية الدماغ العضوية، ما يفتح الباب أمام تطوير أدويةٍ وقائيةٍ وعلاجيةٍ ضد التوتر والاكتئاب.

التوتر النفسي يؤذي الخلايا النجمية في الدماغ

التوتر يسبب انكماش وتراجع الروابط العصبية بين الخلايا

وجد الباحثون أن التوتر الحاد أنتج تغييراتٍ عضوية ودائمة وسريعة الحدوث في الخلايا النجمية، وهي خلايا الدماغ التي تنظف الناقلات العصبية بعد قيامها بمهمتها بتوصيل المعلومات بين الخلايا العصبية. وعند تكرار الإجهاد، انكمشت فروع الخلايا النجمية، وتضاءلت المساحات التي تنتقل عبرها المعلومات من خلية لأخرى. وهذا من شأنه أن يضعف قدرة الخلايا العصبية والخلايا النجمية على التواصل فيما بينها. ولعل هذا يسبب، أيضاً، طيفاً واسعاً من الاضطرابات النفسية والفكرية والمعرفية طويلة الأمد، ولا سيما في المراحل العمرية المبكرة.

 

أثر التوتر النفسي على الدماغ واضح للعيان

الدراسة تفتح آفاقاً جديدةً لحماية الدماغ من آثار التوتر

قالت الدكتورة جون ليو، رئيسة الفريق البحثي: “الإجهاد يغير وظائف المخ وينتج تغييراتٍ دائمةً في السلوك البشري وفي وظائف الأعضاء. ويمكن أن تؤدي الأحداث المؤلمة عادة إلى اضطراباتٍ نفسيةٍ عصبية، بما في ذلك القلق والاكتئاب وإدمان المخدرات. لقد كشفت تجربتنا كيف يمكن  للإجهاد أن يؤثر على الروابط العصبية وعلى وظيفة الدماغ على حد سواء. ولعل هذه المعرفة ضروريةُ لتطوير استراتيجيات من شأنها منع أو علاج هذه الأمراض الشائعة والحد من ظهور الاضطرابات العصبية المرتبطة بالتوتر”.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
“لا يجوز إعادة نشر أي مادة تحريرية، سواء أكان ذلك بشكل جزئي أم كلي أو نشر أي موضوع بناء على فكرة موقع عصري.نت الحصرية إلا بموجب إذن رسمي من إدارة الموقع وذكر المصدر أصولاً”
المصدر ذا جورنال أوف نيورو سايانس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط