يرتبط التلوث في أذهان الغالبية العظمى من البشر بتلك الانبعاثات التي تصدر عادة عن المصانع أو عوادم السيارات وأكوام النفايات. غير أن مفهوم التلوث بصورته الحقيقية يكاد يتجاوز ذلك بكثير. فالتلوث السمعي، على سبيل الذكر وليس الحصر، يأتي ضمن أكبر صور التلوث على الإطلاق، وتصفه منظمة الصحة العالمية بأنه التلوث الأكثر خطورة بعد تلوث الهواء.
فالضوضاء أو التلوث السمعي يعَدُّ سبباً رئيساً في العديد من المشكلات التي تدق ناقوس الخطر الصحي في العصر الحديث. ولعل أبرز تلك المشكلات يتمثل في اضطرابات النوم والتوتر النفسي.
ولربما تمتد آثار ذلك على المدى الطويل بحيث تفضي في المحصلة إلى التسبب في ارتفاع في ضغط الدم وفي أمراض القلب لدى الأشخاص الذين يعيشون في هذه البيئة المثقلة بأسباب الضوضاء، وقد تؤدي أيضاً إلى فقدان حاسة السمع لديهم.
كما من شأن ذلك أن يؤثر سلباً، أيضاً، على قدرات الأطفال على التعلم واكتساب المعرفة اللازمة في مرحلة عمرية بعينها. وكذلك يمكن أن يحول دون اكتسابهم للمهارات الإدراكية المطلوبة.