الإدمان على ألعاب الفيديو .. خطر يلوح في الأفق

392

لربما يتطوَّر أمر التعلق بألعاب الفيديو والشعف الكامن خلفها إلى إدمان حقيقي. فَعِندَ مُحاولة توقيف الطفل أو المراهق عن استخدام ألعاب الفيديو سيُصاب بالحزن أو الانفعال الشديد. وسرعان ما يهيمن عليه شعور قوي يدفعه نحو تمضية المزيد من الوقت في لعب هذه الألعاب والنأي بالنفس عن العالم الخارجي الحقيقي بكل أطيافه، الأمر الذي يفاقم من المعضلة ويجعل حلها بالغ الصعوبة.

أضافت منظمة الصحة العالمية “اضطراب الألعاب” إلى نسخة 2018 من كتابها المرجعي الطبي. بيد أن دليل الجمعية الأمريكية للطب النفسي الشهير (DSM-5 ) لم يضعها ضمن تصنيفاته وحتى الآن فإن المقامرة هي “النشاط” الوحيد المدرج كإدمان محتمل.

ما الذي يسبب الإدمان على ألعاب الفيديو؟

أحد الأسباب الرئيسة هي أنها مصممة بهذه الطريقة. يبحث مصممو ألعاب الفيديو مثل أي تجارةٍ أخرى تحاول جني الأرباح عن طرق جعل المزيد من الأشخاص يلعبون ألعابهم ولفترة أطول، عن طريق جعل اللعبة تحدٍ كافٍ للحفاظ على استمتاعك بها والرغبة بلعب المزيد, دون جعلها صعبةً لدرجة أن يستسلم اللاعب في النهاية. وبجعل اللعبة تنافسية بشدة بين اللاعبين، وبعبارةٍ أخرى، فإن نجاح اللاعب غالباً ما يشكل تحدياً جميلاً من الممكن تحقيقه والشعور بلذة النتصار على غيره من الاعبين. في هذا الصدد، يشبه إدمان ألعاب الفيديو إلى حدٍ كبيرٍ اضطراب آخر معترف به على نطاق واسع: إدمان المقامرة.

ما الذي يسبب الإدمان على ألعاب الفيديو؟

العلامات المحتملة للإفراط في اللعب وبداية الإدمان

يتضمن مرجع DSM-5 قسمًا لمساعدة الأشخاص والأطباء على معرفة علامات التحذير من مشاكل الإدمان ومن ضمنها ألعاب الفيديو. هذه بعض العلامات التي يجب أن تبحث عنها في نفسك أو في شخص قريبٍ منك ويجب أن يكون لديك خمسةٌ أو أكثر من هذه العلامات في سنةٍ واحدة لتشخيص مشكلةٍ حقيقةٍ:

الأعراض العاطفية لإدمان ألعاب الفيديو
  • التفكير في العب كل الوقت
  • الانزعاج والضيق عندما لا تستطيع اللعب
  • الشعور الدائم بالحاجة لقضاء المزيد من الوقت في اللعب لتشعر بالراحة
  • العزلة عن الآخرين لقضاء المزيد من الوقت في اللعب
  • عدم القدرة على الإقلاع أو حتى اللعب بشكل أقل
  • عدم الرغبة في القيام بأشياء أخرى اعتدت أن تحبها
  • مواجهة مشاكل في العمل أو المدرسة أو المنزل بسبب اللعب وعدم الإكتراث بها واللعب على الرغم من هذه المشاكل
  • محاولة إخفاء مقدار الوقت الذي تقضيه في اللعب عن المحيطين
  • استخدام الألعاب لتخفيف الحالة المزاجية والمشاعر السيئة

ألعاب الفيديو عالم ساحر من السهل الضياع فيه

الأعراض الجسدية لإدمان ألعاب الفيديو
  • الإعياء بسبب قلة النوم
  • الصداع النصفي بسبب التركيز الشديد أو إجهاد العين
  • متلازمة النفق الرسغي الناجمة عن الافراط في استخدام وحدة تحكم أو فأرة الحاسوب (الكمبيوتر)
  • سوء النظافة الشخصية

وقد تم تسجيل عدة حالات وفاة بسبب قضاء وقت طويل جداً دون انقطاع في اللعب آخرها كان وفاة مراهق تايلندي بعد قضاء نحو 40 ساعة متواصلة في ممارسة ألعاب الفيديو وحالات آخرى مماثلة.

بالطبع ، ليس كل من يلعب ألعاب الفيديو بشغفٍ لديه مشكلة. فوفقاً لدراسةٍ صادرةٍ عن جامعة نيو مكسيكو، فإن 6 إلى 15% من جميع اللاعبين يظهرون علاماتٍ يمكن أن توصف بالإدمان وهي أكثر شيوعًا بين الأولاد والرجال من الفتيات والنساء. على الرغم من أن هذا الاضطراب يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على من يعانون منه، إلا أنه من الصعب في بعض الأحيان التعرف على علاماته وأعراضه.

التدابير

اطرح بعض الأسئلة على نفسك: هل تعوق ألعاب الفيديو الخاصة بك أشياء مهمة أخرى في حياتك  مثل علاقاتك الشخصية أو عملك أو الذهاب إلى المدرسة؟ هل تشعر أنك تجاوزت الخط الفاصل بين محبة اللعب والحاجة إلى اللعب؟ هل تلجأ لاستخدام الألعاب لتجنب مشكلة أعمق مثل الاكتئاب أو التوتر؟ قد يكون من الصعب رؤية مشكلةٍ في نفسك وقد يبدو مقدار الوقت الذي تقضيه في اللعب جيدًا بالنسبة لك. ولكن إذا قال المقربون منك إن هذا كثير جدًا، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير لإعادة التفكير بسلوكك وتقييمه بشكل منطقي.

إذا كنت أحد الوالدين الذين يشعرون بالقلق إزاء مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك في اللعب، فراجع مثلاً أداءه في المدرسة ومع الأصدقاء. يعد الحصول على درجاتٍ جيدة والالتزام الجيد بالواجبات وعلاقاتٍ جيدة مع الأصدقاء ونشاطٍ اجتماعي مقبول دون انطوائية أو عزلة، علاماتٌ تشير لعدم وجود مشكلة حقيقة لدى الطفل أو المراهق.

الإدمان على ألعاب الفيديو

بعض النقاط التي تحد من خطر الإدمان

للحفاظ على مقدار الوقت الذي تقضيه الألعاب تحت السيطرة، جرب هذه النصائح للبالغين والأطفال على حد سواء:

  • وضع حدود زمنية للعب والتمسك بها.
  • ترك الهواتف والأدوات الأخرى خارج غرفة النوم حتى لا تلعب في الليل.
  • التخطيط للقيام بأنشطة دورية أخرى كل يوم بما في ذلك ممارسة الرياضة ما يقلل من المخاطر الصحية للجلوس واللعب لفترات طويلة من الزمن.
  • لا أحد يعلم ما إذا كانت أنواع معينة من ألعاب الفيديو تؤدي على الأرجح إلى مشكلة في اللعب. ولكن تأكد من أن طفلك يلعب فقط الألعاب المصنفة حسب عمره.
إقرأ المزيد:
المصدر سايك غايدز.كوم

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط