في السنوات الأخيرة، ساد الأوساط الطبية جدل كبير حول ما إذا كان تناول البيض جيداً أم سيئاً لصحة القلب. إذ ذهب فريق إلى القول بأن البيض طعام صحي غني بالمواد الغذائية الضرورية لصحة الإنسان، ويمكن تناوله دونما تحديد لكمية بعينها. في حين صنفه فريق آخر ضمن الأطعمة الضارة بصحة القلب والأوعية الدموية، وذلك لاحتوائه على كميات كبيرة من الكولسترول.
على الرغم من أن البيض يعد مصدرًا رخيصًا للمغذيات الأساسية، إلا أن بعض الإرشادات السابقة أشارت بضرورة الحد من استهلاكه، بحيث ينحصر بكمية تكاد تقل عن ثلاث بيضات أسبوعيًا، وذلك مرده إلى مخاوف تتمحور حول زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
غير أن الدراسات السابقة حول استهلاك البيض والأمراض كانت متناقضة على نحو كبير، ويعزى ذلك بشكل أساسي إلى أن الغالبية العظمى من هذه الدراسات كانت صغيرة نسبيًا أو متوسطة الحجم ولم تشمل أفرادًا يتحدرون من عدد كبير من الدول وينتمون إلى عرقيات مختلفة.
دراسة شاملة طويلة المدى
درس باحثون في استهلاك البيض ما يربو على 146.000 حالة يتكون جميع أفرادها من الأشخاص الأصحاء وما قدره 31 ألف مريض من الذين يعانون من أحد أمراض القلب والأوعية الدموية. وفي المحصلة، شمل البحث أشخاصًا يتحدرون من 50 دولة.
وجد فريق من الباحثين من معهد أبحاث صحة السكان في جامعة ماكماستر وهاميلتون للعلوم الصحية الإجابة عن طريق تحليل البيانات الخاصة بثلاث دراسات كبيرة متعددة الجنسيات وطويلة الأجل.
وقد خلصت النتائج إلى عدم وجود ضرر من استهلاك البيض بكمية معتدلة باعتبار أن غالبية الأفراد في الدراسة يستهلكون بيضة واحدة يوميًا، ومن هنا، فإن استهلاك بيضة واحدة يومياً يعد تصرفاً آمناً. كما أكدت الدراسة أن تناول البيض لا يسبب ارتفاعاً مباشراً في نسبة كوليسترول الدم أو أحد مكوناته، ولا يتمتع بأي تأثير سلبي مباشر على عوامل الخطر الأخرى.
وفي هذا الشأن، أفادت مهشيد دهغان، أحد الباحثين في الدراسة: “إن تناول البيض بشكل معتدل، وهو بيضة واحدة في اليوم لدى معظم الناس، لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو يتسبب في وفيات حتى لو كان لدى الأشخاص تاريخ من أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكري“.
نتائج دقيقة وقطعية
من جانبه، قال سليم يوسف، الباحث الرئيس في الدراسة: “إن البيانات المستقاة من هذه الدراسات الثلاث، شملت سكاناً ينتمون إلى 50 دولة تمتد عبر ست قارات وبمستويات دخل مختلفة. ولعل هذا خير دليل على أن هذه النتائج قابلة للتطبيق على نطاق واسع”.
تنويه
على الرغم من تحري الدقة في المعلومات التي أتينا على ذكرها للتو بالاعتماد على أهل الاختصاص، من جهة، والمصادر الموثوقة الأخرى، من جهة أخرى، إلا أنه يقتضي التنويه بأن تلك المعلومات الواردة هنا ذكرت بقصد نشر المعرفة. ولذلك، يتعين على الجميع استشارة الطبيب المختص أو إخصائي التغذية لتقييم كل حالة على حدة وتقديم النصح والإرشاد في ما يخص ذلك.
هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
-
هل تتحكم بكتيريا الأمعاء بعقولنا حقاً؟
-
أكثر من 4 آلاف جهاز راوتر عرضة لهجمات إلكترونية جديدة
-
رولز-رويس تكشف عن أسرع طائرة كهربائية على مستوى العالم
-
مئات الآلاف من البكتيريا تقتحم منازلكم كل يوم…تعرفوا عليها
-
إدمان السكريات يعادل إدمان المخدرات