الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

4٬342

وفقاً للإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، توجه أصابع الاتهام إلى أمراض القلب كسبب رئيس وراء النسبة العليا من الوفيات على مستوى العالم. ولعل أهم أسبابها يكمن في انخفاض تدفق الدم للقلب الذي يمكن علاجه وقائياً في أحيان كثيرة. ولذلك، توصي منظمة الصحة العالمية بإجراء عدد من التقييمات الخاصة بقياس تدفق دم المريض على نحو دوري. إلا أن العديد من هذه الإجراءات باضع ويكتنفه العديد من المخاطر.

وفي هذا الشأن، تتوفر عادة  تقييمات غبر باضعة وتنضوي تلك التقييمات على التصوير بالرنين المغناطيسي القلبي الوعائي (CMR)، وهو فحص يقيس تدفق الدم إلى القلب من خلال الكشف عن مقدار الكمية التي تصل لعضلة القلب من مادة معينة يتم حقنها بالوريد. وكلما كان مقدار الكمية الواصلة للقلب أكبر كان التدفق أفضل، وقل احتمال حدوث انسداد في الأوعية القلبية. ولعل المشكلة هنا تكمن في  أن قراءة المسح الضوئي تستغرق عادة وقتاً طويلاً، وتحتاج في الوقت عينه إلى خبرة كبيرة. كما تخضع، أيضاً،  لتقلبات العين البشرية والدماغ. ففي الوقت الحالي يصعب تحليل صور للمسح الوقائي بطريقة دقيقة وسريعة بما يكفي لتقديم تشخيص أو التوصية بالعلاج.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية بشكل دقيق وفاعل

الذكاء الاصطناعي يهب للمساعدة

أجرى كريستوفر نوت، باحث في مؤسسة القلب البريطانية وفريقه، أوسع دراسة حتى الآن تتضمن التصوير بالرنين المغناطيسي القلبي الوعائي. إذ قام نوت وزملاؤه بتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على قراءة المسح الضوئي وتعلم اكتشاف علامات تدفق الدم وكمية المادة المحقونة الواصلة للقلب. ودرب نوت وفريقه التقنية على إجراء فحوصات لما يربو على 1000 شخص. ولقد وجد الباحثون أن نموذج الذكاء الاصطناعي يعمل بشكل جيد في اختيار الأشخاص الذين من المرجح أن يصابوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الموت المحدق.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية

نتائج الدراسة

قارنت الدراسة التحليلات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي بالنتائج الصحية للمرضى الذين تمت متابعتهم لنحو 20 شهرًا في المتوسط. ولقد توصل الذكاء الاصطناعي لنتائج مفادها أنه مقابل كل 1 مل / غرام / في الدقيقة من انخفاض تدفق الدم إلى القلب، تضاعف خطر الوفاة بسبب حادث قلبي، وارتفع خطر الاصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أكثر من الضعف.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية

وفي هذا السياق يقول نوت: “بدلاً من النظرة النوعية لتدفق الدم إلى عضلة القلب، حصلنا على رقم كمي موضوعي يمكن استخدامه إحصائياً. ومن هذا الرقم، أظهرنا أنه يمكننا التنبؤ بالأشخاص المعرضين لخطر أكبر من النوبات القلبية“.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية في الوقت المناسب
وسيلة في غاية الأهمية

من جهته، قال البروفيسور جيمس مون من معهد علوم القلب والأوعية الدموية البريطاني: “يوماً بعد يوم، ينتقل الذكاء الاصطناعي من العالم الافتراضي إلى ذلك الواقعي لتقديم للرعاية الصحية. كما يقوم ببعض المهام على نحو يتفوق فيه على الأطباء. وكثيراً ما حاولنا إيجاد طرق لقياس تدفق الدم عيائياً من قبل، إلا أننا واجهنا صعوبة في ذلك، ناهيك عن أن ذلك أيضاً من شأنه أن يستغرق وقتًا طويلاً قد لايملكه أولئك المرضى الذين تصنف حالاتهم ضمن الفئات الخطرة”.

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية بشكل دقيق
إنقاذ الأرواح في المستقبل

من جانبه، قال الدكتور بيتر كيلمان من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة:”هذه الدراسة توضح الإمكانات المتنامية لتكنولوجيا التصوير بمساعدة الذكاء الاصطناعي الرامية إلى تحسين اكتشاف أمراض القلب.  ولقد تقرب الأطباء من نهج الطب الدقيق لتحسين رعاية المرضى، ونأمل أن ينجح أسلوب التصوير هذا في إنقاذ الأرواح في المستقبل”.

مواضيع قد تهمك أيضاً:
المصدر جامعة كلية لندن جمعية القلب الأمريكية

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط