جسيمات نانوية تلعب دور الإسفنجة وتجذب إليها فيروس كوفيد-19

2٬567

نظرًا لأن فيروس كورونا المستجد غالبًا ما يصيب الخلايا الظهارية في الرئة كخطوةٍ أولى في طريقه لإصابة الجسم بعدوى فيروس كوفيد-19 توصل باحثون في جامعة كاليفورنيا الأمريكية إلى فكرةٍ ذكيةٍ تقوم على  إخفاء جزيء نانوي ضمن طبقة من خلايا رئوية في محاولة لخداع الفيروس للالتصاق بها وإبعاده عن الخلايا الرئوية الحقيقية.

يعكف الباحثون على إيجاد طرق لمحاربة فيروس كورونا بشتى الوسائل الممكنة. في الوقت الذي يحاول فيه العلماء تدمير الفيروس بشكل ٍمباشر. وتقوم فكرة هذه التجربة على تصميم طعمٍ للفيروس ليلتصق به بدلاً من الخلايا الرئوية الحية. لحماية الخلايا السليمة من غزو الفيروس. تم نشر البيانات الأولى التي تصف هذا الاتجاه الجديد لمحاربة كوفيد-19 من قبل المهندسين في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو وتم اختبارها من قبل الباحثين في جامعة بوسطن.

إسفنجة نانوية تمتص الفيروس

وصف باحثو جامعة كاليفورنيا في سان دييغو جزيئاتهم النانوية المبتكرة بأنها “إسفنجات النانو” لأنها تمتص مسببات الأمراض والسموم الضارة. وتتكون التكنولوجيا من قطراتٍ صغيرةٍ جدًا مصممة من البوليمرات، وهي موادٌ بلاستيكيةٌ ناعمةٌ صديقة للبيئة، مغطاةٌ بأجزاء من خلايا الرئة الحية وأغشية الخلايا المناعية. قم الباحثون بحقنها ضمن الفئران المصابة بفيروس كوفيد-19  لم يظهر الإسفنج النانوي أي سميةٍ قصيرة المدى. وأظهرت التجارب أن استخدام هذه الإسفنجات أضعف قدرة الفيروس على العدوى بنسبة 90%. ومنعه من دخول الخلية المضيفة واستغلال مواردها لتكرار وإنتاج جزيئات فيروسية معدية إضافية. ومن الناحية النظرية، سيبقى هذه النهج فعالاً حتى في حال تحور الفيروس ومقاومته لأساليب العلاجات الأخرى. كما يمكن من حيث المبدأ استخدامه ضد الفيروسات الأخرى أيضًا.

نتائج مبهرة تكاد تكون لاتصدق

نتائج مبهرة للغاية

تقول آنا هونكو، عالمة الأحياء الدقيقة وإحدى المؤلفين المشاركين في الدراسة: “كنت متشككًة في البداية لأن الفكرة بدت جيدةً بشكل لايصدق، ولكن عندما رأيت أول مجموعةٍ من النتائج في المختبر  شعرت بالدهشة”.

وأضاف عالم الأحياء الدقيقة أنتوني غريفيثس، المؤلف المشارك في الدراسة: “فكرتنا تقوم على إنشاء طعمٍ للفيروس ليعلم على إصابته وإبعاد العدوى عن الخلايا السليمة. إنها قطعٌ صغيرةٌ من البلاستيك  تحتوي فقط على الأجزاء الخارجية من الخلايا التي لا تحتوي على أي من أجهزة الخلايا الخلوية الداخلية الموجودة داخل الخلايا الحية. من الناحية النظرية هي فكرة بسيطة. إلا أنها قد تكون فعالةً للغاية، وقد تمتص فيروس كوفيد-19 كما تمتص الإسفنجة الماء”.

الإسفنج النانوي إبتكار ثوري

منع الفيروس من إرسال الإشارات

كما أن هناك تأثيرًا مهمًا آخر للجسيمات النانوية في سياق الإصابة بالفيروس. حيث أن الإسفنج النانوي يمكن أن يمتص الإشارات الخلوية التي تزيد من الالتهاب. والتي قد تسبب شلالً التهابياً داخل الرئتين، مؤديا لضيق التنفس الحاد وهو أكثر الجوانب المميتة لعدوى الفيروس التاجي، حيث يحتاج حينها المرضى لجهاز التنفس الصناعي لمساعدتهم على التنفس.

سباقٌ مع الزمن

في الأشهر القليلة المقبلة، سيقوم الباحثون والمتعاونون في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو بتجربة فعالية الإبتكار في النماذج الحيوانية. أظهرت النتائج الحالية بالفعل سلامة قصيرة المدى في الجهاز التنفسي والرئتين من الفئران.

إقرأ المزيد:
المصدر إيه سي إس بابليكيشينس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط