خطوةُ جديدةُ على طريق ابتكار كلية اصطناعية قابلة للزرع

5٬414

قبل نحو عامين، أعلن العلماء في جامعة فاندربيلت عن البدء في مشروع لابتكار كلية اصطناعية يمكن زرعها في أجسام المصابين بالفشل الكلوي. وعلى ما يبدو فإنهم سعيهم هذا سَيُؤتي أُكله قريباً. فمع التقدم المذهل والمتسارع في تقنية النانو فمن المرجح أن يرى هذا الابتكار المهم جداً النور وأن ينقذ حياة الآلاف من المرضى حول العالم.

غسيل الكلى شرُ لابد منه

من البديهي أن الأطباء والمرضى لا يرغبون في الاعتماد على عملية زرع الأعضاء، فهناك نقصٌ في المانحين في جميع أنحاء العالم بالمقارنة مع أعداد المرضى. وهنالك، أيضاً، مشكلاتٌ جمة تتعلق بتطابق أنواع الدم ورفض الأنسجة. لذا يضطر المصابون بالفشل الكلوي للاستمرار في عمليات غسيل الكلى، وهو الإجراء الذي ينظف الدم. وعادةً ما يتم ذلك عن طريق جهاز غسيلٍ خارجي أو كلية اصطناعية خاصة بالمشافي. ولعل هذا الإجراء يحتاج عادة وقتاً طويلاً، وهو فوق ذلك مزعجٌ للمريض ونوعية الحياة مع هذا العلاج ليست مثالية. تخيل أن يتم ربطك بالأنابيب ليغسل الدم كما هو حال الملابس في الغسالة لساعات ولعدة مرات في الأسبوع. كما أن معدل البقاء على قيد الحياة ضمن هذه الظروف وبعد ثلاث سنوات من بدء عملية الغسيل لا يكاد يتعدى نسبة الـ 50%.

 ابتكار كليةٍ اصطناعية قابلةٍ للزرع

السعي لإيجاد البديل

من الواضح أن هناك حاجةٌ إلى بديل، وهو ما يأمل باحثو فاندربيلت وبالتعاون مع جامعة كاليفورنيا في تحقيقه في نهاية المطاف. جزءٌ كبير من النظام الذي يقومون بتطويره يتمثل في فلتر ترشيح نانوي مصنوعٌ من السيليكون يقوم بتصفية الجزيئات السامة من الدم مثل مخلفات عمليات الاستقلاب والمياه الزائدة والملح. وهذه هي الوظيفة الرئيسة للكلية، وكذلك دور آلات غسيل الكلى. ولقد أدى التقدم في تقنية النانو إلى القدرة على تصنيع مسامٍ أصغر وأكثر فعالية، مما قد يعني ترشيحًا أكثر كفاءةً من الأغشية التي يتم عبرها تبادل الجزيئات في غسيل الكلى.

كليةٌ بديلةٌ بحجم فنجان الشاي

وعلى الرغم من تكرار كلمة “نانو” عدة مرات، فإن هذا الجهاز نفسه ليس صغيراً، يمكن مقارنة حجمه بحجم فنجان القهوة. ولذلك فليس هناك فرقُ كبير بينه وبين الكلية الطبيعية من ناحية الحجم. وليست هناك حاجة لإزالة الكلى من الجسم لزراعة الجهاز. إذ تم تصميم الكلية الاصطناعية لزرعها في الحوض وتوصيلها بكل من إمدادات دم المثانة والمريض.

الإعلان عن النجاح في زرع كلية اصطناعية

ولعل الخطوة المهمة هنا تتمثل في إعلان المركز نجاحه في زرع كلية اصطناعية في جسم خنزيرٍ في المختبر والنتائج الأولية تبدو واعدة. إلا أنه ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. غير أن التطورات الحديثة تبدو واعدة. إذ قالت الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى  إن التجارب البشرية خلال هذا العقد مدرجة في جدول الأعمال.

 كليةٍ اصطناعية قابلةٍ للزرع... حلم أصبح في المتناول كليةٌ بديلةٌ بحجم فنجان الشاي

طرقٌ عدة للوصول للهدف

ليست هذه المحاولة الوحيدة في إطار تحقيق ذات الهدف. تعمل مجموعاتٌ بحثية أخرى على بدائل مطبوعة ثلاثية الأبعاد؟  بينما يختار البعض الآخر محاولة إنشائها باستخدام الخلايا الجذعية. ولقد تمكنت إحدى الدراسات حتى من زرع الكلى المزروعة في المختبر في الحيوانات.

حل آخرٌ يبدو واعداً هو كلية اصطناعية تم اختبارها مؤخرًا وهو حل وسط بين غسيل الكلى بالآلات الخارجية والكلى الصناعية المزروعة، فهو جهازٌ يمكن ارتداؤه حول خصر المريض، ويزن ما يزيد قليلاً عن أربعة كيلوغرامات. أصبح رجل مصاب بمرض السكري بدأ فشل كليتيه قبل عامين، كأول حالة إختبار، وإن كان نموذجًا أوليًا في الوقت الحالي. يعتبر تقدماً مهما.

الكلية الهجينة، بديل مؤقت

إقرأ المزيد:

المصدر كلية الصيدلة في جامعة كاليفورنيا

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط