دراسة أمريكية تحذر من عصائر الفاكهة الطبيعية

من المعروف أن الافراط في تناول لمشروبات السكرية يرتبط بقضايا صحية مثل تسوس الأسنان وزيادة الوزن ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد الدهنية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

تحتوي كل من عبوة الصودا وعصير الفاكهة الطبيعي، تقريبًا على كمية من السعرات الحرارية لا تقل عن 110 سعرة حرارية، هذا فضلاً عن كمية من السكر تترواح وسطياً ما بين 20 – 26 غرامًا  لكل كوب. إلا أن الأمر يزداد سوءاًا؛ إذ وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يحتسون المشروبات السكرية بمعدل يومي، كانت نسبة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكري والبدانة عندهم أعلى من أولئك الذين لم يتناولوها بشكل يومي، ولا يهم ما إذا كانت تلك المشروبات عبارة عن عصير صودا أو عصير فواكه طبيعي. إذ كان كلاهما ضارًا بالمقدار نفسه، وذلك وفقاً لما خلصت إليه الدراسة الإحصائية الكبيرة التي شملت 13400 مشارك في الدراسة.

خطر أعلى للإصابة بالأمراض والوفاة

وجدت الدراسة اختلافًا بسيطًا جدًا في اختيار عصائر الفاكهة الطبيعية على المشروبات الأخرى التي تحتوي على سكر صناعي أو مضاف.  إذ كان لدى أولئك الذين تناولوا كوبًا من العصير بحجم 350 ميلليمتراً يوميًا خطر أعلى للإصابة بالأمراض القلبية وحتى الموت أثناء الدراسة، بنسبة 24٪ ، مقارنة بـ 11٪ لأولئك الذين لم يتناولوا العصير أو مشروبات غازية بشكل يومي. وفي غضون ما قدره ست سنوات من المتابعة، كان هناك نحو 168 حالة وفاة ناتجة عن مرض الشريان التاجي ومرتبطة باستهلاك السكريات المفرط المتوفرة  في عصائر الفاكهة.

السكر سلاح ذو حدين

اقترح المؤلفون بعض الأسباب المحتملة لزيادة خطر الأمراض والوفاة جراء استهلاك المشروبات السكرية والعصائر. فالبدانة في المجمل هي العامل الرئيس. كما تشير الأبحاث العديدة إلى أن المشروبات السكرية تزيد من مقاومة الأنسولين. ولعل  تناول الفركتوز بكميات كبيرة يغير مستويات الدهون في الدم وعلامات الالتهاب وضغط الدم.

الجسم لا يفرق بين مصادر السكر المختلفة

تقول ريبيكا ديتكوف، إخصائية التغذية المسجلة لدى ميدتاون نيوترشن: “يتفكك السكر عادة بسرعة أكبر عند تناول العصير، وذلك مقارنة بتناول الفواكه الكاملة، لأنه لا يوجد الكثير من الألياف التي يمكن أن تبطئ عملية الهضم وتؤدي إلى الإشباع في العصير. ويعود السبب وراء ذلك في كون عملية التحضير تفضي عادة إلى تدميرها. على سبيل المثال، حتى في عصير تفاح الفاكهة بنسبة 100 %، هناك ما يقرب من 30 غراماً من السكر دون أي ألياف. في حين أن التفاحة الكاملة تحوي نصف كمية السكر، هذا فضلاً عن كمية بعينها من الألياف تتراوح ما بين 3 و4 غرامات.  إن أجسامنا لا تعرف الفرق بين الصودا أو العصير. فعلى الرغم من أن السكاكر في عصائر الفاكهة هي سكريات طبيعية وغير مضافة، إلا أنه وبمجرد استقلابها، تكون الاستجابة البيولوجية هي نفسها في الأساس”.

لا تشرب سعراتك الحرارية

السعرات الحرارية الزائدة من أي مصدر يمكن أن تساهم في زيادة الوزن. وعندما يتعلق الأمر بالعصير أو أي مشروبات سكرية أخرى، فإن القضية الحقيقية تكمن في أن السعرات الحرارية المستهلكة في شكل سائل لا تكاد تشعر الشخص بالشبع، الأمر الذي قد يفضي إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية دون أخذها في الإعتبار، وهكذا يسبب السمنة في نهاية المطاف.

العصير ليس بالبديل الصحي

وفي هذا الشأن، قال الدكتور غونتر كونل، أستاذ مشارك في التغذية والصحة بجامعة ريدينغ: “هذه دراسة مهمة للغاية، لا سيما وأن عصائر الفاكهة غالبًا ما تُرى كبديل صحي للمشروبات المحلاة بالسكر، على الرغم من أنها تحتوي في كثير من الأحيان على الكثير من السكر ما يفوق الحاجة اليومية بأضعاف. ويمكن لعصائر الفاكهة توفير بعض الفيتامينات والقليل من الألياف، ولكن هناك القليل من الفوائد الصحية، وهذه في الحقيقة لا يمكن مقارنتها البتة بتلك الفوائد التي تنتج عادة عن تناول الفواكه الكاملة”.

تنويه

على الرغم من تحري الدقة في المعلومات التي أتينا على ذكرها للتو بالاعتماد على أهل الاختصاص، من جهة، والمصادر الموثوقة الأخرى، من جهة أخرى، إلا أنه يقتضي التنويه بأن تلك المعلومات الواردة هنا ذكرت بقصد نشر المعرفة. ولذلك،  يتعين على الجميع استشارة الطبيب المختص أو إخصائي التغذية لتقييم كل حالة على حدة وتقديم النصح  والإرشاد في ما يخص ذلك.

إقرأ أيضاً:

• دراسة كندية تحسم الجدل حول تناول البيض وعلاقته بأمراض القلب

• هل ستشهد الفترة القادمة سيطرة كلية لتقنية البلوك تشين؟  

• تعرفوا على سيارة لافيت الخارقة بكل المقاييس

• السعودية الأولى عربياً من حيث الالتزام بالأمن السيبراني‏

• طائرة إكس-61 إيه الأمريكية المسيرة تستعرض قدراتها في أول تحليق لها