لماذا هذا الإقبال على برامج الجنسية عن طريق الاستثمار؟

9٬150

منذ ما يربو على خمس سنوات خلت بدأ المشهد العام في عالم الأعمال في العالم بوجه عام، وفي العالم العربي على نحو خاص، يشهد تحولاً ملحوظاً من حيث حجم الإقبال على خدمات جديدة وغير معهودة ألا وهي خدمات الجنسية عن طريق الاستثمار.

وعلى  الرغم من أن برامج الجنسية الثانية من خلال الاستثمار في القطاع العقاري أو عبر التبرع للحكومة المراد الحصول على جنسيتها ليست بجديدة على الإطلاق. إذ تم إطلاق أول برنامج منها في منطقة الجزر الخمس القابعة في البحر الكاريبي والمتمثلة في كل من أنتيغوا وبربودا، دومينيكا، غرينادا، سانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا، وتحديداً من قبل حكومة سانت كيتس ونيفيس، في عام 1984.

ومن ثم قامت حكومة دومينيكا أو ما يعرف بـ”كمنولث دومينيكا” بإطلاق برنامجها الخاص بهذا الشأن، وقد كان ذلك في عام 1993. ولعل السبب الرئيس وراء إطلاق برامج تتمحور حول منح الجنسية لمستثمر ما تمثل في توفير الدعم المالي، وذلك بغية إعادة إعمار تلك الجزر التي هي عرضة للأعاصير. إذ أسست حكومات تلك الجزر ما يعرف بـاسم “صندوق إغاثة الأعاصير”، وقد سنت قوانيناً ناظمة لهذا الأمر، بحيث تضمن للمستثمر جنسية مدى الحياة له ولأولاده.

ونظراً للاضطرابات التي تشهدها مناطق بعينها في الوطن العربي كسورية والعراق واليمن، بدأت تلك البرامج تشهد إقبالاً غير مسبوق من قبل رجال أعمال ومستثمرين من مناطق النزاع تلك. إذ بات العديد من المستثمرين ورجال الأعمال هناك في حاجة ماسة إلى وسيلة يمكن من خلالها النأي بالنفس عن جحيم الحرب وما تخلفه من آثار سلبية على الأطفال والكبار على السواء. هذا فضلاً عن إمكانية السفر حول العالم بمعزل عن العوائق التي قد تعترض طريقهم، لا سيما أبرزها يتمثل في صعوبة الحصول على تأشيرة سفر (فيزا) وتعذر فتح الحسابات المصرفية وتحويل الأموال وضمان مستقبل مزدهر للأطفال.

فريق عصري.نت توجه بالسؤال إلى شجاع ألان طائف، الشريك المؤسس لشركة ألان أند بارتنرز، الشركة الرائدة في مجال خدمات الجنسية عن طريق الاستثمار، والتي تتخذ من دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لأعمالها، عن السبب الرئيس وراء هذا الإقبال على ذلك النوع من البرامج،  حيث أفاد قائلاً: ” لا ريب في أن برامج الحصول على الجنسية عن طريق الاستثمار تشهد منذ إطلاقها إقبالاً منقطع النظير، وذلك مرده إلى ما تقدمه هذه البرامج للحاصل على الجنسية من خلالها من مزايا عدة، لا سيما أبرزها يتمثل في إمكانية السفر إلى أكثر من 140 دولة حول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة (فيزا)، هذا فضلاً عن ضمان مستقبل زاهر للعائلة والأولاد”.

لكن ماذا نعني ببرامج الجنسية عن طريق الاستثمار؟

برامج الجنسية عن طريق الاستثمار هي برامج حكومية تقدم من قبل حكومات بلدان بعينها كبلدان الكاريبي، على سبيل المثال وليس الحصر. من خلالها يتعين على المتقدم الاستثمار في مشاريع سياحية أو عقارات في الدولة المراد التقدم بطلب للحصول على جنسيتها وتتراوح مبالغ الاستثمار ما بين 220  و400 ألف دولار في دول البحر الكاريبي التي أتينا على ذكرها آنفاً، في حين تتراوح مبالغ الاستثمار في بعض الدول الأخرى كقبرص ومالطا وإسبانيا والبرتغال ما بين 250 ألف يورو و2 مليون يورو.

 ماذا عن تلك البرامج التي ترتبط بالتبرع الحكومي؟

 هي برامج يتم من خلالها دفع مبالغ تبدأ من 100 ألف دولار في حالة حكومات البحر الكاريبي فقط وتستخدم هذه الأموال لصالح ترميم البنية التحتية وإعادة بناء تلك الجزر التي كانت تضررت جراء الإعصار الذي ضرب أجزاء كبيرة فيها في وقت سابق، ولا يتم استرداد هذه الأموال، وذلك على عكس الاستثمار العقاري الذي يعود ريعه عادة لصالح المتقدم. إلا أنه لا يمكن بيع هذا الاستثمار إلا بعد مرور فترة محددة قد تختلف من دولة إلى أخرى، وهي لا تقل عادة عن 3 سنوات. أما في حالة الدول الأخرى فلا يوجد برامج منح الجنسية عن طريق التبرع الحكومي. إذ تخصص تلك البرامج للاستثمار العقاري فقط.

ما الذي يميز برامج الجنسية عن طريق الاستثمار؟

يمكن لحامل جواز هذه الدول السفر إلى ما يربو على 140 دولة حول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة (فيزا). وجلّ ما عليه القيام به يتمثل في حزم حقائبه والتوجه نحو المطار.

 ما هي الفترة التي قد يستغرقها إصدار تلك الوثائق المتمثلة في جواز السفر وشهادة الجنسية؟

لا تتعدى فترة الحصول على كل تلك الوثائق، بما فيها جواز السفر وشهادة الجنسية، فترة الستة أشهر كحد أقصى.

هل يتطلب الحصول على الجنسية وفق هذه الطريقة الإقامة في البلد المعني بهذا الأمر؟

 لا يحتاج المتقدم بطلب للحصول على الجنسية من خلال الاستثمار إلى السفر والإقامة في البلد، وذلك ينطبق فقط على دول البحر الكاريبي (سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، غرينادا، دومينيكا وأنتيغوا وبربودا). أما في حالة الدول الأخرى فيتعين على المتقدم الإقامة في البلد المراد الحصول على جنسيته، ولعل أبرز تلك البلدان يتمثل في كل من قبرص، مالطا، اليونان، البرتغال وإسبانيا.

 هل يشمل الطلب الزوجة والأولاد والآباء؟

هناك نوعان من الطلبات، الأول يتمثل في ما يسمى بالطلب المنفرد، أو كما يدعى بالإنكليزية  ( Single  Applicant ).   أما الثاني فيخصص عادة لعائلة  مؤلفة من 4 أفراد. وعموماً يشمل الطلب الأولاد تحت سن الثلاثين والأب والأم شريطة أن لا تقل أعمار هذين الأخيرين عن 55 عاماً.

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن لا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لم لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط