ابتكار جزيئات نانومترية تلتهم لويحات التصلب الشرياني وتعد بعلاج سحري

4٬168

تصلب الشرايين هو عبارةٌ عن عمليةٍ مرضيةٍ تتراكم فيها المواد التي تحتوي على الدهنيات والكولسترول على جدار الشرايين، ما يؤدي لضيق الشريان وقد يصل الأمر لانسداده بشكل كامل.

أذيةٌ صغيرةٌ تتسبب بشلالٍ من المشاكل

تبدأ العملية بأذيةٍ وتلفٍ في الجدار الداخلي للشريان. وبمرور الوقت، تتراكم الرواسب الدهنية المكونة من الكولسترول والمنتجات الخلوية الأخرى في موقع الإصابة وتتصلب، وهذه الحالة التي تعرف عادة باسم تصلب الشرايين. وبذلك لا تتلقى الأعضاء والأنسجة المتصلة بالشرايين المسدودة ما يكفي من الدماء لتعمل بشكل جيد. في النهاية، قد تتكسر أجزاءٌ من الترسبات الدهنية وتدخل في مجرى الدم وهذا ما قد يؤدي لحدوث جلطاتٍ قلبيةٍ أو دماغية. تشمل عوامل الخطورة: ارتفاع ضغط الدم ارتفاع نسبة الكولسترول، الداء السكري، السمنة، التدخين، قلة ممارسة الرياضة.

تصلب الشرايين هو عبارةٌ عن عمليةٍ مرضيةٍ تتراكم فيها المواد التي تحتوي على الدهنيات

علاجاتٌ محدودة الفعالية

تعمل العلاجات الطبية غير الجراحية الحالية على محاولة السيطرة على التصلب و منع تطوره ولكنها لا تستطيع إزالة العصائد المتشكلة سابقاً. ولأتقلل نسبة التضيق الحاصل بالفعل.

جندي يخترق صفوف العدو من الداخل

في خطوة مهمةٍ للغاية قد تغير بالكامل من أساليب العلاج، ابتكر علماءٌ من جامعة ولاية ميشيغان وجامعة ستانفورد جسيمًا نانومتري متناهٍ في الصغر يأكل من الداخل، أجزاء من العصائد الشريانية المتشكلة. قام برايان سميث، أستاذ في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة ولاية ميشيغان وفريقه، بإنشاء جسيمات متناهية الصغر شبهوها ب”حصان طروادة”، يمكن توجيهها لأكل الحطام الخلوي وإزالة العصائد. تنجذب الجسيمات النانوية مباشرةً للويحات التصلبية بسبب انتقائيةٍ عاليةٍ لنوعٍ معين من الخلايا المناعية تدعى البلاعم. بمجرد دخول الجسيم لداخل البلاعم في تلك اللويحات، فإنه يطلق دواءً يحفز الخلية على ابتلاع الحطام الخلوي وأكله. ما يؤدي لصغر في حجم العصيدة ويجعلها أكثر استقراراً وأقل عرضةً للتمزق والنزف. قال سميث إنه من المتوقع أن تقلل التجارب السريرية المستقبلية على الجسيمات النانوية من خطر معظم أنواع الأزمات القلبية، مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية بسبب الانتقائية العالية للابتكار وعدم مهاجمة الخلايا السليمة.

تصلب الشرايين هو عبارةٌ عن عمليةٍ مرضيةٍ تتراكم فيها لدهنيات

سلاح موجه متعدد الأغراض وفائق الدقة

وقال سميث: “لقد وجدنا أنه بإمكاننا تحفيز البلاعم على تناول الخلايا الميتة وهي جزءٌ من سبب النوبات القلبية، يمكننا توصيل جزيءٍ صغيرٍ داخل البلاعم لنخبرهم أن يبادوا بتناول الطعام. إن لهذا النهج تطبيقاتٌ تتجاوز تصلب الشرايين. أظهرنا أن المواد النانوية كانت قادرةً على البحث بشكلٍ انتقائي وتوصيل رسالة إلى الخلايا اللازمة ويمكن برمجتها تزيدها بأسلحة بالغة الدقة والفعالية وهو ما يفتح الباب لمجالٍ واسع من التطبيقات السريرية في كافة المجالات”.

إقرأ المزيد:
المصدر يوريكا أليرت نيتشر

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط