هل نقول وداعاً لحشوات الأسنان بفضل هذه التقنية الجديدة؟

5٬165

المينا هي تلك الطبقة الصلبة الواقية التي تغطي السطح الخارجي من الأسنان. وعلى الرغم من أن المينا تعد من أقسى وأصلب الأنسجة في الجسم، إلا أن المادة المعدنية التي تغطيها تعد عرضةُ للتلف والتآكل بسبب التعرض للأطعمة والمشروبات الحمضية. وبمجرد تلفها لا تتجدد مرة أخرى، مما يؤدي إلى تجاويف يجب ملؤها بالحشوات لمنع حدوث المزيد من التحلل وبغية الوقاية من الالتهابات.

وفقًا لدراسة أجريت عام 2016 ونشرتها مجلة “ذا لانسيت جورنال”l، أصيب نحو 2.4 مليار شخص في جميع أنحاء العالم بتسوس الأسنان الدائمة. في حين أن 486 مليون طفلٍ يعانون من تسوس الأسنان.

لطالما كافح العلماء من أجل التوصل إلى طريقةٍ بديلةٍ للعلاج الحالي القائم على استخدام مواد مثل الراتينج وسبائك المعادن والملغم والسيراميك كحشوات لإصلاح مينا الأسنان التالفة. ونظرًا لأن الحشوات مصنوعة من مواد غريبة مثل المعادن والبورسلين، فإنها لا ترتبط بسلاسةٍ مع السن وغالبًا ما تتلف مع الوقت، فضلاً عن المعاناة عند تركيبها.

تحفيز الأنسجة على الإلتئام

توصل باحثون من جامعة تشجيانغ في الصين، لابتكار مادة هلامية في محلول سائل يحوي أيونات الكالسيوم والفوسفات في محلول كحولي مع مركب ثلاثي الميثيل العضوي. وهي اللبنات الأساسية للمينا الحقيقية، في محاولة لتشجيع الأسنان على الإصلاح الذاتي. اختبر الجل بتطبيقه على الأسنان التالفة بسبب الحمض التي تم إزالتها من فم المرضى. وضعت الأسنان في أوعيةٍ مصممةٍ لتقليد بيئة الفم لمدة 48 ساعة. خلال هذا الوقت، حفز الجل نمو المينا الجديدة، وأكد الفحص المجهري أنه يحتوي على البنية الدقيقة نفسها والخاصة بمصفوفة بلورات الكالسيوم والفوسفات مثل المينا العادية.

 

تحفيز مينا السن على الإصلاح الذاتي وحماية الأسنان

ويرجع السبب في ذلك إلى أن المينا الناشئة عند نموها تكون محاطة بوسط غني بجزيئات الكالسيوم والفوسفات – كما في الجل – التي تشجع نموها. يبلغ سمك طبقة المينا الجديدة 3 ميكرومتر، أي أقل بنحو 400 مرة من المينا غير التالفة. إلا أن الباحثين أكدوا بأنه يمكن تطبيق الجل مرارًا وتكرارًا للوصول للسماكة الطبيعية.

تطويرُ للأبحاث السابقة

وكانت عدة أبحاث أخرى حاولت إصلاح مينا الأسنان بخلائط الكالسيوم والفوسفات، ولكنها كانت مكونة من جزيئات أكبر لم تتشبث جيدًا بسطح السن. هذا جعل من الصعب على بلورات المينا إعادة بناء.

يقوم الفريق الآن باختبار الجل في الفئران ويأمل في اختباره لاحقًا لدى البشر وإجراء المزيد من الابحاث للتأكد أن المواد الكيماوية في الجل آمنة وأن المينا الجديدة يمكن أن تتشكل في بيئة الفم الحقيقية، حتى عندما يأكل الناس ويشربون ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي.

ابتكار قد ينهي الحاجة للحشوات في الأسنان

خطوةٌ مهمةٌ نحو التطبيق السريري

وصرح فريق العمل “نأمل في التوصل لطريقة لتحفيز نمو مينا الأسنان بشكلٍ طبيعي، دون استخدام الحشوات التي تحتوي على مواد غير عضوية. ونأمل  إذا سارت الأمور بسلاسة في بدء التجارب على الأشخاص في غضون عامٍ إلى عامين”.

إقرأ المزيد:
المصدر نيو سايانتيست سايانس أدفانسيس

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط