تربعت مدينتا باريس ولندن على رأس قائمة المدن الأكثر خطورة على مستوى القارة الأوروبية بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها، وذلك وفقاً لما خلصت إليه نتائج دراسة علمية نُشرت في مجلة “لانسيت بلانيتري هيلث” مطلع أبريل/نيسان من العام 2023.
وكانت الدراسة شملت ما يربو على 854 مدينة أوروبية. إذ عكف القائمون عليها على تحليل معطيات علمية دأبت هيئات علمية دولية على جمعها على مدى ما يزيد عن 20 سنة خلت. وكشفت الدراسة عينها أن باريس ستصبح المدينة الأكثر فتكاً بالناس، وذلك مرده إلى عامل الجفاف الذي بات يلوح في الأفق والارتفاع المتزايد في درجات الحرارة.
وطبقاً للدراسة نفسها، فإن العاصمة البريطانية لندن ستصبح هي الأخرى المدينة التي سيخيم عليها شبح الموت قريباً بفعل البرودة الشديدة.
وحدد الباحثون سببين رئيسين لإمكانية تحوّل باريس إلى مدينة خطيرة، وهما طبيعة العمارة وهندسة شوارعها التي تحول دون تمكنها من التأقلم مع الحرارة وموجات الجفاف على حد سواء، إضافة إلى تسجيل معدلات عالية في ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بباقي المدن.
كما وجدوا أن عوامل بعينها كالفقر وقلة الموارد والافتقار إلى وسائل التدفئة هو ما سيجعل لندن المدينة الأكثر خطراً للموت من شدة البرد.
وألمحت الدراسة إلى أن المخاطر التي تتمخض عن ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها في بعض المدن لا يعني بالضرورة أن باقي المدن الأوروبية بمنأى عن ذلك الخطر المحدق. ومن هنا تأتي الحاجة إلى إيجاد حلول سريعة وناجعة علّها توقف زحف الموت الذي بدت أشراطه تلوح في الأفق.