ألقى انتشار فيروس كورونا بظلاله الكئيبة على المشهد العالمي وبات يشكل قلقاً عالمياً في المجالات كافة، سواء الاقتصادية منها أم الحيوية. وليس هذا فحسب؛ إذ أثخن جراحات الاقتصاد العالمي وتسبب في خسائر حجمها مليارات الدولارات في مختلف البورصات العالمية. وبالطبع كان لذلك بالغ الأثر أيضاً على مختلف الفعاليات الرياضية العالمية، ولا ريب أبرزها منافسات كرة القدم التي كان لها نصيب بالغ من هذا، فما مدى تأثير انتشار الفيروس على منافسات كرة القدم العالمية بوجه عام، وعلى الدوريات الأوروبية، على وجه الخصوص. السطور التالية كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال…
ما زال الجمهور الرياضي على مستوى العالم أجمع يتابع بترقب بالغ ما سيسفر عنه انتشار فيروس كورونا من تبعات على الدوريات العالمية لكرة القدم، لا سيما وأن الفيروس تواجد بقوة في إيطاليا إحدى أهم وأعرق دول الاتحاد الأوروربي كروياً.
رد فعل الاتحادات الرياضية القارية
ولأن التدابير الاحترازية بدأت في معظم دول العالم خوفاً من الفيروس ورغبة في الحد من انتشاره، فقد توجهت الأنظار إلى كل نشاط يتسم بالجماهيرية والازدحام. وهكذا فقد تم إلغاء العديد من البطولات الرياضية في شتى المجالات. كما تمت دراسة نشاطات أخرى مستقبلية على مستوى قارتي أوروبا وآسيا وأفريقيا. ففي دولة الإمارات، على سبيل المثال، تم إلغاء الجولات المتبقية من طواف الإمارات للدراجات، وذلك إثر اكتشاف حالتين مصابتين بالفيروس ضمن الفريق الايطالي. كما تمت مناقشة الجولات المتبقية من دوري أبطال آسيا للأندية من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكذلك التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
فيما أصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أيضاً، بياناً يذكر فيه متابعته واستعداده لاتخاذ أي تدابير لازمة في ما يخص أنشطته الرياضية كافة.
أوروبا والدوريات الكبرى
ومما لا شك فيه أن كرة القدم تعد إحدى أكثر الرياضات جماهيرية على مستوى العالم، ومن الممكن أن يتواجد في ملعب المباراة عشرات الآلاف من المشجعين ولمدة تتجاوز الساعتين على أقل تقدير. وعلى الرغم من كون الملاعب مفتوحة ومعرضة للهواء الطلق، إلا أن الأعداد الكبيرة المتواجدة بقرب بعضها بعضاً ومحدودية المداخل والمخارج لأي ملعب لا تنفك تشكل قلقاً كبيراً للمختصين.
أكثر الدوريات الكبرى تأثراً
ولعل أكثر الدوريات الكبرى تأثراً هو الدوري الإيطالي، وذلك مرده إلى تزايد أعداد الحالات المكتشفة في إيطاليا وسرعة انتشار الفيروس التي أقلقت الأوساط الرياضية وغير الرياضية، سواء على مستوى إيطاليا أم على صعيد القارة الأوروبية بأسرها.
وعلى وقع ذلك، بادر الاتحاد الايطالي إلى إصدار عدة قرارات تمثلت في تأجيل بعض اللقاءات المقامة في المناطق الموبوءة. وكان من أهم تلك التأجيلات ما حصل للقاء الكبيرين جوفنتوس وميلان. إبان ذلك، قرر الاتحاد الإيطالي إقامة جميع المباريات دون جمهور لمدة شهر على الأقل، وهو ما سيكون له تبعات اقتصادية وفنية على قيمة الدوري ومكانته العالمية.
ما هو السيناريو الأسوأ الذي ألمح إليه رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم؟
لعل الصدمة الكبرى لعشاق الساحرة المستديرة ولمتابعي وعشاق الدوري الايطالي تكمن في ما ذهب إليه السيد غابرييلي غرافينا، رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، في معرض حديثه عن فيروس كورونا. إذ ألمح غرافينا على هامش حديثه ذاك بأن تأكيد إصابة أي لاعب من لاعبي الدوري الإيطالي بالفيروس ستعني تعليق الدوري الإيطالي بشكل كامل.
فهل سيحول فيروس كورونا بيننا وبين متعة كرة القدم الحقيقية؟ وهل سيحرم عشاقها من متابعة منافسات أقوى الدوريات الأوروبية؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال المحير والمقلق في آن معاً…
إذا كنت تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية فلا بد لك من قراءة المواضيع التالية:
-
روبوت جراحي لإنقاذ حياة مرضى النزف الدماغي عن بعد
-
الصين توافق على استخدام عقار أكتيمرا لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد
-
جائزة دبي جلوب سوكر تُكرِّم ستة من أفضل فرق كرة القدم على مستوى العالم
-
وكالة الاستخبارات الأمريكية تُسخّر جلّ إمكاناتها لرصد الإصابات بفيروس كورونا
-
قبيلة من الروبوتات تستولي على ربع مليون وظيفة في بريطانيا