امرأة ضريرة تستعيد بصرها بفضل رقاقة إلكترونية زرعت في دماغها

4٬200

برنارديت غوميز، سيدة أصيبت بالعمى منذ ما يربو على 16 عامًا بسبب مرض تنكسي أصاب شبكية العين والأعصاب لديها والتي تربطها بالدماغ. بيد أنها، وبفضل تقنية تجريبية حديثة تعتمد على استخدام عين إلكترونية طورها أطباء الجراحة العصبية ومهندسو التقانة الطبية في جامعة “إم آي تي”، تمكنت من رؤية نسخة منخفضة الدقة من الواقع دون استخدام عينيها البيولوجية على الإطلاق.

تكنولوجيا مبتكرة

يقوم النظام المبتكر على زوج من النظارات مزود بكاميرا متصلة بحاسوب (كمبيوتر). إذ يعكف  الحاسوب على ترجمة ما تلتقطه الكاميرا إلى إشارات إلكترونية، ومن ثم يتم إرسال تلك الإشارات عبر سلك خاص إلى منفذ في الجزء الخلفي من الجمجمة، ويتصل هذا المنفذ بغرس في القشرة البصرية للدماغ.

امرأة ضريرة تستعيد بصرها بفضل رقاقة إلكترونية

تم تدريب المريضة لمدى ستة أشهر على استخدام النظام. وهكذا دماغها فقد تأقلم تدريجياً  مع الرقاقة المزروعة، وكان بإمكانها رؤية نسخة منخفضة الدقة من العالم من حولها. وعلى الرغم من أن ما “رأت” في عقلها كان عبارة عن مجموعة من النقاط المتوهجة، إلا أن ذلك الشيء كان كافياً للسماح لها بتحديد الحروف والأضواء والناس. كما تمكنت من المشاركة بلعبة إلكترونية بسيطة من خلال الحاسوب بسيطة تحاكي في كثير من تفاصيلها لعبة “باك-مان”، وقد تم توصيلها مباشرة إلى دماغها.

امرأة ضريرة تستعيد بصرها بفضل رقاقة إلكترونية شديدة التطور

تخطي الحاجة للعين الضريرة

ليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الباحثون التكنولوجيا لمساعدة المكفوفين على الرؤية مرة أخرى. فمنذ ما يقرب من عقدين من الزمن، جمع مشروع شبكية العين الاصطناعي عددًا من المؤسسات البحثية لتطوير جهاز لهؤلاء الذين يعانون من أمراض تدمير شبكية العين. ونتج عن هذا العمل أنظمة تستخدم كاميرا مثبتة على النظارات وجهاز حاسوب لترجمة البيانات الحسية وزرع مع مجموعة من الأقطاب الكهربائية المضمنة في شبكية العين بدلاً من الدماغ. بيد ان الأنظمة السابقة لم تتمكن من تخطي الحاجة لشبكية العين وهو ما يجعلها غير مناسبة للمكفوفين بسبب العطب الذي يلم بالشبكية عادة، وهذا ما يجعل الابتكار الحالي فريداً من نوعه.

امرأة ضريرة تستعيد بصرها والفضل لرقاقة إلكترونية

كيف وصف كبير الباحثين هذا الابتكار المهم؟

وفي هذا الإطار، أفاد إدواردو فيرناندز، كبير الباحثين في المشروع، قائلاً: “كانت جميع المحاولات في السابق تهدف لإنشاء” عين الكترونية “تركز على الزرع في العين نفسها. ويقتضي ذلك أن يكون لدى المريض عين عاملة أساساً، هذا فضلاً عن عصب بصري غير متضرر. ابتكارنا هذا يقوم بتجاوز العين تمامًا، وبهذا فهو يوفر الإمكانات اللازمة لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس”.

امرأة ضريرة تستعيد بصرها

مواضيع قد تهمك أيضاً:
خطوة رائدة بحاجة للكثير من التطوير

الآن وبعد أن ثبت أن العين الإلكترونية صالحة للتطبيق من حيث المبدأ، يتطلع الباحثون لخطوات أخرى. وسيتضمن ذلك اختبار طرق لمنع تآكل الزرع ضمن الدماغ أثناء وجوده في الجسم واختبار رد فعل الجسم لوجوده على المدى البعيد واختبار النظام بأكمله على المزيد من الأشخاص. إذ يتمثل الهدف الرئيس من وراء ذلك إلى العمل مع خمسة مرضى آخرين في السنوات القليلة المقبلة. وفي النهاية، يحدو فريق العمل الأمل في أن تساعد جهودهم في إعادة البصر إلى الكثير من المكفوفين في العالم.

المصدر إم آي تي تكنولوجي ريفيو جينيتيك ليتراسي بروجيكت

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط