مدينة البتراء.. مزيج من الفنون المعمارية القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة

3٬008

تعد مدينة البتراء، والتي تعرف باسم عاصمة العرب الأنباط، من أشهر المواقع الأثرية في العالم وأهم مواقع الجذب السياحي في الأردن، حيث يرتادها السياح من كل بقاع الأرض، وتقع عن بعد 240 كيلو متراً إلى الجنوب من العاصمة الأردنية عمان، وعلى بعد 120 كيلو متراً من خليج العقبة الواقع على البحر الأحمر.

وتتميز البتراء بطبيعة معمارها المنحوت في الصخر الوردي الذي يحتوي على مزيج من الفنون المعمارية القديمة التي تنتمي إلى حضارات متنوعة، وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوتة في الصخر الوردي اللون.

والبتراء مثال فريد لأعرق حضارة عربية ( حضارة الأنباط)، حيث قام العرب الأنباط بنحتها من الصخر منذ أكثر من 2000 عام، وهي شاهدة على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراءً وإبداعاً.

إذ بقي موقع البتراء غير مكتشف للغرب طوال الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812، وذلك من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لصالح الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية.

ولذلك، يطلق العديد من العلماء والمستشرقين على البتراء “بالمدينة الضائعة”، وذلك لتأخر إظهارها إلى العالم. ولقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة والمدينة الوردية التي لا مثيل لها.

مدينة البتراء

ازدهرت مملكة الأنباط وامتدت حدودها جنوباً لتصل إلى شمال غرب الجزيرة العربية حيث توجد مدينة مدائن صالح.

ولقد مدّ الأنباط نفوذهم كي يصل إلى شواطئ البحر الأحمر وشرق شبه جزيرة سيناء ومنطقة سهل حوران في سوريا حتى مدينة دمشق. فكان يحيط بالمملكة النبطية وعاصمتها البتراء العديد من الممالك والحضارات.

ولعل أبرز تلك الحضارات يتمثل في كل من الحضارة الفرعونية غرباً وحضارة تدمر شمالاً وحضارة بلاد ما بين النهرين شرقاً. لذا كانت المملكة النبطية تتوسط حضارات العالم القديم، وتشكل بؤرة التقاء وتواصل مختلف الحضارات العالمية.

اشتهر الأنباط بتقنيات هندسة المياه والحصاد المائي وهم أصحاب الفكرة منذ القدم. إذ طور الأنباط أنظمة الري وجمع مياه الأمطار والينابيع وتفننوا في بناء السدود والخزانات التي حفروها في الصخر.

كما شقوا القنوات لمسافات طويلة، إضافة لبنائهم المصاطب الزراعية في المنحدرات لاستغلال الأراضي في الزراعة.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط