أعلنت شركة “ديب مايند”، المتخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، تمكُّن أحدث برامجها الشهيرة الذي يطلق عليه اسم “ألفا فولد” من حل معضلة أشكال البروتينات، التي ظلت لغزاً حيّر العلماء على مدى ما يربو على نصف قرن ونيف. فيما أشار كثير من الخبراء والباحثين في هذا المجال إلى أن تلك التقنية المتطورة قد فاقت التوقعات بشأن إمكانية التوصل لحل لهذا اللغز المحير.
تُعَدُّ البروتينات بلا ريب عنصراً أساسياً في معظم العمليات البيولوجية والحيوية، ولعل ما يحدد وظيفة كل بروتين على حدة هو شكله. وفي هذا الصدد، نجح برنامج الذكاء الاصطناعي “ألفا فولد” (Alpha Fold) التابع لشركة “ديب مايند” (DeepMind) في تحديد أشكال البروتينات على نحو ثلاثي الأبعاد، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق أمام العلماء لتحديد وظيفة كل بروتين على حدة وبدقة بالغة، وهو ما يفتح الباب، أيضاً، أمام اكتشافات بالغة الأهمية لربما تُغير مجرى الطب وصناعة الدواء على حد سواء.
ولعل أهمية هذه التقنية تكمن في حقيقة أن تحديد شكل بروتين واحد كان في السابق يتطلب سنوات من العمل المخبري الدقيق والمضني. أي بمعنى آخر، فإن عملية الإلمام بأشكال جميع البروتينات المعروفة، والبالغ عددها نحو 200 مليون بروتين، مهمة تكاد تنطوي على الكثير من الصعاب. ناهيك عن كونها تستغرق مليارات السنوات، ما يجعلها أقرب للمستحيل، غير أن تلك الاستحالة قد تلاشت الآن.
وكانت شركة “ديب مايند” صرحت في وقت سابق بأنها بصدد منح العلماء والباحثين إمكانية الوصول إلى برنامج الذكاء الاصطناعي “ألفا فولد”، وذلك بغية مساعدتهم في مختلف الأبحاث العلمية التي يعكفون عليها.