تناول الفيتامينات من قبل الأصحاء .. مطلب صحي أم إجراء وقائي أم مجرد هدر مالي؟

8٬153

ساد في السنوات الأخيرة اعتقاد مفاده أن تناول حبوب الفيتامينات المتعددة هو ضرورة وعادة وقائية ضد العديد من الأمراض المزمنة. ولقد تم ربط  تناولها بالعديد من الفوائد، بدءاً من خفض الوزن والأداء الرياضي والشفاء من نزلات البرد، وصولاً إلى الوقاية من الجلطات القلبية والدماغية والأورام السرطانية. فهل هناك دلائل طبية داعمة لذلك الاعتقاد، أم أنها مجرد أوهام ونتيجة حملات دعائية، لا سيما وأن الفيتامينات تشكل أكثر متمم غذائي مستهلك عالمياً؛ إذ يصل حجم هذه الصناعة إلى نحو 19 مليار دولار؟

قبل المضي قدماً في سرد التفاصيل والأدلة، يقتضي التنويه بأن هذا المقال يتمحور حول تناول هذه المتممات الغذائية من قبل الأصحاء الذين لا يعانون من عوز فيتاميني مثبت بالتحاليل المخبرية والفحوصات السريرية.

الفيتامينات- حبوب الفيتامين

ما هي الفيتامينات؟

هي مركبات عضوية مهمة للكائن الحي وتسمى المركبات الكيميائية العضوية بفيتامين عند صعوبة تصنيعها بكميات كافية عن طريق الكائن الحي، وينبغي الحصول عليها من الغذاء.

للفيتامينات وظائف بيوكيميائية متنوعة، ففيتامين “أ”، على سبيل المثال، يعمل كمنظم لنمو الخلايا والأنسجة والتمايز. بينما يعمل فيتامين “ب” المركب كطليعة للـعوامل المساعدة التي تسمى أنزيمات وتدخل في إنتاج الطاقة.  أما فيتامين “د” فلديه وظيفة شبيهة بالهرمونات كمنظم لعملية التمثيل الغذائي للمعادن. كما أن فيتامين “إي” وفيتامين “ج”  يعملان كـمضادات للأكسدة.

الفيتامينات- حبوب الدواء

الفيتامين
أهم المصادر
أعراض النقص
فيتامين أ زيت كبد الحوت العمى الليلي
فيتامين ب1 نخالة الرز مرض البري بري
فيتامين ج الحمضيات مرض الاسقربوط
فيتامين د زيت كبد الحوت كساح الأطفال
فيتامين ب 12 الكبد فقر الدم الحاد
فيتامين ك الخضراوات الورقية اضطرابات نزف وتخثر
فيتامين ب 6 نخالة الرز فقر الدم والتهاب الجلد
حمص الفوليك الكبد والسبانخ فقر الدم الحاد
 (الجدول في الأعلى يوضح أهم الفيتامينات ومصادرها الأساسية وبعض مشاكل عوزها)
الحمية الصحية المتوازنة

 تعد الحمية الصحية المتوازنة، التي تعتمد على الخضراوات والفاكهة واللحوم ومنتجات الألبان بكميات مناسبة، مصدراً كافياً للحصول على الحصص الموصى بها يومياً من الفيتامينات، بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس لفترات محددة وضمن أوقات بعينها ووفقاً لتعليمات الطبيب.

الفيتامينات

حقائق حول تناول مكملات الفيتامين الغذائية عند الأصحاء:
  • تناول مكملات الفيتامينات وأمراض القلب:

خلصت دراستين اثنتين أجريتا على ما يزيد عن 10 آلاف رجل وامرأة إلى حقيقة مفادها أن تناول الفيتامينات بصورة دورية ولمدة طويلة لم تقدم اي نتائج في ما يخص الحد من نسبة الإصابات القلبية أو شدتها أو تقليل الوفيات.

  • تناول مكملات الفيتامينات والوقاية من السرطان:

أثبت دراسة عدم وجود أي دور للفيتامينات في الوقاية من أي من السرطانات المدروسة، بل على العكس ربطت بعض الدراسات ذلك بزيادة في خطر الإصابة بسرطان الرئة عند المدخين الذين يتناولون فيتامين “أ”.

  • تناول مكملات الفيتامينات وصحة الدماغ:

أظهرت بعض الدراسات أن تناول الفيتامينات بشكل دوري عند كبار السن قد يحسن نسبياً من وظائف الذاكرة، ولربما يسهم ذلك، أيضاً، في الحد من حالات الاكتئاب. بينما لم تظهر الدراسات فائدة لذلك عند صغار السن واليافعين.

  • تناول مكملات الفيتامينات والإنفلونزا:

على الرغم من الاعتقاد السائد بأن فيتامين “ج” يقي من نزلات البرد ويقلل مدتها، إلا أن الغالبية العظمى من الدراسات نفت هذا الاعتقاد.

متى يتعين علينا تناول الفيتامين كمتمم غذائي وإجراء وقائي؟

هناك فئات بعينها لربما تستفيد من المتممات الغذائية، ولعل ذلك مرده إلى زيادة الحاجة إليها أو بسبب ندرتها في غذائهم اليومي، ومن بين هؤلاء:

  1. كبار السن، حيث تقل نسبة امتصاص  فيتامين “ب 12″ و”د”.
  2. الحوامل والمرضعات، ولا سيما حمض الفوليك، حيث أثبت الدراسات على مدى عقود عدة خلت أن تناوله يخفض نسبة التشوهات في أعضاء الجنين العصبية. كما تزيد لدى المرضع الحاجة للفيتامينات.
  3. النباتيين، حيث أن فيتامين “ب 12” بوجه خاص، وبشكل أقل فيتامين “د” يتم الحصول عليهما بشكل أساسي من اللحوم. ومن هنا، فإن كثيراً من النباتيين لايحصلون على كميات كافية من هذه الفيتامينات.
  4. الأشخاص المتبعين لحميات قاسية لخفض الوزن ومن أجري لهم عمليات جراحية لعلاح مشكلة البدانة وأولئك الأشخاص الذين يعانون من نقص شديد في الشهية للطعام.

الفيتامينات- حبوب الدواء المتنوعة

الخلاصة

سيقول البعض أنه في حال لم تكن لمكملات الفيتامينات الغذائية فائدة كبيرة لدى الأصحاء، فإنها على الاقل ليست مضرة . إلا أن تناول جرعات أعلى من الحد الموصى به من الفيتامينات قد ينطوي على آثار ضارة ومضاعفات خطيرة، ولا سيما الفيتامينات الذوابة في الدسم. إذ إن الجسم يخزن الزائد عن الحاجة منها في الكبد، ويمكن أن يتسبب ذلك في مشاكل عدة، ولا سيما فيتامينات “أ” و”د”. ويحب الحذر، أيضاً، من ذلك، وخصوصاً عند الحوامل. إذ ربطت بعض الدراسات الجرعات الزائدة من فيتامين “أ”  بظهورعيوب خلقية في الأجنة.  كما لوحظ عند المدخنين أن هناك  علاقة بين تناول كميات فائضة من فيتامين “أ” وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة. أما الفيتامينات الذوابة في الماء، فيتم طرح الزائد منها عادة عبر البول ..

وهكذا فجلّ ما يفعله الفرد منا عند تناوله لكميات زائدة عن حاجته من الفيتامينات، بمعزل عن وجود عوز صحي لديه، هو أنه ينتج بولاً باهظ الثمن!

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط