لعل تناول الكثير من السكر في وجباتنا الغذائية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عدة، لا ريب أبرزها يتمثل في زيادة في الوزن والسمنة، مرض السكري من النوع الثاني وتسوس الأسنان. ويُجمع الأطباء على ضرورة عدم الافراط في تناول الحلوى والمثلجات والمشروبات الغازية السكرية. غير أنه وفي بعض الأحيان يكون من الصعب للغاية مقاومتها والتغلب على التوق لتناولها. فهل حدث أن راودتك يوماً ما رغبة بتناول الكثير من الحلوى بينما أنت تتناولها بالفعل؟ أشعرت يوماً أنك لا تستطيع كبح ذلك الشعور الذي يحثك على تناول كامل محتوى علبة المثلجات؟
ترتبط الصلة بين السكر والسلوك الإدماني بحقيقة أنه عندما نتناول السكر، يتم إطلاق الأفيونيات والدوبامين.
الدوبامين ناقل السعادة
الدوبامين هو ناقل عصبي يمثل جزءًا أساسيًا من “دائرة المكافآت” المرتبطة بالسلوك الإدماني. وعندما يتسبب سلوك معين في إفراز جرعة كبيرة من الدوبامين، فإنك تشعر “بالسعادة” وتسعى دائماً لإعادة هذه العملية، وبالتالي يتم عادة تكرار ذلك السلوك. وكلما كررت هذا السلوك أكثر فأكثر، يتكيف الدماغ مع هذا الأمر ويطلق كمية أقل من الدوبامين. وتكون الطريقة الوحيدة لإعادة الشعور الممتع كما كان من قبل عبر تكرار السلوك بكميات متزايدة وتواتر متزن. ولعل هذا هو تماماً ما يعرف باسم تعاطي المخدرات.
ما حقيقة أن السكر يسبب إدماناً يشبه إدمان المخدرات؟
أسفرت الدراسات السابقة حول فكرة أن السكر يسبب إدماناً يشبه إدمان المخدرات نتائج مختلطة، حيث يصر بعض الخبراء على أن الغذاء لا يمكن أن يكون مدمنًا. غير أن هذه الدراسة الجديدة، التي أجريت على الخنازير، وجدت أن السكر يمكن أن يغير النظم في الدماغ ويعيد توصيلها كما يحدث عند تعاطي المخدرات. في الأساس، عندما يشعر الدماغ بسرور مصدره شيء ما، نتعلم أن نكرر هذا السلوك. وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى ما يشبه الإدمان.
عندما منح العلماء الخنازير محلول السكر الصافي لمدة ساعة واحدة في 12 يومًا متتاليًا، رأوا تغييرات في طريقة عمل أنظمة المكافآت في أدمغتهم على الفور.
ما هو رأي مؤلف الدراسة في هذا الشأن؟
وقال مؤلف الدراسة مايكل وينتردل، وهو أستاذ مشارك في قسم الطب السريري في جامعة آرهوس في الدنمارك: “بعد 12 يومًا فقط من تناول السكر، ظهرت تغيرات عضوية كبيرة في نظام الدوبامين ومستقبلات الأفيون في المخ. في الواقع، فإن نظام المواد الأفيونية، وهو ذلك الجزء من كيمياء الدماغ المرتبط بالرفاهية والسرور، قد تم تنشيطه بالفعل بعد تناول السكر لأول مرة. على وجه التحديد، ثمة تغييرات في الجسم المخطط ، المهاد، القشرة المخية قبل الجبهية، بعد تناول السكر”.
أجريت الدراسة على الخنازير، ذلك لأن الدراسات السابقة اعتمدت على الفئران ولأن الخنازير لها أدمغة أكثر تعقيدًا من القوارض. استخدم العلماء فحوصات لمعرفة آثار تناول السكر على أدمغتهم.
مستويات الدوبامين تتأثر بالعديد من المتغيرات
سيكون من الطبيعي إجراء الدراسات على البشر أنفسهم، ولكن يصعب التحكم في انفعالات البشر وفصلها عن بعضها، وهناك العديد من المتغيرات التي تؤثر على مستويات الدوبامين” ، كما أوضح وينتردل.
جميعنا يبحث عن دفقة الدوبامين التي تغمر دماغنا، ونسعى دائما للسلوك الذي يوصلنا إليها ويبدو أن السكر هو اسهل وسيلة وأكثرها توافرا بين أيدينا مايجعلها سلعة إدمان مسموحة وسهلة المنال.
هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
-
ابتكار رقاقة إلكترونية تحاكي الخصائص الكهربائية للخلايا العصبية البيولوجية
-
علماء يابانيون ينجحون في إنتاج دم اصطناعي
-
موبايل إنفورم غروب الروسية تطلق هاتف ميغ إس 6 الجبار
-
رولز-رويس تكشف عن أسرع طائرة كهربائية على مستوى العالم
-
مئات الآلاف من البكتيريا تقتحم منازلكم كل يوم…تعرفوا عليها