مع استمرار التقدم الطبي في مساعدة الناس على تخطي محتلف الأزمات القلبية، ينتهي الأمر بكثير من الأشخاص إلى الإصابة بقصور القلب الاحتقاني، وهو مرض مزمن تضعف بسببه عضلة القلب ولا تستطيع تلبية احتياجات الجسم الضرورية من الدم. ويصيب هذا الأمر ما يربو على 6.5 مليون من البالغين في الولايات المتحدة وحدها فقط، ويبلغ حجم النفقات السنوية، التي تنفق عادة في إطار توفير الرعاية الصحية للمصابين به، أكثر من 35 مليار دولار. ولعل اللافت هنا أن ما يقرب من 80 ٪ من تكاليف الرعاية الصحية هذه متأتية من العلاج في المستشفى.
عندما يدخل هؤلاء المرضى إلى المستشفى ثم يخرجون من المستشفى، ينتهي بما يقرب من نصفهم إلى العودة للمستشفى في غضون 90 يومًا. ولعل أهم الاسباب وراء ذلك يتمثل في حقيقة أن الزيارات المتباعدة لإخصائيي الرعاية الصحية قد تفوت علامات تدهور المرض. كما أن المرضى لا يتناولون الأدوية دائمًا كما تنص عليه إرشادات الطبيب ولا يراقبون أنفسهم. وعلى الرغم من توصيات الطبيب، فإن أقل من 10 ٪ من مرضى قصور القلب الاحتقاني يلاحظون علامات تدهور الحالة قبل حدوثها. لذا فإن المراقبة الدورية اللصيقة في غاية الأهمية.
مقعد مرحاض ذكي خاص بمرضى قصور القلب الاحتقاني
في المستقبل غير البعيد، عندما يتم تخريج مرضى قصور القلب الاحتقاني من المستشفى، قد يتم منحهم مقعد مرحاض ذكي. يقوم هذا المقعد الذكي بقياس علاماتهم القلبية الحيوية في كل مرة يجلسون لاستخدامه، ويرسل تنبيهات للأطباء إذا ما تم اكتشاف مشاكل خطيرة في صحة القلب. ولقد تم تطوير هذا المقعد بواسطة فريق من معهد روتشستر للتكنولوجيا. زود المقعد بمجموعة من الأجهزة المهمة في هذا الإطار وتتمثل في الآتي: جهاز تخطيط قلب كهربائي، جهاز تخطيط لفعالية القلب الحركية وراسم تخطيطي ضوئي.
آلية عمله
تسهم التقنيات التي يزخر بها المقعد بقياس معدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الأوكسجين في الدم ووزن الجسم وحجم ضربة القلب، وهي كمية الدم التي يضخها القلب عادة مع كل نبضة وهو أمر مهم جداً، ولا سيما لدى مرضى قصور القلب الاحتقاني. إذ إن انخفاض معدلاتها تعد حالة خطيرة لربما تفضي إلى الموت المفاجئ.
تقوم الخوارزميات الخاصة بتحليل جميع هذه البيانات وتحديد ما إذا كانت حالة المريض تتدهور وإعطاء تشخيص حتى قبل أن يصاب المريض بأي أعراض ملحوظة. وبمجرد التقاط أي موجودات شاذة خطيرة، سينقل المقعد إشعارًا إلى الطبيب المتابع للحالة.
وحول ذلك، أفاد ديفد بوركهولد، وهو باحث في معهد روتشستر للتكنولوجيا ومؤسس المشروع: “عندما كنت أعمل من أجل الحصول على درجة الدكتوراه كنا نبحث عن حل يمكن للمرضى مراقبة صحة القلب بسهولة أكبر في المنزل دون أن يتعلموا عادة جديدة. هل يمكن دمج المستشعرات في عجلة القيادة؟ أو فأرة الحاسوب (الكمبيوتر)؟ وبدلاً من ذلك، توصلنا إلى جهاز آخر يستخدم من قبل الجميع – إنه مقعد المرحاض”.
عملية الخضوع للفحص لا تتطلب أي جهد
المقعد مثبت على مرحاض عادي. ولذلك، لا يُطلب من المستخدمين القيام بأي شيء آخر سوى الجلوس، وهي العادة التي لديهم بالفعل، وتضمن عملياً القياسات اليومية المنشودة. وعلى الرغم من أنه يتم تسويق هذه التكنولوجيا حالياً، إلا أن القائمين عليها يحدوهم الأمل في أن يحصلوا خلال عام 2021 على مصادقة إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية.
هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
-
الزبيب … ذلك البلسم الشافي
-
الذكاء الاصطناعي ينجح في الكشف عن مرض قلبي خطير
-
ما هي فوائد شمع العسل؟
-
رولز-رويس تكشف عن أسرع طائرة كهربائية على مستوى العالم
-
مئات الآلاف من البكتيريا تقتحم منازلكم كل يوم…تعرفوا عليها