إنشاء طعوم جلدية حية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد

5٬402

كثيراً ما يحتاج المصابون بالحروق أو الحوادث لإجراء عملياتٍ جراحيةٍ ترميمية تستخدم عادة طعوماً جلدية لترقيع أماكن الجلد المتهتك. إلا  أن الحصول على طعمٍ جلدي مناسب تكتنفه صعوبات بالغة.

إذ غالباً ما يقتضي ذلك إزالة شريحةٍ جلديةٍ من بقعةٍ أخرى من جسد المريض وزراعتها من جديد في مكان الإصابة، الأمر الذي من شأنه أن يُعرّض المريض لمختلف أنواع الالتهابات.

وفي بعض الأحيان، قد يُفضي ذلك، أيضاً، إلى  فشل في عملية التطعيم نفسها. لذا، يُعدّ الابتكار الجديد، الذي طوره باحثون من معهد ينسيلار بوليتكنيك ويتمثل في طباعة بشرةٍ حيةٍ متكاملةٍ بتقنية الأبعاد الثلاثة، في غاية الأهمية، ولربما يفتح فصلاً جديداً في مجال الجراحة الترميمية والتجميلية.تقنية الطباعة الثلاثية المبتكرة تقدم حلاً ثورياً

طور باحثون من معهد ينسيلار بوليتكنيك في نيويورك طريقةً مبتكرة لطباعة بشرةٍ حيةٍ متكاملةٍ بالأوعية الدموية، تمتلك مظهر وملمس وخواص الجلد الطبيعي. وهذا من شأنه أن يسمح مستقبلاً بإجراء ترقيع الجلد دون الحاجة إلى أخذ طعم. ولعل هذا يُسهم في تخفيف معاناة المرضى، كما يخفض خطر الإصابة بالالتهابات الثانوية ورفض الطعم.

 تطويرٌ لتقنياتٍ سابقة

كانت هناك محاولاتٌ سابقةٌ لطباعة الجلد من قبل، غير أن جميع المحاولات السابقة باءت بالفشل ولم تنجح في إنشاء نظامٍ وعائي فعالٍ متكامل، وهو ما يعني أن الطعم غير حي وغير قابل للعيش. وهو لا يعدو كونه لصاقة جروحٍ متطورة قد تحفز التئام الجرح بشكل أسرع، ولكن سرعان ما يضمحل في نهاية المطاف ولا يتفاعل أبداً مع خلايا المضيف.

إنشاء طعوم جلدية حية عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد

هيكل خلوي متكامل

توصل الباحثون لهذا الابتكار بعد سنواتٍ مضنيةٍ من العمل الدؤوب. وقد أثبتوا في نهاية المطاف أنه بإضافة عناصر أساسية، بما في ذلك الخلايا البطانية البشرية، التي تبطن الأوعية الدموية، مع الكولاجين الحيواني والخلايا الهيكلية الأخرى الموجودة عادةً في تطعيم الجلد، تبدأ الخلايا في التواصل وتكوين بنيةٍ وعائيةٍ فعالةٍ بيولوجياً في غضون بضعة أسابيع.

حتى الآن، تم تطعيم الجلد على ظهور الفئران. ووثق الباحثون أن الأوعية الدموية للجلد المطبوع تواصلت وتكاملت مع الأوعية الدموية المحيطة للمضيف، وعملت على نقل الدم والمواد المغذية مشكلةً شبكةً متكاملة مع الخلايا الداعمة في غضون أسابيع دون أي تفاعلٍ سلبي من الجسم المضيف أو حدثية التهابية.

إنشاء طعوم جلدية حية من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد

الطبيعة تتولى زمام الأمور

وقال باكناج كاراندي، أستاذ الهندسة الكيميائية والبيولوجية ورئيس فريق البحث: “كمهندسين يعملون على تطوير علم الأحياء، فإننا دائمًا ما نقدر وندرك حقيقة أن علم الأحياء أكثر تعقيدًا بكثير من النظم البسيطة التي نصنعها في المختبر. ولقد فوجئنا عندما وجدنا أنه بمجرد وضع المواد الأساسية مع هيكل مناسب في بيئة مغذية، فإن البيولوجيا تولت الأمر لتحاكي الطبيعة والوظيفة التي خلقت من أجلها”.

إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:

 

المصدر فيرديكت ميديا

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط