لماذا لا ينصح باتباع حمية “كيتو”؟ وما هو النظام الغذائي الأمثل؟

3٬227

على الرغم من أن نظام “كيتو” الغذائي يعد بلا ريب من أحدث صيحات إنقاص الوزن في وقتنا الراهن، إلا أن عمره الفعلي يكاد يربو على 100 عام. إذ استخدمه الأطباء في عشرينات القرن الماضي في علاج الصرع. ولا يزال يُستخدم لهذا الغرض، وفقاً لما أتى على ذكره جيسون إيوالت، اختصاصي التغذية المعتمد في مشفى”مايو كلينك”.

و”كيتو” هو برنامج حمية يعتمد على قلب النظام الغذائي الصحي التقليدي، المُوصى به من قبل وزارة الزراعة الأميركية. ويتطلب هذا النظام توفير الكربوهيدرات والبروتينات والدهون في الأطعمة وفق النسب الآتية: 20% بروتين، 25% دهون، 55٪% كربوهيدرات، (معتبراً الكربوهيدرات بمثابة المصدر الرئيس للوقود لكل من الجسم والعقل).

وتصبح هذه الأرقام في نظام كيتو الغذائي على النحو الآتي: 20% بروتين، 75% دهون، و5% كربوهيدرات فقط.

وتهدف هذه العملية إلى تقييد الكربوهيدرات، التي لا تلبث أن تتحول إلى غلوكوز، وذلك بغية إجبار الجسم على العثور على مصدر آخر للوقود غير الغلوكوز.

ومن شأن ذلك أن يحث الجسم على تكسير الدهون إلى مركبات تسمى الكيتونات لاستخدامها كمصدر بديل للطاقة.

وبالفعل، يفقد الكثير من الناس الوزن طبقاً لهذا النظام. إلا أن عملية تكييف الجسم على التحول من حرق الغلوكوز إلى حرق الدهون قد تستغرق مدة تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر.

وعلى المدى الطويل سيبدو الفرق بسيطاً بين هذه الحمية وأنواع الحمية الأخرى التي تزخر بنسبة كربوهيدرات أعلى”، وفق إيوالت.

ويضيف هذا الأخير مُحذراً، أن “هذه الحمية مقيدة جداً ويصعب اتباعها، ولن يستمر الشخص العادي في اتباعها لفترة طويلة”.

بالإضافة إلى أن احتواءها على كميات محدودة من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، مقابل كمية كبيرة الدهون المشبعة، “يجعلها غير مثالية للصحة” بوجه عام، وفقاً لما صرح به إيوالت في هذا السياق.

إنفلونزا “كيتو”

إن حمية كيتو تستبعد جميع الأطعمة المُصنّعة تقريباً، وهو أمر جيد، بلا ريب، بالإضافة إلى أن “بعض الدراسات تُظهر أن من يتبعونها قد يشعرون بجوع أقل.

فيما يشير بعض الأبحاث إلى فوائدها المحتملة للسيطرة على نسبة السكر في الدم”، طبقاً لما أورده موقع “بورتلاند كلينك“.

إذ لا ينصح هذا الأخير بهذا النظام للمصابين بمرض في البنكرياس أو الكبد أو الغدة الدرقية أو الكلى أو المرارة.

كما لا ينصح به، أيضاَ، لمن لديهم تاريخ من حصوات الكلى أو اضطرابات في الأكل، أو أولئك الذين خضعوا لعملية استئصال المرارة.

بالإضافة لما سبق، قد يؤدي التخلي عن الحبوب الكاملة والفاصولياء والفاكهة والخضراوات إلى نقص في المواد المغذية وإلى الاصابة بالإمساك.

كما يمكن أن تشمل الآثار الجانبية الشائعة على المدى القصير على التعب والصداع واضطرابات في المعدة، والمعروفة أيضاً باسم “إنفلونزا كيتو”.

وتشتمل المخاطر الصحية طويلة المدى على “حصوات الكلى وهشاشة العظام وأمراض الكبد، بخلاف مخاطر أخرى لم تُعرف بعد. إذ  لا توجد دراسات طويلة الأجل”، طبقاً لما ذكره موقع  بورتلاند كلينك في هذا الصدد.

إذن ما هي الحمية المثالية؟

تعد حمية البحر الأبيض المتوسط، بلا ريب، أفضل حمية على الإطلاق. إذ تساعد هذه الأخيرة على فقدان الوزن. فقد أدرك الباحثون في خمسينات القرن الماضي أن الشعوب التي تعيش قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط، هم أصح الناس على كوكب الأرض دون منازع.

إذ لطالما ارتبط نظامهم الغذائي ذاك بانخفاض في معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.

وقد خلصت نتائج دراساتهم في هذا الإطار إلى حقيقة مفادها أن هذه الحمية كانت السبب الرئيس وراء ذلك، لاحتوائها على الأطعمة الشائعة في تلك المنطقة منذ قرون عدة خلت.

ولا غرابة في ذلك، لاسيما أنها تُعد “الأقرب للفطرة الغذائية السليمة”، بتركيزها على تناول وجبات غنية بالألياف. وتزخر تلك الوجبات بحصص من الحبوب الكاملة والمكسرات والأسماك والخضراوات والفاكهة والدواجن والبقوليات ومنتجات الألبان وزيت الزيتون. فيما تنأى بنفسها عن استهلاك اللحوم الحمراء والحلويات.

ومنذ ذلك الحين، أضحت واحدة من أكثر الأنظمة الغذائية التي خضعت لدراسات عدة ومتلاحقة.

إذ أكد العلماء أن اتباعها يمكن أن يساعد الأشخاص على إنقاص الوزن والحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع الثاني.

غير أنهم اشترطوا أن تصبح جزءاً من نمط الحياة، لتحقق هذه الفوائد على المدى الطويل.

حمية تجعلك أكثر سعادة

لطالما وصف الأطباء حمية البحر الأبيض المتوسط بـ “النظام الغذائي المثالي” للصحة وطول العمر.

كما قاموا بتصنيفها  على أنها صحية، مقارنة بالأنظمة الغذائية الشائعة الأخرى.

إذ وجدت دراسة أجريت على أكثر من 10 آلاف إسباني في عام 2009 أن نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي “قد يحد وإلى درجة كبيرة من خطر الإصابة بالاكتئاب. ومن شأن هذا النظام، أيضاً،  أن يسم الأشخاص الذين يتبعونه بسمة السعادة الدائمة”.

كما أكدت هذه الحقيقة دراسات أخرى. إذ  أشارت إلى أن حمية البحر الأبيض المتوسط تعد بلا ريب النمط الغذائي الأمثل من الناحية العلمية.


مواضيع ذات صلة بما تقرأ الآن:

فقد أثبت ذلك النمط الغذائي، وعلى نحو لا يدعو للشك أبداً، بأنه يحد وبشكل فاعل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

كما أظهرت دراسة نُشرت في عام 2020 أن حمية البحر الأبيض المتوسط ” تحظى بتأثير قوي على صحة العقل على نحو خاص”.

وهو ما دعمته إحدى الدراسات، التي أجريت حديثاً في هذا الإطار. إذ أكدث تلك الدراسة بأن “اتباع النظام الغذائي المتوسطي يفضي في المحصلة إلى تحسين خصائص الإدراك لدى الإنسان وتقوية الذاكرة والمناعة وتعزيز قوة العظام”.

المصدر موقع بورتلاند كلينيك مايو كلينيك

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط