جائحة كوفيد-19 ودورها في تحفيز التوجه نحو اعتماد الروبوتات والأتمتة

574

في ضوء عودة دول العالم إلى فتح اقتصاداتها تسعى الحكومات حول العالم إلى البحث عن سبل وحلول ناجعة من أجل تجاوز الأزمة التي تسببت بها الجائحة، وذلك من خلال تحفيز التوجه نحو اعتماد الروبوتات والأتمتة، علّها تتمكن من مواصلة تقديم التجارب عالمية المستوى لمواطنيها كافة.

سيكون للتكنولوجيا في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19 دور بارز في إضفاء الطابع الابتكاري على طرق عملنا. ولكن عندما تتعلق المسألة بالروبوتات على وجه الخصوص، فنحن لا نتكلم عن الروبوتات البشرية التي تبقى حكراً على عوالم الخيال العلمي، بل نقصد بها الروبوتات المصممة لأداء وظائف محددة، بحيث تكون قادرة على تنفيذ المهام وتقديم الدعم بأكثر طرق العمل كفاءة. اتسمت جائحة كوفيد-19 بدورها التحفيزي غير المتوقع، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز فرص قبول الروبوتات في القطاع، بحيث تتيح لنا تمكين التجارب على نحو غير مسبوق.

 اعتماد الروبوتات والأتمتة

وضع العميل في حقبة ما بعد الجائحة في صميم كُل تجربة

فلنأخذ على سبيل المثال تجربة العملاء لدى تفاعلهم مع أحد المنتجات أو الخدمات الرقمية مثل استخدام الركاب لشبكات النقل العام أو مرافق المطار. تُسهم التحليلات السلوكية النوعية الآنية الدقيقة المقترنة مع التحليلات الدقيقة الكمية الآنية القائمة على البيانات في توفير معلومات قيّمة تُساعد المسؤولين عن تشغيل الخدمات على تكييف خدماتهم بحسب التجارب الفردية. وبالتالي، يُتيح هذا فرصة اتخاذ القرارات الرامية إلى تحسين الخدمات حيثما اقتضت الحاجة، بحيث تُلبي توقعات المواطنين وتتخطاها. وتتمحور هذه الفكرة في وضع العميل في حقبة ما بعد الجائحة في صميم كُل تجربة وحول سُبل ابتكارنا لما فيه صالح المقيمين والسياح المسافرين إلى منطقتنا.

وتبرز التكنولوجيا بشكل واضح في مجالات مثل مراكز الاتصال وإدارة الحالات المعقدة. إذ تتمتع بالقدرة على إعادة صياغة التجربة وزيادة الكفاءات بشكل كبير. وفي ضوء ما يتوقعه المواطنون من سلاسة التجارب التفاعلية، تجد الحكومات نفسها ملزمة بتحقيق هذه التطلعات مع امتثالها بشكل كامل للوائح التنظيمية المعقدة ومعايير الميزانية المحدودة في غالب الأحيان.

تحفيز التوجه نحو اعتماد الروبوتات والأتمتة

التكنولوجيا لوحدها ليست كفيلة بتحقيق الريادة

إلا أن التكنولوجيا لوحدها ليست كفيلة بتحقيق الريادة عندما تتعلق المسألة بإدارة الحالات المعقدة والمواطنين. إذ تبرز الحاجة إلى وجود عاملي التعاطف والمرونة البشريين، لا سيما لدى التعامل مع الحالات التي تفتقر إلى الوضوح وتحتاج لتدقيق إضافي. وبالتالي، فلا ينبغي علينا أن نقلل من قيمة وقوة التفاعل البشري في هذا السياق.

تتمتع التكنولوجيا بالقدرة على أتمتة عمليات الدعم في المنشآت

يُعتبر قطاع الرعاية الصحية واحداً من القطاعات الرئيسة المستفيدة من قوة التكنولوجيا، لا سيما في مجالات الروبوتات والأتمتة. وأمّا عندما تتعلق المسألة بأدوات صنع القرار، تتمتع التكنولوجيا بالقدرة على أتمتة عمليات الدعم في المنشآت، باستخدام نقاط البيانات المجمّعة لتوليد الرؤى التحليلية. ومن ثم تُساعد تقنيات تعلم الآلة في إعداد جداول الأولويات الخاصة بالأطباء والممرضين، بحيث تُتيح لهم، تركيز مزيد من وقتهم على المهام الحرجة والمتمحورة حول رعاية المرضى بشكل عاجل. كما يأتي تسخير التكنولوجيا لأغراض النشر السريع في صميم هويتنا، لا سيما في هذه المنطقة التي يُعتبر فيها الطرح السريع والفعّال للخدمات أمراً في غاية الأهمية بالنسبة للحكومات الإقليمية.

شراكة تكاملية بين البشر والروبوتات

وفي ظل ضرورة تحسين الخدمات وتحقيق الفعالية من حيث التكاليف، تبرز الحاجة لقيام العملاء بتعظيم القيمة الخاصة بدورات حياة الأصول الموجودة لديهم. فما هي الأجزاء التي يُمكن أتمتتها وما هي الأجزاء التي ما زالت بحاجة لعامل التفاعل البشري؟ فلا تتمحور المسألة حول منافسة بين البشر والروبوتات، بل حول عملهم جنباً إلى جنب ضمن شراكة تكاملية.

إقرأ المزيد:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط