مطعم ميدياماتيك بيوتوب في أمستردام يستقبل زبائنه مجدداً في كبائن زجاجية منعزلة

5٬382

ألقى فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” بظلاله على كل مرافق الحياة الاقتصادية بوجه عام، وتسبب في أزمات مادية عدة وفي تعطل الأعمال ومختلف الخدمات. ولا ريب في أن قطاع المطاعم هو أحد تلك القطاعات التي تكبدت خسائر فادحة جراء الإغلاق المفروض احترازياً.

إلا أنه وبعد إعلان العديد من الدول الأوروبية تخفيف الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها للحد من انتشار فيروس كورونا، فقد بدأت المرافق الحيوية وعلى رأسها المطاعم في تطبيق تعليمات التباعد الاجتماعي واتخاذ خطوات جريئة في زمن كورونا. ومن هنا أتى مطعم ميدياماتيك بيوتوب (Mediamatic Biotoop) الموجود في جزيرة أوستردوك (Oosterdok) الواقعة في العاصمة الهولندية أمستردام بفكرة جديدة مبتكرة لاستقبال زبائنه من جديد، وذلك من خلال كبائن زجاجية منعزلة.

خمس غرف زجاجية معزولة

ابتكرمطعم ميدياماتيك بيوتوب الموجود في العاصمة الهولندية أمستردام فكرة جديدة لإعادة زبائنه خلال جائحة فيروس كورونا من خلال بناء حجرات زجاجية منعزلة،إذ أقام المطعم خمس كبائن زجاجية تسمح للزبائن بتناول الطعام بأمان وبشكل منعزل في ظل الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي. وتقع هذه الغرف الزجاجية مباشرة وبإطلالة ساحرة على قناة مائية مضاءة فقط بضوء الشموع. ويقوم المطعم حالياً باختبارهذه التجربة الجديدة. كما يعتزم الاعتماد على قائمة طعام نباتية بالكامل عند حصوله على تصريح بالعمل.

وبحسب النظام الجديد لمطعم ميدياماتيك بيوتوب فإن النادل سيراعي المرور بالأطباق مع المحافظة على مسافة آمنة ولن يسمح المطعم إلا بوجود الأشخاص المنتمين لنفس العائلة ويعيشون في بيت واحد داخل كل كابينة معزولة.

وقد لاقت هذه الفكرة المبتكرة إقبالاً كبيراً من الجمهور ليعكس حالة الإحباط التي بدأ الكثيرون يعيشونها مع بداية الشهر الجاري مع زيادة احتمال بأن تطالب الحكومات مواطنيها بالبقاء في منازلها لعدة أسابيع أخرى.

مطعم ميدياماتيك بيوتوب في أمستردام يبتكر طريقة جديدة لاستقبال زبائنه

التباعد الاجتماعي سيبقى قائماً حتى توفر العلاج

من المقرر أن تستمر مراعاة التباعد الاجتماعي أثناء تناول الطعام إلى أن يصبح اللقاح ضد فيروس كورونا متاحاً على نطاق واسع.

هولندا في زمن كورونا

اعتمدت هولندا ما وصفتها بـ “سياسية ذكية” في ما يتعلق بإجراءات إغلاق بعض المدن لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وهي من بين قلة من الدول التي اعتمدت بشكل واضح سياسة “المناعة الجماعية” المثيرة للجدل. كما قامت هولندا بفرض الحظر الكلي منذ منتصف شهر مارس الماضي.

إذ تم إغلاق المدارس والمطاعم والمتاحف وحث الناس على العمل من المنزل والحفاظ على التباعد الاجتماعي في الخارج.

وعلى الرغم من كل ذلك فقد انتشر الوباء بسرعة وارتفعت معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا لتصبح بين أعلى المعدلات في العالم.

وجاء التخفيف التدريجي الأول لتقييد الحركة وفك الحظر منذ بداية الأسبوع الماضي. إذ استأنف الأطفال الصغار التدريب الرياضي. ومن المقرر إعادة فتح المدارس الابتدائية الأسبوع المقبل.

مطعم ميدياماتيك بيوتوب في أمستردام يستقبل زبائنه مجدداً

المطاعم في زمن كورونا

في ظل الجو الفوضوي الذي تسبب به انتشار فيروس كورونا، فقد أصبحت المطاعم التي لم تواكب تقديم وتوصيل الطعام باستخدام التكنولوجيا أو خدمات التوصيل خارج الخدمة تمامًا، وبالتالي اضطرأصحاب المطاعم إلى تسريح موظفيهم ومواجهة صعوبات في دفع النفقات العامة الثابتة والنفقات الأخرى.

وبسبب عدم وجود معلومات حول عادات وسلوكيات تناول الطعام لدى العملاء، فقد فشل أصحاب تلك المطاعم في اتخاذ احتياطات سريعة، وذلك أيضاً بسبب عدم وجود أدوات تسويق.

إذ فشلوا في الوصول إلى زبائنهم المعتادين، فضلاً عن عدم قدرة المطاعم، التي لا تمتلك مهارات على جمع البيانات، من إرسال رسائل إلى الزبائن المعتادين لحثهم على طلب الطعام أو وجود قوائم طعام جديدة.

ولم يتمكنوا من مواكبة أحدث التقنيات، وبالتالي فشلوا في بناء ولاء وثقة مع العملاء، الأمر الذي كلفهم إغلاق مطاعم البعض ومكافحة البعض الآخر لإجراءات الإغلاق، وبالتالي مواجهتهم لمستقبل غامض مجهول.

إقرأ المزيد:

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط