كشفت دراسةٌ جديدة أن اتباع نظامٍ غذائي غير صحي غني بالدهون المشبعة والسكريات لمدة أسبوع فقط يمكن أن يضعف وظائف الدماغ ويشجع الشباب الأصحاء على الافراط في تناول الطعام. كما من شأن ذلك أن يُفضي إلى خفض قدراتهم المعرفية، ولا سيما تلك المتعلقة بالذاكرة. وأوضحت الدراسة عينها أن ذلك يحدث عادة بسبب اضطرابٍ في سلوك منطقةٍ من الدماغ تدعى الحصين، وهي ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن الاحساس بالشبع وتنظيم الشهية بالإضافة لوظائف معرفية أخرى، لا ريب أبرزها يتمثل في الذاكرة.
عادةً ما يمنعنا الحصين من التهام المزيد من الطعام عندما نشبع من خلال قمع ذكريات كم هو لذيذ. فعندما لا يعمل بشكل صحيح، فإن الذكريات تكون أقوى والرغبة أكبر، ونصبح غير قادرين على مقاومة المزيد من الكعك والشوكولاتة والبطاطا المقلية.
نتائج الدراسة
قام الباحثون بتجنيد 105 متطوعًا شابًا من الأصحاء، والذين يتناولون عادةً نظامًا غذائيًا متوازناً. وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، تناولت الأولى الوجبات السريعة والأطعمة الحاوية على نسبةٍ عاليةٍ من السكر والدهون المشبعة لمدة ثمانية أيام. بينما واصلت المجموعة الأخرى تناول الطعام كما يفعلون عادة.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي تناولت الطعام غير الصحي على مدى أسبوع كامل، أظهرت قدرًا أقل من ضبط النفس لتناول الطعام مقارنةً بالمجموعة الضابطة. فحتى بعد تناول كميةٍ كافيةٍ للشبع، كانت شهيتها للوجبات غير الصحية أكبر بكثير. كما أبدت المجموعة أداءً أسوأ في الاختبارات المعرفية ونقص في التركيز.
ولعل ما يؤكد النتائج، حقيقة أن الاختلافات بين المجموعتين من حيث ضبط الشهية والاضطرابات المعرفية قد تلاشت بعد ثلاثة أسابيع، وذلك عندما عادت المجموعة لاختبار المتابعة بعد عودة أفرادها للنظام الغذائي المعتاد بالنسبة لهم.
دائرةٌ مفرغة من النهم وزيادة الشهية
علق البروفيسور ريتشارد ستيفنسون، أستاذ علم النفس في جامعة ماكواري في سيدني: “كلما زادت كمية الأطعمة غير الصحية التي تناولها الاشخاص، زادت شهيتهم للمزيد منها، وأبدوا ضعفاً في اختبار وظيفة الحصين. فعندما يعمل الحصين بشكلٍ أقل كفاءة، هناك طوفان من الذكريات إلى الدماغ يجعل الطعام أكثر جاذبية”.
النتائج تحاكي الأبحاث السابقة التي أجريت في الحيوانات وأظهرت اضطراباً مماثلاً في وظيفة الحصين.
اضطراب الحصين يؤثر على وظائف عدة
يوصي الباحثون بالتحقيق في دور الحصين عن كثب. إذ أظهرت أبحاثٌ أخرى أن هذه المنطقة من الدماغ حساسةٌ للتأثيرات الخارجية مثل الأرق والإجهاد والسموم البيئية والاكتئاب. فإلى جانب اتباع نظامٍ غذائي غير صحي، يمكن أن تتسبب هذه العوامل بالأضرار على المدى الطويل. كما من شأنها أن تدخل الشخص في حلقةٍ مفرغة يصعب الخروج منها.
من الممكن معاكسة تأثير النظام الصحي السيء
بناءً على هذه النتائج، فمن المنطقي أن النظام الغذائي الصحي، يلعب دوراً في تحسين التركيز والذاكرة، فالكربوهيدرات المعقدة، مثل تلك الموجودة في منتجات الحبوب الكاملة، تساعد على تلبية حاجة الدماغ للطاقة بشكل ثابت وتحسن التركيز. ومن الثابت أن أحماض أوميغا 3 الدهنية من المكسرات وزيت بذور الكتان والسمك لها تأثيرٌ مفيد على الخلايا العصبية. كما تعد البروتينات من البقوليات والأسماك والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان الخالية من الدهون مفيدة.
إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
-
الذكاء الاصطناعي يتمكن من تشخيص الاصابة بفيروس كورونا خلال 20 ثانية فقط
-
كورونا يضع الدوري الإيطالي لكرة القدم في مهب الريح
-
ماذا تعرف عن التسمم المائي وما هي أسبابه الحقيقية؟
-
فرقعة الأصابع .. هل تتسبب حقاً في التهاب المفاصل؟
-
النوم لأكثر من 8 ساعات يومياً يرتبط بالأمراض القلبية والموت المبكر