لا ريب في أن التقنيات المتطورة على غرار التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي تسهم في إجراء تحول كبير في قطاع الضيافة والسفر في دول مجلس التعاون الخليجي، غير أنه يتعين على الشركات العاملة في هذا القطاع أن تحقق التوازن الصحيح بين تلك التقنيات المتطورة، من جهة، والتدخل البشري، من جهة أخرى.
تم التطرق إلى هذا الموضوع خلال إحدى الجلسات التي أقيمت على هامش فعاليات معرض سوق السفر العربي 2019. إذ خلص الخبراء الذين حضروا الجلسة إلى حقيقة مفادها أن التقنيات المتطورة والابتكار سيسهمان وعلى نحو فاعل في نمو قطاع السفر في المستقبل إذا ما تم تطبيقها بشكلٍ صحيح.
وتلعب بعض التقنيات الحديثة على غرار الواقع الافتراضي (VR) وروبوتات المساعدة وروبوتات الدردشة الذكية “شات بوت” التي تعمل وفق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتي بدأت تدخل تدريجياً في هذه الصناعة دوراً كبيراً في تحسين تجارب العملاء وجعلها أكثر سلاسة. وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تصل المبيعات العالمية لروبوتات العلاقات العامة إلى 66,000 روبوت بحلول عام 2020، بينما من المنتظر أن تصل قيمة تطبيقات “تكنولوجيا البيكون” في قطاع الضيافة إلى 72 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026.
وحول ذلك، قال شربل سركيس، الرئيس الإقليمي لتجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية والسفر والضيافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة “غوغل”: “إن التعلم الآلي الذي نتحدث عنه اليوم أصبح أمراً واقعياً، وليس شيئاً سيحدث في المستقبل. يتيح لنا هذا النوع من التكنولوجيا التنبؤ بسلوكنا بطريقة ذكية للغاية، ومن خلاله يمكننا تخصيص تجارب السفر بالكامل. على سبيل المثال، إذا ذهبت على روما للمرة الأولى، فإن حجم التوقعات لدي سيكون مختلفاً بلا شك عن زائرٍ آخر زار المدينة نفسها بمعدل خمس مرات من قبل. إن التعلم الآلي يمكنه أن يساعدنا على تخصيص هذه التجارب وبالتالي يوفر لنا تجربة أفضل”.
موضوع جدير بالاهتمام أيضاً: اللغة العربية وإنترنت الأشياء
وفي السياق ذاته، يمكن أن تؤدي الابتكارات الأخرى مثل إنترنت الأشياء إلى زيادة الكفاءة في قطاع الطيران. إن تطبيق التكنولوجيا لخفض تكاليف الصيانة غير المخطط لها بنسبة 1% فقط، على سبيل المثال، يمكن أن يحقق وفورات كبيرة في هذه الصناعة تصل إلى 250 مليون دولار أمريكي سنوياً، وفقاً للأبحاث التي أجرتها كوليرز إنترناشونال شريك الأبحاث الرسمي لسوق السفر العربي.
من جانبه حثّ مات راوس، نائب الرئيس الأول للأعمال التجارية قسم الشركات والترفيه في طيران الإمارات مشغلي السفر في دول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز تجارب العملاء في الرحلات الشاملة من خلال تطبيق التقنيات بشكل فعّال وقال: “إن التحدي الذي نواجهه اليوم هو أننا نشكل جزءاً من منظومة واسعة، وفي الحقيقة لا يمكن لطرفٍ واحد أن يفعل كل شيء بمفرده، وإنما نحتاج إلى التعاون بين جميع الأطراف المعنية بتطوير المنظومة حتى نتمكن من تقديم الخدمات والمتطلبات التي يريدها العملاء”.
مواضيع ذات صلة بسوق السفر العربي:
-
-
مجموعة شانغريلا تكشف عن منتجع وسبا شانغريلا بالي في مجمع ذا ماج نوسا دوا على هامش…
-
صفقات مذهلة وجوائز سحب مغرية في هوليداي شوبر الذي يقام للمرة الأولى بالتزامن مع…
-
المجلس الوطني الألماني للسياحة يستعرض مجموعة من الوجهات السياحية خلال مشاركته في…
-
ارتفاع عدد الزوار الأوروبيين القادمين إلى دول الخليج بنسبة 29٪ بحلول عام 2023 حسب…
-
سوق السفر العربي يستضيف قمة الصناعة الفندقية على وقع ارتفاع عدد الغرف الفندقية في…
-
واليوم، باتت التقنيات الجديدة مثل التعلم الآلي والابتكارات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الاستقبال “الكونسيرج” وأنظمة التعرف على الوجه والصوت، والتقنيات التي تركز على تخصيص الخدمات في الغرف، أكثر شيوعاً وانتشاراً في قطاع الفنادق على مستوى العالم. ولكن على الرغم من ذلك، ظلت بعض الشركات والعلامات التجارية في دول مجلس التعاون الخليجي مترددة في تطبيق هذه الحلول المبتكرة بسبب التوقعات العالية للعملاء والتي تم التعامل معها بصورة جيدة من قبل العاملين في قطاع الضيافة الذين يمتلكون مهارات وخبرات كبيرة لتقديم أفضل تجربة للعملاء.
وفي هذا الشأن أيضاً، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط: “يبلغ متوسط استثمارات الفنادق في مجال تكنولوجيا المعلومات حالياً 4% فقط، ومع ذلك فإن الفرصة متاحة لتحويل ثلاثة أرباع الأنشطة في قطاع الضيافة التي تعتمد على العامل البشري لتصبح مؤتمتة. من الواضح أن هناك إمكانات وفرص هائلة للاستفادة من تطبيق التكنولوجيا في هذا القطاع.
إن قطاع الضيافة والسفر في دول مجلس التعاون الخليجي بات يحتل مكانة مرموقة عالمياً بفضل الخدمات الراقية والمتميزة التي يحظى بها العملاء والتي تتم من خلال التعامل المباشر وجهاً لوجه بينهم وبين الموظفين. لذا من الضروري أن تحقق هذه المنطقة التوازن الصحيح بين التقنيات المتطورة واللمسة البشرية. وعلى المدى البعيد، من المرجح أن تحافظ الشركات المتخصصة في قطاع السياحة في الشرق الأوسط على التزامها بالتفاعل البشري، ولكن بمساعدة التكنولوجيا المتطورة”.
هذا وقد شهدت فعاليات معرض سوق السفر العربي 2019 مشاركة أكثر من 2,500 شركة عارضة في قطاع السياحة والسفر والضيافة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولقد استقبلت دورة العام الماضي أكثر من 39,000 متخصص في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وشهدت تسجيل أكبر مشاركة للفنادق في تاريخ المعرض على الإطلاق.
من اختيارات المحرر:
-
لاعبان من مركز دو لاليغا للكفاءات يلتحقان بنادي ليفانتي الإسباني
-
هجمات إلكترونية خطيرة تستهدف مؤسسات في الشرق الأوسط
-
8 خطوات لضمان نجاح التحول الرقمي في المؤسسات
-
بريداتور ثرونوس..أحدث كرسي ألعاب تطرحه آيسر في المملكة العربية السعودية