مبتكر الهاتف المحمول: المستقبل القريب سيشهد دمج الهاتف تحت جلد الإنسان

3٬547

توقّع مارتي كوبر، مبتكر الهاتف المحمول، أن تصبح الهواتف الذكية في المستقبل القريب أجهزة مدمجة تستقر في أجسام مستخدميها، بدلاً من تلك الألواح المستطيلة التي لطالما تعودنا على رؤيتها.

وفي هذا الشأن أفاد كوبر، الذي يُنسب إليه اختراع أول هاتف محمول في العام 1973، لشبكة “سي إن بي سي” (CNBC) الأميركية في مقابلة أجريت معه في هذا الصدد على هامش المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة (MWC) الذي استضافته في وقت سابق من الآن مدينة برشلونة الإسبانية: “في الجيل المقبل سيكون الهاتف مدمجًا تحت جلد آذان المستخدمين”.

وأضاف كوبر أن مثل هذه الأجهزة لن تحتاج إلى الشحن، ذلك لأن الجسم البشري يعد شاحناً مثالياً. فعندما يتناول الإنسان الطعام يقوم الجسم  على إثر ذلك بتوليد الطاقة..

“أنت تتناول الطعام، وجسمك يولد الطاقة، ويتطلب تشغيل سماعة الأذن هذه قدرًا ضئيلاً من الطاقة”.

وقال كوبر إن الهاتف الذكي بات اليوم يغص بالعديد من التطبيقات، ولعل وجود الشاشة التي لا تتناسب مع انحناءات الوجه البشري بات يشكل عائقاً حقيقياً للبشر.

” عندما أجري أو أتلقى مكالمة هاتفية في ظل عدم وجود سماعة للأذن، أجد نفسي مضطراً لوضع هذه القطعة المسطحة على رأسي المنحني ورفع ذراعي في وضع غير ملائم”.

وكان تقرير محطة “سي إن بي سي” الأخبارية الأمريكية أشار إلى أن كوبر يطرح رؤيته المستقبلية لمرحلة مقبلة  للبشرية يجري خلالها إقحام شرائح ميكروية وأجهزة استشعار قوية في الجسم البشري.

ولعل ما يؤكد هذه الرؤية يتمثل في ذلك النهج الذي يتبعه العديد من الشركات الناشئة والرامي إلى تطوير تقنيات بعينها يكمن الهدف الرئيس من ورائها في الجمع بين أجهزة الحاسوب والدماغ البشري. ولعل أبرز تلك الشركات يتمثل في شركة “نيورالينك” (Neuralink) التي أسسها رجل الأعمال الجنوب أفريقي إيلون ماسك.

وكان سوق الهواتف الذكية شهد  في الآونة الأخيرة حالة من الركود، وثمة شعور في أوساط المتابعين للصناعة بأن الشركات المصنعة للهواتف المحمولة لا تنفك تكافح بغية ابتكار تصاميم مبتكرة جديدة.

وأدى انتشار الهواتف المحمولة اليوم إلى مشاكل عدة لا ريب أبرزها يتمثل في إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وانتهاكات الخصوصية.

وفي هذا الصدد، قال كوبر: “لا شك في أن الخصوصية أمر خطير للغاية، وكذلك الحال بالنسبة للإدمان”.

لكن لا يزال مخترع الهاتف المحمول ينظر للمستقبل بتفاؤل. إذ أفاد في هذا السياق: “إن أفضل عهود التكنولوجيا لم يأت بعد، لاسيما في مجالات بعينها على غرار التعليم والرعاية الصحية”.

وقال كوبر: “لدي إيمان راسخ بالإنسانية. ألقِ نظرة على التاريخ وألقِ نظرة على كل التطورات التي حققناها بفضل التكنولوجيا. الناس أفضل حالًا الآن، ويعيشون لفترة أطول.لقد باتوا أكثر ثراءً من ذي قبل، وهم أكثر صحة مما كانوا عليه فيما مضى من الزمان. لا ريب في أن لدينا تحديات عدة، لكن أستطيع القول بأن الإنسانية، بوجه عام، آخذة في التقدم”.

كوبر كان حصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة في النسخة الأخيرة من المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة وذلك في إطار الاحتفال بمرور 50 عامًا على إجراء أول مكالمة هاتفية باستخدام هاتف موتورولا “داينا تاك 8000 إكس” (Motorola DynaTAC 8000X). إذ أجرى مكالمة قصيرة مع منافسه الرئيس جويل إس إنجل من شركة “إيه تي آند تي” (AT&T).

وطبقاً لما أورده تقرير محطة “سي إن بي سي” الأمريكية فإن كوبر لم يكن يتخيل أبدًا أن تتحول الهواتف الذكية إلى حواسيب محمولة كما هو الحال اليوم.

“كنا قبل 50 عامًا نعيش حقبة بدائية حقًا. لم يكن هناك إنترنت، ولم تكن هناك دوائر متكاملة واسعة النطاق، ولم تكن هناك كاميرات رقمية. إن الفكرة القائلة إن هاتفك سيصبح يومًا كاميرا وموسوعة لم تخطر ببالنا أبدًا”.

ووفقاً لما أتى كوبر على ذكره في هذا السياق، ثمة اشتراكات في خدمة الهاتف المحمول على مستوى العالم تفوق من حيث العدد عدد البشر، في حين يمتلك ثلثا سكان الأرض هواتف محمولة شخصية.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط