الصداع .. أسبابه وسبل الوقاية منه

5٬336

الصداع هو حالةٌ شائعةٌ جدًا تسبب الألم وعدم الراحة في الرأس أو فروة الرأس أو الرقبة. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من نصف البالغين في جميع أنحاء العالم سيعانون من صداع في فترة ما من حياتهم، وأن 7 من كل 10 أشخاصٍ يعانون من نوبة صداع واحدةٍ على الأقل كل عام.

قد يكون الصداع خفيفًا في بعض الأحيان، ولكن في كثير من الحالات يمكن أن يسبب ألماً شديداً يجعل من الصعب التركيز في العمل وأداء الأنشطة اليومية الأخرى. لحسن الحظ يمكن تدبير معظم أنواع الصداع بالأدوية وتغيير نمط الحياة. ويمكن أن يكون الصداع علامةً على الإجهاد أو التوتر النفسي، أو يمكن أن ينتج عن اضطرابٍ طبي مثل الصداع النصفي أو ارتفاع ضغط الدم، ومن أسبابه الخفية القلق والاكتئاب. يمكن أن يؤدي إلى مشاكل معيقةٍ للحياة الطبيعية. فالأشخاص الذين يعانون من صداع نصفي مزمن على سبيل المثال، قد يجدون صعوبةً في الذهاب إلى العمل أو المدرسة بانتظام.

أسباب الصداع
  1. الصداع الأساسي، ويحدث بسبب أمراضٍ قائمةٍ بذاتها ناتجةٍ عن فرط استثارة في الدماغ أو مشاكل في الحساسية المفرطة للألم في جزء من أجزاء الرأس و الدماغ. ويشمل ذلك الأوعية الدموية والعضلات والأعصاب في الرأس والرقبة. قد تنجم أيضًا عن تغيرات في النشاط الكيميائي والكهربائي في المخ.

تشمل أنماط الصداع الأساسي الصداع النصفي والصداع العنقودي وصداع التوتر.

  1. الصداع الثانوي، وهي الأعراض التي تحدث عندما تحفز حالةُ أخرى أعصاب الرأس الحساسة للألم. بمعنى آخر يمكن أن تعزى أعراض الصداع إلى سبب آخر. فمجموعةٌ واسعةٌ من العوامل المختلفة يمكن أن تسبب الصداع الثانوي. وتشمل على سبيل المثال لا الحصر: ورمٌ في المخ، نزيفٌ داخل أو حول الدماغ، التسمم بأول أكسيد الكربون، ارتجاج في المخ، ارتفاع ضغط العين، الالتهابات، الافراط في استخدام المسكنات، التهاب الجيوب الأنفية.

نظرًا لأن الصداع يمكن أن يكون أحد أعراض حالةٍ خطيرة، فمن المهم التماس المشورة الطبية إذا أصبحت الحالة أكثر حدة أو تكراراً أو مستمرة. على سبيل المثال، إذا أصبح الصداع أكثر إيلامًا من السابق أو تفاقم ولم يستجب للعلاج أو كان مصحوبًا بأعراضٍ أخرى مثل التخليط الذهني والحمى والتغيرات الحسية وتصلب الرقبة، فيجب الاتصال بالطبيب على الفور.

نصف البالغين في جميع أنحاء العالم سيعانون من صداع في فترة ما من حياتهم

أنواع الصداع
  1. الصداع التوتري (Tension headaches)، هو الشكل الأكثر شيوعاً من الصداع الأساسي. عادةً ما يبدأ ببطءٍ وبشكلٍ تدريجي حتى منتصف اليوم. وتشمل الأعراض، الشعور كما لو كان هناك حزامٌ ضيقٌ ضاغطٌ حول الرأس، ويكون الألم ثابتاً. وعادةً ما تستغرق الهجمات العرضية بضع ساعات، وأحياناً قد تستمر لعدة أيام. يحدث الصداع المزمن لمدة 15 يومًا أو أكثر في الشهر لمدة 3 أشهر على الأقل.
  2. الصداع النصفي (Migraines)، يسبب الصداع النصفي ألمًا نابضًا وشعوراً بالخفقان عادةً على جانبٍ واحدٍ فقط من الرأس. قد يكون مصحوبًا بعلاماتٍ مثل ضبابية الرؤية، شعورٌ بخفة الرأس، غثيان، الاضطرابات الحسية المعروفة باسم الهالة ما قبل النوبة.

الصداع النصفي هو ثاني أكثر أنواع الصداع شيوعًا ويمكن أن يكون له تأثيرٌ كبيرٌ على حياة الفرد. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد الصداع النصفي سادس أكبر سبب للتغيب عن العمل  في جميع أنحاء العالم. يمكن أن يستمر الصداع النصفي من عدة ساعاتٍ إلى يومين.

  1. الصداع التالي لاستخدام المسكنات المفرط أو الصداع الارتدادي (Rebound headaches)، يحدث بسبب الافراط في استخدام المسكنات لعلاج أعراض الصداع. وهو السبب الأكثر شيوعاً للصداع الثانوي. وعادةً ما يبدأ في وقتٍ مبكرٍ من الصباح ويستمر طوال اليوم. وقد يتحسن بتناول المسكنات، ولكنه يزداد سوءًا عندما تتراجع آثار الدواء. يمكن ان يترافق مع ألمٍ في الرقبة، الأرق، شعورٌ باحتقان الأنف، انخفاض جودة النوم.
  1. الصداع الصاعق Thunderclap، صداعٌ مفاجئٌ حادٌ يوصف عادةً بأنه “أسوأ صداع في حياتي”. تصل إلى أقصى شدةٍ في أقل من دقيقة وتستمر لفترة أطول من 5 دقائق. غالبًا ما يكون ثانويًا للحالات الشديدة التي تهدد الحياة مثل النزف الدماغي، تخثر الدم الوريدي الدماغي، تمزق الأوعية الدموية أو التهاب السحايا.

يجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الصداع المفاجئ الحاد أن يبحثوا عن تقييم طبيٍ على الفور.

نصف البالغين في جميع أنحاء العالم سيعانون من صداع

التشخيص

عادةً ما يكون الطبيب قادرًا على تشخيص نوع الصداع من خلال وصف الحالة ونوع الألم وتوقيت ونمط الهجمات. إذا كانت طبيعة الصداع معقدةً فقد يتم إجراء اختباراتٍ لنفي الأسباب الأكثر خطورة. يمكن أن تشمل الاختبارات الإضافية تحاليل الدم، الأشعة السينية، مسح الدماغ  مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي المحوري.

أساليب الوقاية غير الدوائية

يمكن أن يساعد أسلوب الحياة الصحي والنوم الجيد على منع الصداع. تتضمن بعض الخطوات الأساسية التي يمكن أن يتخذها الشخص لتقليل فرص إصابته بصداع ما يلي:

  1. النظام الغذائي الصحي، على الرغم من أن هذه يمكن أن تختلف من شخص لآخر، إلا أن الأطعمة المعروفة بإثارة الصداع تشمل النبيذ، والكاجو، والبصل، والشوكولاته، واللحوم المصنعة، والمضافات الغذائية ومنتجات الألبان المعالجة. كلما كان ذلك ممكنًا، يجب على الشخص تجنب المضافات الغذائية وتناول الأطعمة الكاملة.
  2. تجنب تناول الكافيين بكثرة، شرب ستةٍ أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا قد يؤدي إلى صداع مزمنٍ بسبب نوبات الانسحاب. يمكن أن يساعد تحديد الكافيين على كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميًا.
  3. الحصول على قسط كاف من النوم. قلة النوم هي أحد مسببات الصداع الشائعة. تشمل الوقاية الجيدة من الصداع الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم كل ليلةٍ مما يسمح لك بالاستيقاظ والشعور بالانتعاش في الصباح.
  4. يمكن للأشخاص الذين يعانون من صداع التوتر الاستفادة من استخدام تقنياتٍ مثل الاسترخاء التدريجي للعضلات والتأمل. تتضمن هذه التقنيات تركيز العقل على الجسم والتنفس العميق. وقد تساعد العلاجات الطبيعية  بما في ذلك التدليك وتقويم العمود الفقري في منع الصداع لدى بعض الناس. ومع ذلك ، يجب على الشخص التحدث دائمًا إلى الطبيب قبل استخدام هذه العلاجات.
  5. ممارسة الرياضة بانتظام. يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على تخفيف التوتر الذي قد يؤدي إلى صداع.
إقرأ المزيد:
المصدر هيلث لاين

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط