اضطراب فرط الحركة يمثل حالة شائعة تطال الصحة العقلية وتتسبب في فرط النشاط والاندفاع. ويُعرف هذا الاضطراب بأنه حالةٌ مزمنةٌ تصيب ملايين الأطفال وغالبًا ما تستمر إلى ما بعد مرحلة البلوغ. ويواجه المصابون بهذا الاضطراب عادة صعوبة في تركيز انتباههم على مهمةٍ واحدةٍ أو الجلوس لفترة طويلة من الزمن. ويمكن أن يؤثر ذلك على نجاح الأطفال في المدرسة، وكذلك على علاقاتهم الاجتماعية.
ولربما تنحسر تلك الأعراض في بعض الأحيان مع تقدم العمر. ومع ذلك، فإن بعض الناس قد لا يتغلبون أبدًا على أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. بيد أن العلاج قد يساعدهم في تعلم استراتيجيات بعينها لتجاوزه.
في سابقة تعد الأولى من نوعها في هذا الإطار، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على إدراج لعبة فيديو ضمن خطط العلاج الخاصة بعلاج مرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال. وعلى الرغم من أن لعبة “إنديفر آر إكس” (EndeavorRX) قد لا تكون رائدةً في مجال الرسوميات أو أسلوب اللعب، إلا أنها أصحبت سباقةً من خلال تسويقها بشكلٍ قانوني على أنها علاج لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال، بحيث يمكن للأطباء إدراجها ضمن خطتهم العلاجية ضمن وصفة الأدوية.
ثمرةٌ ست سنواتٍ من الدراسة
تم تصميم اللعبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و12 عامًا ممن يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غير المنتظم أو المركب. وقد مرت اللعبة بست سنواتٍ من التجارب السريرية قبل تلقي موافقة إدارة الغذاء والدواء أخيرًا.
نتائج مشجعة
أجريت الدراسة السريرية على مجموعةٍ من الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط النشاط بعد أن لعبوا لمدة 25 دقيقةٍ في اليوم، لخمسة أيامٍ في الأسبوع لمدة أربعة أسابيع متتالية. وأظهرت النتائج أن واحدًا من بين كل ثلاثة أطفال لم يعد لديهم عجز في الانتباه بالمقارنة مع أقرانهم الذين لم يخضعوا للتجربة.
تحدي الدماغ
تركز اللعبة نفسها على تفادي العقبات وجمع العناصر والأدوات، وهي طريقة لعبٍ معتادة جدًا لعدد من الأنواع المختلفة من الألعاب التقليدية. ومع ذلك، فاللعبة تم تصميمها علميًا لتحدي دماغ الطفل أثناء اللعب بطريقة تتطلب اهتمام الطفل والتركيز على مهام متعددة في الوقت نفسه.
أداة مساعدة لا تغني عن الدواء
بالطبع، في حين أظهرت الدراسة أن اللعبة يمكن أن تساعد في محاربة آثار اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فإن النتائج لا تزال غير قابلةٍ للمقارنة مع العلاجات التقليدية القائمة على الأدوية. وتوصي نتائج الدراسة والشركة المنتجة بضرورة اقتصار اللعبة على كونها أداة مساعدة. وهي أيضاً ليست بديلاً للعلاجات الراسخة والموصى بها في علاج مرض فرط الحركة لدى الأطفال”.
إقرأ المزيد:
-
علماء يكتشفون قابساً في الدماغ يكبح الرغبة في التدخين
-
جهاز تصفيةٍ للدم من فيروس كورونا لدى المصابين بأعراض وخيمة
-
ابتكار شريط لاصق لإغلاق الجروح الداخلية بسهولة وأمان
-
البدانة مرتبطة بارتفاع خطر الاصابة بالخرف المبكر
-
كمامات كهربائية تُحيّد فيروس كورونا وتمنعه من نقل العدوى
-
لوريال تخصص 150 مليون يورو لمعالجة القضايا الاجتماعية والبيئية الملحة