التنمر..آفة اجتماعية خطيرة لا بد من القضاء عليها

4٬127

التنمر ظاهرة بدأت بالانتشار بين التلاميذ والطلاب في المدارس والجامعات وفي مجتمعاتنا بوجه عام. ولذا اقتضى ذلك منا الوقوف عندها واستعراض آثارها السلبية على كل من الفرد والمجتمع وعلى القيم والأعراف الاجتماعية السائدة.

يتخذ التنمر عادة أشكالاً عدة، لا ريب أبرزها يتمثل في التنمر الإلكتروني الذي من خلاله يمكن للشخص أن يسعى إلى تشويه سمعة شخص ما عبر انتحال شخصية أخرى، وأحياناً إرسال تهديدات وبث إشاعات يكتنفها الأذى تارة، وإرهاب الآخرين، تارة أخرى.

التنمر..آفة اجتماعية خطيرة

أين تتركز هذه الظاهرة؟

لعل أول ظهور علني لظاهرة التنمر تلك كان مسرحه المدرسة. إذ لا يتورع المتنمر ممارسة ذلك على زملائه، متخذاً أشكالاً عدة، لعل أبرزها يتمثل بالضرب والأذى، أو لربما ينهال على الآخرين بأسماء وألقاب لا طاقة لهم بها، ولا ريب في أن هذا سلوك غيرسوي البتة.

كيف ساعدت الوسائل الحديثة في زيادة انتشارها؟

 لقد ساعدت الوسائل العصرية الحديثة أيضاً في إزكاء هذه الظاهرة السلبية، حيث الألعاب التي تثيرالعنف في نفوس الأطفال وبرامج الأطفال والكبار التي لا تنفك تظهر بعضاً من المقاطع العنيفة. ومما لا شك فيه أنها تعود بالسوء على الأولاد، فترى البعض يتصرف تجاه أصحابه وأقرانه بعنف سواء بالركل أو الضرب أو  التعنيف اللفظي وغيرها من الأساليب الأخرى الشائعة في هذا الإطار.

التنمر..آفة اجتماعية خطيرة

أشكال التنمر

حتى البعض بات يمارس البلطجة على أقرانه وقد يصطحب معه إلى المدرسة أداة حادة كالسكين وغيرها. هذا في المدرسة أما في المواقع الإلكترونية فتراه يبادر إلى توجيه شتم أو قدح أو سب أوأذى لغيره عبر مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد ينتحل شخصية ويشوه صورتها، ولربما يؤذي مجموعة أو أشخاصاً.

وكل تلك التصرفات تنصهر تحت بوتقة التنمر التي نلاحظها ومما لا يقبل الشك أن لها أسبابها، ربما بسبب تنشئة الطفل القاسية القائمة على القسوة والتعنيف، أو لربما بسبب إصابة الطفل بأمراض نفسية واكتئاب، ويمكن أن يفضي ذلك إلى تقلبات مزاجية عند البعض.

التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة

كيف يمكننا التأكد من أن الطفل يتعرض لظاهرة التنمر؟

هناك علامات عدة تظهر عادة على الشخص الذي تعرض لفعل التنمر. إذ نلاحظ عدم اكتراثه بمظهره الخارجي وميوله للعزلة والانطواء عن الناس ووحدته وانصرافه عن دراسته، وأحياناً قد يصاب بالاكتئاب والانتحارفي حالات معينة.

الحلول المتاحة

وهنا لابد من التوجه للاخصائيين النفسيين والمرشدين التربويين لاستشارتهم ومد يد العون لكل متنمر. ولا ننسى واجب الأهل، طبعاً، في الدعم العاطفي للابن وزرع ثقافة التسامح والمودة والعطف  وتوجهيه لممارسة هوايات مفيدة تبعده عن الفراغ. وقبل كل شيء علينا مراقبة تصرفات الأولاد ومحاولة إبعادهم عن الألعاب الإلكترونية العنيفة والبرامج العنيفة أيضاً.

التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة يجب علاجها

مواضيع قد تهمك أيضاً:

التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة بحاجة إلى حل جذري

كلمة أخيرة

ولا بد لنا أن نؤكد في نهاية المطاف على دور المدرسة في مراقبة سلوك الطلاب ورصد تصرفاتهم، وذلك بغية الحد من هذه الظاهرة من خلال إبداء النصح والمشورة واستغلال طاقات الطلاب في أشياء مفيدة، وإنزال عقوبات بمن يمارس التنمر هدفها الردع وليس التعنيف والانتقاص من قيمة الإنسان بوجه عام.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط