تعيش السلطات في مدينة ووهان الصينية حالة تأهب قصوى في الوقت الذي يراقب فيه العالم وبقلق بالغ تطور الأحداث هناك. إذ تم اكتشاف سلالة جديدة من الفيروسات مجهولة الهوية لا تلبث أن تتسبب بمرض شديد يصيب الرئة ويجهز على صاحبها في كثير من الأحيان، وقد تم اكتشافه في بلدين اثنين آخرين.
هناك ما يربو على 200 حالة مؤكدة من الفيروس حتى الآن، غير أن خبراء في المملكة المتحدة يقدرون الرقم بنحو 1700 حالة. وسجلت حالة الوفاة الرابعة مع تأكيد قدرة الفيروس على الانتقال المباشر بين البشر، ما يشكل كابوساً حقيقياً في حال عدم القدرة على السيطرة على انتشاره. وفي بيان منفصل، قالت لجنة الصحة التابعة لبلدية ووهان إن ما لا يقل عن 15 عاملاً طبياً في ووهان أصيبوا أيضًا بالفيروس، وتصنف إحدى تلك الحالات بالحرجة جداً.
يُشار إلى أنه تم اكتشاف المرض أواخر العام الماضي وللمرة الأولى في مدينة ووهان، وهي مدينة صينية يقطنها نحو 11 مليون نسمة. كما تم رصد عدد قليل من الحالات خارجها حتى الآن: حالتان في تايلاند وواحدة في اليابان وأخرى في كوريا الجنوبية. وكان المصابون جميعهم قد قدموا مؤخراً من مدينة ووهان تلك.
ماذا نعرف عن الفيروس وما هي علامات الإصابة به؟
يُعرف الفيروس عادة باسم “إنكو في- 2019” (2019-nCoV)، وهو عبارة عن سلالة جديدة من الفيروس التاجي التي لم يتم التعرف عليها من قبل في البشر.
فيروسات كورونا هي عائلة عريضة من الفيروسات، إلا أنه ومن المعروف أن ستة فقط (الفيروس الجديد سيجعلها سبعة) تصيب البشر. وتشمل علامات الإصابة بالمرض ظهور أعراض بعينها تتسبب عادة في اضطرابات في الجهاز التنفسي والحمى والسعال وضيق التنفس وقد تُفضي في نهاية المطاف إلى صعوبة في التنفس.
ماذا أسفر تحليل الشيفرة الوراثية للفيروس الجديد؟
ويوضح تحليل الشيفرة الوراثية للفيروس الجديد أنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسارس أكثر من أي فيروس كورونا بشري آخر. وهو الذي أودى بحياة 774 شخصًا من بين 89898 شخصًا أصيبوا في تفشي المرض الذي بدأ في الصين في العام 2002.
ويعتقد أنها نشأت من الحيوانات المصابة في سوق المأكولات البحرية والحياة البرية في ووهان. كما يمكن لبعض الثدييات التي تعيش في البحر عادة أن تحمل فيروسات كورونا ( كما هو الحال مع حوت “بيلوغا” Beluga ). وتغص السوق أيضاً بحيوانات برية حية أخرى، بما في ذلك الدجاج والخفافيش والأرانب والثعابين، والتي من المرجح أن تكون مصدر ذلك الفيروس.
هناك مخاوف من احتمال انتشار الفيروس من قبل مئات الملايين من الأشخاص الذين يسافرون للعام الصيني الجديد في وقت لاحق من هذا الشهر. ومن هنا، تقوم سنغافورة وهونج كونج بفحص المسافرين جواً من ووهان، كما أعلنت السلطات الأمريكية عن إجراءات مماثلة في ثلاثة مطارات رئيسة في كل من سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ونيويورك.
مدى قلق الخبراء
يقول الدكتور جولدينج، عميد الطب في جامعة هونغ كونغ: “في الوقت الحالي، وإلى أن يتوفر لدينا المزيد من المعلومات، من الصعب حقًا معرفة مدى الخطر المحدق. يجب أن نشعر بالقلق إزاء أي فيروس يستكشف في البشر للمرة الأولى، ذلك لأنه يتغلب على أول حاجز رئيس “بمجرد دخول الخلية البشرية والبدء بنسخ شيفرته الوراثية ضمنها، ويمكن أن يبدأ في توليد طفرات ما قد يسمح له بالانتشار بشكل أكثر كفاءة ويصبح أكثر خطورة. ولذلك، تقتضي السيطرة عليه بأسرع وقت ممكن، وذلك كي لا نعطي الفيروس لتطوير آلياته”.
احتياطات وتدابير وقائية لا بد من الأخذ بها
نصحت منظمة الصحة العالمية الناس بتجنب الاتصال المباشر بالحيوانات البرية دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وطهي اللحوم والبيض جيداً، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص مصاب بأعراض البرد أو أعراض مشابهة للإنفلونزا.
تنويه
سيتم لاحقاً استعراض التطورات التي قد تطال هذا المرض فور حدوثها من خلال الزاوية الطبية في موقع عصري.نت، ولذلك اقتضى التنويه.
هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
-
الهايبرلوب وما أدراك ما الهايبرلوب
-
الذكاء الاصطناعي ينجح في الكشف عن مرض قلبي خطير
-
أبرز التحديات التي ستواجه التطبيقات البرمجية في عام 2020
-
رولز-رويس تكشف عن أسرع طائرة كهربائية على مستوى العالم
-
مئات الآلاف من البكتيريا تقتحم منازلكم كل يوم…تعرفوا عليها