يتوقع خبراء الاقتصاد أن يعصف بالعالم ركود اقتصادي غير مشهود، وربما يكون الأكبر في التاريخ، وذلك بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”. إذ ترتب على ذلك تبعات عدة تسببت في إغلاق المصانع والمتاجر ورافق ذلك أيضاً موجة من الاستغناء عن الموظفين. كما طرأ تغيير في الثقافة الشرائية لدى الناس بوجه عام. إذ تم الاستغناء عن كل ما هو ليس ضروري خلال هذه الفترة العصيبة. إلا أن ذلك كله على ما يبدو لم يتسبب في زعزعة مكانة شركة هواوي الصينية للهواتف الذكية ضمن قائمة الأفضل على مستوى العالم من حيث حجم المبيعات.
لم يفتك عالم التقنية، ولا سيما قطاع الهواتف الذكية، من أنياب كورونا التي تسببت بانخفاض أعداد الهواتف المباعة وأرباح الشركات. إذ تراجعت مبيعات الهواتف الذكية في الصين بنسبة 22% خلال الربع الأول من العام الحالي 2020 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك وفقاً لأحدث تقرير صادر من كاونتربوينت للأبحاث التقنية (Counterpoint). ولعل هذا أقسى ربع خلال السنوات الماضية في الوقت الذي واصلت فيه شركة هواوي الصينية صدارتها للسوق الأكبر لها.
تأثير كورونا على مبيعات الهواتف الصينية
لقد تسبب انتشار فيروس كورونا في انخفاض كبير في مبيعات الهواتف الذكية التابعة لشركات شاومي وأوبو وفيفو الصينية. إذ تعرضت شركة شاومي لانخفاض حاد في حجم مبيعاتها وصل إلى نسبة 35%. فيما تأثرت مبيعات أوبو بنسبة 30% و فيفو بنسبة 30%. هذا فضلاً عن انخفاض الشحنات في شهر فبراير وحده بنسبة 35% على أساس سنوي.
استحوذت الشركات المذكورة من حيث حصتها في السوق على 93% من إجمالي المبيعات بينما تمتلك شركة هواوي وحدها حصة تقارب 40% من إجمالي المبيعات وهي نسبة كبيرة جداً.
هواوي تغرد خارج السرب
لم تتأثر شركة هواوي الصينية بصفتها أكبر بائع للهواتف الذكية في الصين نهائياً بأزمة كورونا على الرغم من انخفاض مبيعات الهواتف الذكية عالمياً وداخل الصين. إذ حققت الشركة نمواً في بلدها الأم بنسبة 6% مقارنة بالعام الماضي.
ويرجع النمو الذي حققته شركة هواوي الصينية إلى اعتمادها على مبيعات هواتف سلسلة نوفا 6 ومايت 30 الجيل الخامس وأونر 9 إكس الذين تواجدوا في قائمة أعلى الهواتف مبيعاً بعد هاتف آيفون 11 داخل الصين. وقد تمت مبيعات هذه الهواتف بشكل كلي عبر منصات الشراء عبر الإنترنت وعلى رأسها موقعي “علي بابا” و”جيه دي دوت كوم”.
أفضل هاتف ذكي مبيعاً في الصين
تأثرت مبيعات شركة آبل الأميركية داخل الصين بسبب كورونا، ولكنها انخفضت فقط بنسبة 1%، وهذا يعد بلا شك أمراً جيداً بعض الشي إذا ما أخذنا في الاعتبار الأزمة الحالية التي تعصف بالاقتصاد بوجه عام.
واتسم جهاز آيفون 11 بأنه الجهاز الأكثر مبيعاً في الصين خلال الفترة الممتدة ما بين يناير وفبراير، متابعاً بذلك تصدره للمبيعات للشهر السابع على التوالي.
هواتف الجيل الخامس
شهدت شحنات هواتف الجيل الخامس بأكملها زيادة بنسبة 120٪ مقارنة بالعام الماضي. وهي تمثل الآن ما نسبته 15٪ من حجم مبيعات الهواتف الذكية الكلي. وقد تم تصنيع أكثر من نصف هواتف الجيل الخامس التي تم شحنها في الربع الأول من عام 2020 من قبل شركة هواوي الصينية.
كما تصنف شركات صينية أخرى على غرار أوبو وفيفو وشاومي ضمن شركات الهواتف الذكية الرائدة الأخرى العاملة بتقنية الجيل الخامس (5G).
وتتوقع كاونتربوينت للأبحاث التقنية أن تمثل هواتف الجيل الخامس نحو 40% من إجمالي مبيعات السوق بحلول نهاية الربع الرابع من عام 2020.
وحتى هذه اللحظة لا توجد أي تقارير حول الوضع العالمي لسوق الهواتف الذكية. إلا أنه من المتوقع أن يشهد هذا الأخير أيضاً انخفاضاً حاداً في حجم المبيعات قد يفوق السوق الصينية، وذلك نظراً لتعافي الصين من أزمة كورونا وإعادة فتح العديد من المقاطعات خلال الفترة الحالية.
فهل يستمر انخفاض مبيعات الهواتف الذكية حتى نهاية 2020؟ وهل تحقق هواوي الصينية نمواً إيجابياً أيضاً في الفترة نفسها خارج الصين؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.
إقرأ المزيد:
-
جهاز صغير ملحق بالهاتف الذكي يكشف الاصابة بعدوى كوفيد-19
-
6 شروط لا بد من مراعاتها قبل تبنّي الخدمات السحابية
-
شركة ألمانية تبتكر جهازاً لغسل وتعقيم عربات التسوق في إطار مكافحة انتشار وباء كورونا
-
التدخين صديق فيروس كورونا المخلص ووسيلته المثلى لغزو الرئتين
-
8 إجراءات مهمة لضمان استمرار تمويل أقسام تكنولوجيا المعلومات في الشركات خلال جائحة كورونا
-
إنتل تنشر نتائج دراسة جديدة تؤكد على أهمية تحديث الحواسيب الشخصية للارتقاء بمستقبل وأداء الأعمال