المرحاض الذكي..آخر ما توصل إليه الطب الحديث لكشف الحالة الصحية للإنسان

3٬486

تحمل الفضلات التي يطرحها الإنسان مؤشرات مهمة على صحة أعضاء الجسم وحالتها الفيزيولوجية. فالبول، على سبيل المثال، يقدم معلوماتٍ في غاية الأهمية عن وظيفة الكليتين والبروستات. فيما يحمل البراز الكثير من علامات صحة الجهاز الهضمي وباقي أعضاء الجسم. ويعتمد الأطباء كثيراً على مواصفات الفضلات وتحليلها للاستدلال على وجود علةٍ ما في الجسم. وبناءً على ذلك، كان تصميم المرحاض الذكي هدفاً للباحثين منذ وقت طويل، وهذا ما توصل إليه أخيراً علماءٌ من جامعة ستانفورد.

تصميمُ مبتكر ومتاحُ للجميع

تم تصميم هذه التكنولوجيا ليتم تركيبها في المراحيض التقليدية، حيث تتألف من نظامٍ متكاملٍ يحتوي على كاميرا تلتقط فيديو للبول والبراز، ثم تتم معالجتها بواسطة الخوارزميات لتقييم الخصائص الفيزيائية، مثل اللون والقوام. ومن ثم تقارنه مع الصور السابقة لاكتشاف أي تبدلٍ قد يقدم معلوماتٍ سريريةٍ مهمة في حال حدوث اضطرابٍ مرضي.

المرحاض الذكي - الاتصال مع الهاتف الذكي

ويمكن لهذه الخوارزميات تحليل ديناميكيات التبول. وهذا يعني أنها تقيم معدل التدفق ووقت التدفق والحجم لتمييز العينات الصحية عن العينات غير الصحية، وهو أمرٌ غايةٌ في الاهمية، خاصةً في حالات ضخامة البروستات والتهاب المثانة. في حين يمكن استخلاص استنتاجاتٍ مماثلة من خلال تحليل تناسق عينات البراز.

مختبرٌ متكامل

بالإضافة إلى ذلك، يحوي المرحاض الذكي شرائط تحليل البول، لفحصه بحثًا عن الميزات الجزيئية. يمكن للمرحاض حالياً، تتبع 10 مؤشرات بيولوجية مختلفة، بما في ذلك تعداد خلايا الدم البيضاء ومستويات بروتينات معينة، يمكن أن تشير إلى مجموعة من الأمراض، بما في ذلك الفشل الكلوي والالتهابات وسرطان المثانة.

أظهر الفريق هذه القدرات من خلال دراستهم التجريبية، التي شارك فيها 21 مشاركًا، قاموا باختبار المرحاض الذكي على مدار عدة أشهر. يمكن للنظام مراقبة العلامات الحيوية لعدة مستخدمين للمرحاض من خلال ربط بياناته مع بصمة الإبهام. ويمكن ربطه مع الهاتف الذكي، لتخزين البيانات وحفظها ومشاركتها عبر الإنترنت.

المرحاض الذكي..آخر ما توصل إليه الطب الحديث

ثمرة سنواتٍ طويلةٍ من التطوير

قال سانجيف جامبير، أستاذ ورئيس قسم التطوير في ستانفورد: “يعود مفهومنا إلى ما يزيد عن 15 عامًا. وعندما كنا نطرح الفكرة، كان الناس يضحكون لأنها تبدو فكرة مثيرة للدهشة.بيد أننا اليوم أثبتنا مدى فعاليتها بالتطبيق العملي”.

يسعى الفريق  لتطوير الفكرة وزيادة إمكانيات المرحاض التقنية، لإجراء مزيد من الفحوصات مثل مراقبة الجلوكوز لمرضى السكر. وإمكانية  إجراء تحليل جزيئي متكامل لعينات البراز.

قال جامبير: “هذا أصعب قليلاً، لكننا نعمل من أجل ذلك، المرحاض الذكي هو الطريقة المثلى لمراقبة العلامات الصحية كونه روتين حياتي لا يمكن تخطيه من الحياة اليومية ولا يتطلب من الشخص القيام بأي إجراءٍ غير اعتيادي”.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
المصدر نيتشر.كوم

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط