نترات الأمونيوم تتسب في أكبر الانفجارات غير النووية في مرفأ بيروت

313

أسفر انفجار ضخم في منطقة المستودعات التابعة لمرفأ بيروت عن مقتل ما يربو على 135 شخصاً على الأقل وإصابة ما يزيد عن 5000 شخص. وفي هذا السياق، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن ما قدره 2750 طناً من نترات الأمونيوم كانت مُخزنة في الميناء منذ نحو ست سنوات خلت دون إجراءات سلامة.

نترات الأمونيوم عبارة عن مادة كيماوية صناعية يشيع استخدامها في صناعة الأسمدة وتستخدم كمتفجرات في المحاجر والمناجم. وتعتبر مادة آمنة نسبياً في حال كانت بعيدة عن التلوث وجرى تخزينها بشكل صحيح. إلا أنها لربما  تكون شديدة الخطورة لو طالها التلوث أو تم خلطها بالبنزين أو جرى تخزينها بشكل غير آمن.

مخاطر جمة تترتب على تخزينها

يمكن أن يؤدي تعرض كمية كبيرة من نترات الأمونيوم لحرارة شديدة إلى حدوث انفجار. كما يمكن أن يتسبب تخزينها قرب خزانات وقود ضخمة بكميات كبيرة وفي منشأة سيئة التهوية في حدوث انفجار هائل. وكلما كانت الكمية أكبر كلما زاد احتمال تعرضها للانفجار.

نترات الأمونيوم تتسب في أكبر الانفجارات

وفي هذا الشأن، قال رونالد الفورد، المدير العام لشركة الفورد تكنولوجيز، وهي شركة بريطانية متخصصة في التخلص من المواد المتفجرة: ”هذا الانفجار يصنف بأنه أقل من قنبلة نووية وأقوى من قنبلة تقليدية. ربما يكون هذا من بين أكبر الانفجارات غير النووية على مر الزمن“.

لاحظ الخبراء أن لون الدخان و ”سحابة الفطر“ التي شوهدت في اللقطات المصورة لانفجار أمس الثلاثاء من الخصائص المميزة لانفجارات نترات الأمونيوم.

أما ستيوارت ووكر، من كلية الكيمياء الجنائية والبيئية والتحليلية في جامعة فلندرز، فقال في معرض وصفه لذلك الانفجار: ”اللقطات المصورة للحادث تُظهر في البداية دخاناً أبيض ورمادي تلاه انفجار أطلق سحابة ضخمة من الدخان الأحمر الذي يميل للبني وسحابة فطر بيضاء كبيرة. هذا يشير إلى أن الغازات المنبعثة عبارة عن أبخرة نترات أمونيوم بيضاء وأكسيد نيتريك أحمر وبني سام وماء“.

نترات الأمونيوم تتسب في أكبر الانفجارات غير النووية

وأضاف ”لو أنك تصنع متفجرات من نترات الأمونيوم فلا يجب أن تظهر معك هذه السحابة بنية اللون. ظهورها يعني أن معدل الأوكسجين غير صحيح، بالتالي فهو لم يتم خلطه كمواد متفجرة. انفجار بيروت يبدو حادثا، ما لم يكن متعمدا“.

حوادث شبيهة سابقة
في ما يلي بعض من أكثر الحوادث الصناعية دموية في العالم بسبب انفجارات نجمت عن نترات الأمونيوم:
  •  في عام 1921 أسفر انفجار لمركب كبريتات وسماد نترات الأمونيوم في مصنع أوباو بألمانيا عن مقتل 565 شخصاً.
  •  في عام 1947 تسبب حريق في انفجار 2300 طن من مادة كيماوية كانت على متن سفينة في ميناء مدينة تكساس الأمريكية في حدوث موجة مد. وقُتل 567 شخصا على الأقل وأُصيب أكثر من خمسة آلاف بجراح.
  •  في عام 2001 أدى انفجار في مخزن لنترات الأمونيوم، في تولوز بفرنسا، إلى مقتل 31 شخصاً وإصابة 2500 بجراح.
  •  في عام 2013 تسبب انفجار نترات أمونيوم كانت مُخزنة في مصنع للأسمدة بتكساس في مقتل 14 شخصاً وإصابة نحو 200 بجراح.
  •  في عام 2015 أسفرت انفجارات في مستودع يُستخدم لتخزين نترات أمونيوم ومواد كيماوية أخرى بميناء تيانجين في الصين عن مقتل 116 شخصاً على الأقل.

وفي هذا السياق، قالت أندريا سيلا، أستاذ الكيمياء غير العضوية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، عن انفجار بيروت: ”فكرة أن مثل هذه الكمية كانت متروكة دون مراقبة لمدة ست سنوات يصعب تصديقها. إذ كانت عبارة عن قنبلة موقوتة“.

نترات الأمونيوم تتسب في انفجار كبير في بيروت
استخدامها في صنع القنابل

يمكن خلط نترات الأمونيوم مع مواد أخرى لصنع قنبلة. وقد تم استخدامها في تفجيرات الجيش الجمهوري الأيرلندي بلندن في حقبة التسعينات، وكذلك في تفجير عام 1995 الذي فجّر مبنى اتحاديا في أوكلاهوما سيتي بأمريكا والذي قُتل فيه 168 شخصاً، وفي تفجيرات عام 2002 في نواد ليلية في بالي بإندونيسيا والتي قُتل فيها أكثر من 200 شخص. كما احتوت الكثير من القنابل البدائية أو محلية الصنع التي استُخدمت ضد القوات الأمريكية في أفغانستان على نترات الأمونيوم.

إقرأ المزيد:
المصدر رويترز

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط