ذا لاست دانس يحطم الأرقام القياسية في حجم المشاهدات على شبكة إي إس بي إن

737

لم تكن ليلة يوم الأحد الموافق 19 أبريل 2020 ليلة عادية كباقي الليالي بالنسبة لعشاق كرة السلة في كل مكان حول العالم. إذ كانت موعداً لبدء شبكة “إي إس بي إن” (ESPN) في الولايات المتحدة وشبكة “نتفليكس” عالمياً بعرض المسلسل الوثائقي المنتظر “ذا لاست دانس” أي (الرقصة الأخيرة) الذي يلقي الضوء على حقبة أسطورة كرة السلة الأميركية مايكل جوردان واللقب السادس والأخير له مع فريق شيكاغو بولز في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA).

أعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق

اجتذبت الحلقتين االأولى والثانية ما يقارب 6,1 مليون مشاهد في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رقم قياسي لفيلم وثائقي تبثه القناة الرياضية، فقد كان “ذا لاست دانس” بمثابة العلاج الأفضل للملل عند عشاق كرة السلة وخصوصاً في ظل هذه الأوقات الصعبة التي يعيشها العالم أجمع بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد الذي فرض الحجر المنزلي كإجراء احترازي ووقائي لمنع انتشار هذه الجائحة المرضية.

دور المدرب فيل جاكسون

أخذ وثائقي “ذا لاست دانس” عنوانه من مذكرة تم إعدادها قبل موسم 1997-1998 من قبل مدرب شيكاغو بولز الشهير فيل جاكسون، إدراكاً منه بأنه سيكون موسمه الأخير مع الفريق بغض النظر عن نجاحه في قيادته الى اللقب الثالث على التوالي من عدمه.

ذا لاست دانس يحطم الأرقام القياسية -مايكل جوردان وفيل جاكسون
مايكل جوردان والمدرب فيل جاكسون

في النهاية، نجح الأسطورة جاكسون في قيادة فريق (الثيران الحمراء) شيكاغو بولز الى اللقب الثالث على التوالي والسادس في ثمانية مواسم، لكن كان يجب سرد تفاصيل القصة التي كتبت فيها هذه الملحمة.

ملحمة سلوية تاريخية

وافق نجم نادي شيكاغو بولز مايكل جوردان ومدرب الفريق فيل جاكسون ومالك نادي شيكاغو بولز، جيري رينسدورف والمدير العام جيري كراوس في خطوة نادرة جداً قلما تحدث على فتح غرف الملابس لفريق تصوير من أجل توثيق يومي لخاتمة ملحمة أحد أفضل الأندية الرياضية بكرة السلة على مر التاريخ.

لكن خلافاً لوثائقي “زيو دان لي بلو” الذي سرد ملحمة المنتخب الفرنسي لكرة القدم الفائز خلال الحقبة ذاتها بلقب كأس العالم لكرة القدم نسخة عام 1998 التي أقيمت على أرضه ضد البرازيل، فقد انتظر عشاق كرة السلة بشكل عام وعشاق شيكاغو بولز والأسطورة جوردان ورفاقه سكوتي بيبن، ستيف كير، دينيس رودمان بشكل خاص 22 عاماً لمعرفة ما تم تصويره خلف الكواليس.

الانتظار طوال 22 عاماً كان له فوائده. إذ أعطى وثائقي “ذي لاست دانس” قيمة مضافة كبيرة من خلال الوقوف على رأي جميع الأطراف المعنية في تلك الحقبة، من لاعبين ومدربين وإداريين ومحللين وصحافيين.

صحة أبوظبي تطلق تطبيق تريس كوفيد للحد من انتشار فيروس كورونا في الإمارات

ردود أفعال نجوم وأساطير كرة السلة الأميركية على الوثائقي

كان أسطورة لوس أنجلوس ليكرز ماجيك جونسون أبرز من علق على الحلقتين الأوليين من الوثائقي المكون من عشرة أجزاء يتم بثها كل يوم أحد في الولايات المتحدة، وعالمياً عبر شبكة “نتفليكس”ابتداءُ من 19 أبريل/ نيسان حتى 17 مايو/ أيار.

وغرد جونسون على تويتر قائلاُ: “ذا لاست دانس” كان عملاً رائعاً، وأحببت كل شيء فيه! الشبان الذين لم يتمكنوا من رؤية مايكل جوردان وهو يلعب، فهموا الآن لماذا هو أعظم لاعب كرة سلة على الإطلاق!”.

كما لخص لاعب فيلادلفيا سفنتي سيكسرز توبياس هاريس الوثائقي الجديد “ذا لاست دانس”، وتوالت بعدها التغريدات، أبرزها لنجم ميامي هيت السابق دواين وايد الذي أعرب عن اعجابه بما شاهده في الحلقتين الأوليين من أحداث بقي الكثير منها طي الكتمان في تلك الحقبة، قائلاً في تغريدته: “إم جاي (مايكل جوردان) كان يمتلكها (الموهبة المطلقة)! كان يمتلكها. وقع الخيار عليه ليكون الأفضل في في تاريخ اللعبة”.

أما نجم شيكاغو الحالي اللاعب الطائر زاك لافين، فقال: “كان بإمكاني مشاهدة الحلقات العشر توالياً باستمرار دون توقف كما لو تم بثها كلها”.

 فيما أقر لاعب بروكلين نتس سبنسر دينويدي أنه عندما بدأوا بعرض الأسماء تمهيدا لبداية الوثائقي، فقد ذرف الدموع تلقائياُ.

والجدير ذكره أن كلاُ من كان لافين ودينويدي كانا يبلغان من العمر ثلاثة وخمسة أعوام على التوالي حين توج جوردان ورفاقه باللقب السادس والأخير لبولز في موسم 1997-1998، لكنهما على دراية تامة بمكانة ذلك الفريق في تاريخ اللعبة وتأثير جوردان على أجيال متتالية من لاعبي الدوري.

قنبلة سينمائية

هذا الوثائقي ليس مجرد ضربة سينمائية فحسب، بل يكشف النقاب عن تفاصيل حياة أشخاص يمكن اعتبارهم أساطير بالنسبة للكثيرين، يتبعهم خطوة بخطوة، كما يلقي الضوء على معاناة جوردان وجاكسون في ذلك الموسم من ضغط جراء مساعي المدير العام جيري كراوس للتخلص من المدرب الأسطوري ومحاولة تجديد الفريق نظراً لتقدم أعمار معظم أعضاء الفريق آنذاك.

ووسط هذه الظروف الصعبة، أبلغ جوردان المخرج جيسون هيهير عن خوفه من تصويري بالرجل السيء، موضحاً في حينها أنه عندما يرى الناس هذه الصور، فإني لست متأكداً من أنهم يمكن أن يفهموا لماذا كنت قاسياُ، لماذا فعلت ما فعلته، لماذا تصرفت بالطريقة التي تصرفت بها، ولماذا قلت ما قلته بحق بعض زملائه لم يكشف عن تفاصيلها في الحلقتين الأوليين.

من ناحية أخرى، نراه في الحلقتين الأوليين يسخر من سمنة كراوس الذي رضخ لرغبة جوردان ومالك النادي رينسدورف بعدم التخلي عن جاكسون، لكنه أعلم الأخير بأن 1997-1998 سيكون موسمه الأخير حتى وإن فاز الفريق بجميع مبارياته في الموسم المنتظم وأحرز اللقب الثالث توالياً.

أهم أحداث الحلقتين الاولى والثانية

ويسرد جوردان في الحلقة الأولى بدايته في الدوري عندما اكتشف أن بعض زملائه كانوا ينغمسون في أمسيات “الكوكايين، الماريجوانا واللهو مع النساء خلال فترة التحضير للموسم. فيما تركز الحلقة الثانية بشكل أكبر على الرجل الثاني في شيكاغو بولز بعد جوردان (سكوتي بيبن) محاولاً انصاف الأخير لأنه كان لفترة طويلة صاحب سادس أعلى راتب في الفريق على الرغم من الدور الهائل الذي لعبه خلال تلك الحقبة.

ووافق نجم يوتا جاز الحالي لاعب الارتكاز الفرنسي رودي غوبير، الذي كان أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الدوري ما أدى الى تعليق الموسم، جوردان الرأي قائلاُ: “ما زال تأثير بيبن على الفريق غير مُقَدَر”.

وبانتظار أن يعاود الدوري نشاطه، سيكون الوثائقي “ذي لاست دانس” فرصة لكل عشاق كرة السلة بشكل عام والدوري الاميركي لكرة السلة للمحترفين (NBA) بشكل خاص لاستعادة ذكريات أسطورة لم تدون اسمها في تاريخ كرة السلة فحسب، بل في تاريخ الرياضة بأكملها.

 

بإمكان عشاق كرة السلة والأسطورة مايكل جوردان مشاهدة مقطع الفيديو الترويجي للوثائقي “ذا لاست دانس” فيما يلي:

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
“لا يجوز إعادة نشر أي مادة تحريرية، سواء أكان ذلك بشكل جزئي أم كلي أو نشر أي موضوع بناء على فكرة موقع عصري.نت الحصرية إلا بموجب إذن رسمي من إدارة الموقع وذكر المصدر أصولاً”

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط