دراسةٌ حديثةٌ تكشف أثر التدخين السلبي على الأطفال

4٬415

ليس سراً أن التدخين السلبي مضرٌ بصحة المحيطين بالمدخن على اختلاف أعمارهم. إذ إنه يحمل آثاراً سلبيةً عدة على صحة الجهاز التنفسي، ولربما يتسبب في الكثير من حالات الحساسية والأمراض الصدرية لدى الأطفال. بيد أنها قليلةٌ هي الدراسات التي تظهر تأثير التدخين السلبي على المدى البعيد. كما أنه لم يتم، أيضاً، تحديد الأضرار التي يحملها الأطفال لمراحل حياتهم اللاحقة إزاء تعرضهم لفعل التدخين السلبي. ولعل هذا ما كشفته دراسة فنلندية طويلة الأمد.

أظهرت الدراسة التي أجراها مركز أبحاث طب القلب والأوعية الدموية في جامعة توركو أن التعرض لفعل التدخين السلبي في مرحلة الطفولة والمراهقة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بضعف قدرة التعلم وضعف الذاكرة في منتصف العمر.

ومن المعروف أن التدخين النشط يضر بالوظيفة المعرفية ويسهم في زيادة شيخوخة الخلايا. وقد لوحظت في الماضي علاقةُ قصيرة المدى مماثلة للتدخين السلبي. وقد ركزت الدراسات السابقة على التعرض لمرحلة البلوغ فقط وعلى التأثيرات قصيرة المدى. في حين يعكف القائمون على هذه الدراسة تقديم معلوماتٍ جديدةٍ تتعلق بالنتائج طويلة الأمد.

التدخين السلبي يضر بمستقبل طفلك

التدخين السلبي تحت المجهر

أجريت الدراسة على 3596 طفلاً ومراهقًا ممن تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عامًا وتابعتهم بين عام  1980 و2011، وذلك بغية قياس تعرض الأطفال لفعل التدخين السلبي، حيث طلب الباحثون من الآباء الإبلاغ الذاتي عما إذا كانوا يدخنون. كما قاموا بأخذ عينات دمٍ من الأطفال والمراهقين لقياس مستويات الكوتينين، وهي مادةٌ قلويةٌ تستخدم كمؤشرٍ حيوي على التعرض لدخان التبغ.

هل انتهى عصر الطائرات المقاتلة وبدأ عهد الطائرات المسيرة ذاتياً؟

التدخين السلبي يؤثر سلباً على القدرة التعليمية 

أظهرت النتائج التي نشرت في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة أن أولئك الذين تعرضوا لفعل التدخين السلبي في مرحلة الطفولة والمراهقة كانت لديهم قدرة تعليمية وذاكرة أضعف في منتصف العمر، وذلك بالمقارنة مع أولئك المشاركين الذين لم يتعرضوا للتدخين السلبي المنزلي. وأظهرت الإحصائيات أن الفرق في الأداء المعرفي بين هاتين المجموعتين يعادل الفارق الناجم عن ما يصل إلى خمس سنواتٍ من الشيخوخة. ولا تزال النتائج قائمة حتى بعد أخذ العوامل الأخرى مثل العمر وضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الاعتبار.

حماية الأطفال من التدخين السلبي في غاية الأهمية

تُبرز نتائج هذه الدراسة أهمية الوقاية من تعرض الأطفال والمراهقين للتدخين السلبي، وذلك من أجل تعزيز صحة الدماغ في مرحلة البلوغ ومنتصف العمر. هذا فضلاً عن حماية الأطفال والمراهقين من الشروع في مرحلة التدخين النشط.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
“لا يجوز إعادة نشر أي مادة تحريرية، سواء أكان ذلك بشكل جزئي أم كلي أو نشر أي موضوع بناء على فكرة موقع عصري.نت الحصرية إلا بموجب إذن رسمي من إدارة الموقع وذكر المصدر أصولاً”
المصدر يوريكا أليرت

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط