ابتكار شريط لاصق لإغلاق الجروح الداخلية بسهولة وأمان

3٬763

في العام الماضي طور مهندسو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مادةً  لاصقةً على الوجهين  يمكن أن تلتصق بسرعةٍ وثباتٍ بالأسطح الرطبة مثل الأنسجة البيولوجية. وأظهروا آنذاك أنه يمكن استخدام الشريط لإغلاق الشقوق والصدوع في الرئتين والأمعاء في غضون ثوانٍ معدودة أو لتثبيت الغرسات والأجهزة الطبية الأخرى على أسطح الأعضاء مثل القلب. بيد أن الشريط اللاصق قام بأداء واجبه أكثر من اللازم. إذ كان من الصعب إزالته دون التسبب في تهيجٍ أو تلف الأنسجة. في نهاية المطاف وبعد مرحلةٍ من التطوير أعلن الباحثون عن حلهم لهذه المشكلة لتصبح إزالة الشريط اللاصق سهلةً وآمنةً دون إلحاق أي أذى بالأعضاء.

طور الباحثون لاصقهم بحيث أصبح يمكن فصله عن الأنسجة الحية دون التسبب في أي ضرر. وذلك من خلال تطبيق محلولٍ سائلٍ خاص، يجعل من الممكن تقشير شريط لاصق مثل هلامٍ زلق في حالة الحاجة إلى نزعه أو تعديله أثناء الجراحة أو إزالته بمجرد شفاء الأنسجة.

التصميم القديم أسس روابط لا يمكن فصلها

عندما حاول الباحثون استخدام الشريط اللاصق على الأنسجة الحية  أدركوا أن ذلك غير ممكن لوجود الماء والرطوبة والتي تمنع الالتصاق .للتغلب على ذلك، صمم الفريق المادة اللاصقة من البوليمرات المتوافقة حيويًا بما في ذلك حمض البولي أكريليك، وهي مادةٌ عالية الامتصاص شائعة الاستخدام في الحفاضات والمستحضرات الصيدلانية تمتص الماء بشراهة. في حين أن هذه الروابط الكيميائية أعطت الشريط قوة إلصاقٍ هائلة. غير أنها جعلت في الوقت نفسه من غير الممكن إزالته دون إلحاق الضرر بالنسيج.

ابتكار شريط لاصق لإغلاق الجروح الداخلية
حل بسيط للمشكلة

لجعل المادة اللاصقة قابلة للفصل  قام الفريق أولاً بتعديل المادة اللاصقة نفسها. إذ أضافوا جزيء من الكبريت والذي يشكل روابط تساهمية مع البروتينات السطحية للأنسجة  والتي على الرغم من قوتها، يمكن قطعها بسهولةٍ إذا تعرضت لعاملٍ كيماوي معين. ومن ثم قام الفريق بإنشاء محلولٍ خاصٍ ورشه على عيناتٍ من المواد اللاصقة. ووجد الباحثون أنه بمجرد قيامهم برش المحلول المحفز على الشريط ، أمكنهم تقشير الشريط بعيدًا عن الأنسجة في غضون خمس دقائق تقريبًا، دون مما تسبب في تلف الأنسجة.

فكرة ثورية مبتكرة لعلاج الجروح

أفاد البروفيسور تشاو، الباحث الرئيس في الدراسة: “هدفنا هو استخدام تقنياتٍ لاصقةٍ حيويةٍ لتحل محل الغرز، والتي هي تقنيةٍ لإغلاق الجروح عمرها آلاف السنين لم يطرأ عليها الكثير من التطوير والابتكار. والآن نعتقد أن لدينا حلاً جذرياً مطوراً. وأملنا هو أنه في يومٍ ما، يمكن لغرف العمليات أن تحتوي على موزعاتٍ لهذه المواد اللاصقة إلى جانب زجاجاتٍ من المحلول المحفز، ما يمكن الجراحين من استخدام هذا الشريط اللاصق بسهولةٍ وتطبيقه وفصله وتعديله عند الحاجة. كما يستخدم الشريط اللاصق التقليدي لإلصاق الورق”.

إقرأ المزيد:
المصدر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط