أظهرت الظروف الراهنة التي يعيشها العالم أن اعتماد دولة ما على بضعة بلدان أخرى في الحصول على التوريدات الغذائية والطبية والمنتجات الأساسية وسواها يعني أن أيّ تعطّل في سلاسل الإمداد يجعل هذه الدولة تواجه أزمة نقص في المعروض. ولذا فإن العمل على توطين الإنتاج بالاعتماد عل الروبوتات الذكية يمكن أن يسهم كثيرًا في الحدّ من أثر هذه التحديات في الأزمات المستقبلية.
لا ريب في أن توطين الصناعات المحلية وتطويرها بالاعتماد على الروبوتات الذكية ينسجم مع الأجندات الوطنية الخاصة بالتحوّل في الشرق الأوسط. إذ من المنتظر أن يساهم التصنيع بقوّة في دفع عجلة النمو الاقتصادي المتنوع وخلق فرص العمل، وهو ما ينطبق بوضوح على كل من “رؤية الإمارات 2021” و”استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة” و”رؤية السعودية 2030” و”رؤية مصر 2030″.
دور رئيس في دعم توطين التصنيع
وباتت الروبوتات الذكية جاهزة للعب دور رئيس في دعم توطين التصنيع، نظرًا لأنها أصبحت أقلّ تكلفة مما يجعلها في متناول الشركات حتى الصغيرة منها، في قطاعي التصنيع والزراعة. ففي المصانع يمكن للروبوتات تحسين إنتاج الأدوية ومعدات الوقاية الشخصية. في حين أنها قادرة في القطاع الزراعي على زراعة المحاصيل ومراقبتها وحصدها بطرق أسرع وأكثر أمانًا وبدرجات كفاءة عالية، بل إن الخبراء يتوقعون أن تتولى الروبوتات إنجاز المهام الخطرة أو حتى مهام العمل الروتينية وأن تتعاون مع القوة العاملة لزيادة الإنتاج والاستفادة بطريقة أفضل من وقت الموظفين الثمين واقتناص المزيد من فرص الأعمال التجارية.
تحرير الموظفين من الأعمال الروتينية
وعلى الجانب الآخر، فإن تحرير الموظفين من الأعمال الروتينية يسمح للشركات بإعادة تدريبهم وتوجيههم في المجالات التي تتطلب مهارات وتخصصات دقيقة، بل إن اللجوء إلى الروبوتات الذكية يقود في الواقع إلى تطوير قوى عمل محلية ذات أجور مرتفعة ومهارات عالية.
مستقبل الروبوتات الذكية
تُسهم ثورة البيانات الضخمة والهائلة في تزويد أنظمة الروبوتات بكفاءات عالية لم يكن بالإمكان الوصول إليها في السابق. فإبان النجاح الذي واكب شبكة الإنترنت في جعل العالم كقرية صغيرة يسهل التنقل بين ربوعها خلال فترة دقائق معدودة، فقد بات الآن من الممكن استقطاب الأشياء لإيصالها بشبكة الإنترنت تلقائيًا لمراقبة جميع الظروف البيئية المحيطة والاستجابة بناءً على المعلومات التي تجمعها تلك الأشياء. ولعل هذا الأمر هو الذي أدى إلى بناء جيل من الروبوتات الذكية واستخدامها في كل مجالات الحياة. ومع وصول سوق أتمتة المصانع الذكية في الشرق الأوسط إلى حجم قياسي قدره 17 مليار دولار هذا العام وفقًا لتوقعات “موردور انتليجنس“، فإن الوقت قد حان للمصنّعين في المنطقة لتبني الروبوتات الذكية من أجل دفع عجلات الابتكار ودعم استمرارية الأعمال.
إقرأ المزيد:
-
عروس في موسكو تلقى حتفها أثناء حفل زفافها لسبب غريب جداً
-
سائق رافعة برجية يلقى حتفه بعد أن حول مقصورة رافعته إلى غرفة شواء
-
أول سيارة من نوع أستون مارتن دي بي إكس ترى النور في سانت أثان
-
تطبيق رفيق ..الرفيق المثالي في عالم صيانة المباني التجارية
-
الملاعب الأوروبية تشهد اليوم منافسات حامية ضمن مباريات الدوريات المحلية