اتباع حمية صحية وممارسة الرياضة قد توقف زحف مرض السكري

4٬388

بين عامي 1980 و2014، تزايد عدد الأشخاص الذين يعيشون مع مرض السكري في جميع أنحاء العالم. إذ ارتفع العدد من نحو 108 ملايين إلى قرابة 422 مليون. ولعل 90٪ من هؤلاء الأفراد يعانون من مرض السكري من النوع الثاني. فيما لم تُجدِ التدخلات الدوائية في علاج ووقف زحف الداء السكري هذا. وقد ألقى بحثٌ جديدٌ الضوء على أسباب مرض السكري من النوع الثاني وتأثير تغيرات نمط الحياة وممارسة الرياضة على هذه الحالة المزمنة. وتمخضت الدراسة عن نتيجةٍ مفاجئة مفادها أن هذه التغيرات لربما تبطئ سير المرض، وقد تحمل الشفاء إلى ما قدره 61% من الحالات.

أفضى عددٌ كبيرٌ من الأبحاث على مدى السنوات الأخيرة إلى نتيجة مفادها أن العديد من الأفراد الذين تم تشخيصهم بالمرض يمكنهم عكس الحالة بشكلٍ فعال دون الحاجة إلى الدواء، وذلك باستخدام تدخلات نمط الحياة فقط. وتقدم هذه الدراسة الجديدة بعض أقوى الأدلة حتى الآن والتي تؤكد فعالية النظام الغذائي وممارسة الرياضة في عكس مرض السكري من النوع الثاني. جندت التجربة نحو 150 شخصًا مصابون بمرض السكري من النوع الثاني تم تشخيصهم حديثاً، وبمتوسط ​​عمر 42.

الحمية الصحية أساس الوقاية والعلاج من مرض السكري

دراسةٌ تداخليةٌ طويلة على مدى 12 شهراً

تم تقسيم المجموعة بشكل عشوائي بين مجموعة تحكم تتلقى رعاية قياسية ومجموعة تدخلٍ تتبع نظامًا غذائيًا مكثفًا وبرنامج تمرين. اشتمل برنامج التدخل على نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لمدة 12 أسبوعًا يعرف باسم خطة كامبريدج للوزن. كما وتم حث مجموعة التدخل أيضًاً على إكمال 150 دقيقةٍ على الأقل من التمارين البدنية كل أسبوع، جنبًا إلى جنب مع توصية المشي على الأقل 10000 خطوةٍ كل يوم.

بعد 12 شهرًا، كشفت النتائج أن الأشخاص في مجموعة تدخل نمط الحياة فقدوا ما متوسطه 12 كيلوغرام من وزنهم، مقارنةً بمتوسط  4 كيلوغرام في مجموعة الرعاية القياسية. وخلصت النتائج أيضاً إلى أن 61% من مجموعة التدخل لا يُعتبرون مصابين بالسكري بنهاية الدراسة، مقارنةَ بـ 12% فقط وصلت إلى مراحل مماثلة من الشفاء في مجموعة المراقبة القياسية.

الحمية الصحية أساس الوقاية من مرض السكري

تغيير نمط الحياة باكراً بعد التشخيص هو السر في الشفاء

كما هو الحال مع الدراسات السابقة، يقترح الباحثون أن فقدان الوزن يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالتحسن في حالات مرض السكري. وجدت دراسة مماثلة نشرت عام 2018، أن 46% من الأشخاص حققوا شفاءً من مرض السكري في 12 شهرًا نتيجة لتدخل صارم في إدارة الوزن. غير أن الباحثون يفيدون أن هذه التجربة الجديدة حققت نتائج أقوى لأن فئتها كانت في المتوسط ​​أصغر بعشر سنواتٍ من باقي الدراسات، وجميع الحالات كانت مشخصةٍ قبل وقت قريب من بداية الدراسة. وهذا يشير إلى أنه في حين أن تدخلات النظام الغذائي وممارسة الرياضة مفيدةٌ لعلاج مرض السكري من النوع 2 لجميع الأعمار، إلا أنه كلما تم البدء بها بشكل أسرع، كلما كانت أكثر فعالية في تحقيق الشفاء.

إقرأ المزيد:
المصدر نيو أطلس ذا لانسيت

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط