ارتفاع ضغط الدم .. ذلك القاتل الصامت

5٬045

هل تخطيت سن الثلاثين؟ هل قمت مؤخراً بقياس ضغط الدم لديك؟ إذا لم تكن قد فعلت ذلك وقد تخطيت ذلك السن، فلا بد لك إذن من مراجعة الطبيب. فلربما تكون واحداً من أكثر من مليار شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم على مستوى العالم. إذ لا يتسبب ذلك عادة في أي أعراض على الإطلاق وعلى مدى سنوات عدة، غير أنه لربما يفضي في النهاية إلى مضاعفات خطيرة، لعل أبرزها يتمثل في أمراض القلب والسكتات الدماغية.

ضغط الدم
ما هو ضغط الدم؟

هو قياس الضغط الموجود داخل الأوعية الدموية الكبيرة عندما يقوم القلب بضخ الدم لكي يدور في جميع أنحاء الجسم. وهو يحدد برقمين اثنين:  العالي يسمى الضغط الانقباضي، وهو الضغط الذي يحدث في الأوعية الدموية الكبيرة عندما ينقبض القلب؛ والمنخفض والذي يسمى بالضغط الانبساطي، وهوالضغط الناتج عن ارتخاء عضلة القلب بين الضربات. وبشكل عام يعد الرقم (140 /80 ملم زئبق)  بمثابة الرقم الوسطي الطبيعي عند معظم الأشخاص.

ماذا يحدث عندما يرتفع ضغط الدم؟

تشبه الأوعية الدموية الأنابيب المطاطية التي تحمل الدم باستمرار إلى كل مكان في الجسم. ويجب على الشرايين أن تتحمل الضغط الكبير الذي يتم به ضخ الدم من القلب. وإذا كان ضغط الدم أعلى من المعتاد على مدى سنوات عدة، يحدث بعض التلف في الأوعية الدموية. ويمكن أن تصبح بطانة الشرايين خشنة وسميكة، ما يؤدي في النهاية إلى تضيّقها وجعلها أقل مرونة. إذ لا يستطيع الدم أن يمر من خلالها بشكل صحيح، وبالتالي يتم حرمان أجزاء الجسم التي تعتمد على هذا الشريان من إمدادات الدم،  ولعل ذلك يتسبب في أذية بالغة في العضو المصاب، وبالتالي فإن إرتفاع الضغط من الممكن أن يؤثر علي أي جهاز من أجهزة الجسم، ويمكن أن تصل الأذية إلى حد موت هذا الجزء ويُطلَق على هذا النوع من الإصابة، التي غالبا ما تحدث في القلب أو الدماغ، اسم الاحتشاء.

الأعراض
  • يسمى فرط ضغط الدم القاتل الصامت؛ وذلك لأنه لا يسبب عادة أي أعراض حتى مرحلة متأخرة من المرض. وعلى عكس ما يعتقد كثير من الناس، فإنه من غير الممكن أن يشعر الشخص بضغط الدم الخاص به. ولعل الطريقة الوحيدة لذلك تتم في عملية قياس الصغط بواسطة أحد أجهزة قياس صغط الدم. ويقدر أن نصف الحالات تمر دون أي تشخيص حتى مراحل متقدمة.
  • لا تظهر أي أعراض على أغلب المصابين بارتفاع ضغط الدم، بالرغم من أنه قد يصل لمستويات عالية خطيرة.
  • يواجه بعض المصابين بارتفاع ضغط الدم مشاكل مثل: الصداع، ضيق التنفس، ونزف الأنف، إلا أن هذه العلامات والأعراض لا تظهر إلا في حالة ارتفاع ضغط الدم لدرجة خطيرة تهدد حياة الشخص.

ضغط الدم مرتبط بتقدم العمر

من الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم عادة؟

تعتبر هذه الحالة شائعة  جداً، حيث قدرت منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب 20 % من السكان يعانون منه وكلما تقدم بك العُمر، كلما ازداد احتمال الإصابة بارتفاع صغط الدم. وتتوقف الإصابة على عدد من العوامل المتصلة بذلك، والتي تشمل: 

  • الوراثة، وتتمثل في إصابة الوالدين بهذا المرض.
  • العمر؛ إذ تزداد خطورة إصابتك بارتفاع ضغط الدم مع التقدُّم في العمر. ينتشر ارتفاع ضغط الدم بين الرجال حتى نحو سن 64. وتزيد احتمالية إصابة النساء بضغط الدم المرتفع بعدَ سن 65.
  • زيادة الوزن أو البدانة، فكلما ازداد وزنك احتاجت أنسجتك إلى كَمية أكسجين ومغذيات أكبر. مع زيادة كمية الدم المارِّ عبر الأوعية الدموية، يزداد الضغط على جدران الشرايين.
  • عدم الحفاظ على نشاطك البدني، حيث يميل الأشخاص الخاملون إلى زيادة معدَّلات ضربات القلب لديهم. كلما ازداد معدل ضربات قلبك، ازدادت مشقَّة العمل التي يتوجب على قلبك بذله مع كل انقباض، وازدادت القوة الواقعة على شرايينك. كما يزيد نقص النشاط البدني من خطورة التعرض لزيادة الوزن.

ارتفاع ضغط الدم - السمنة

  • التدخين، على الرغم من أن التدخين أو مضغ التبغ لا يتسبب عادة في ارتفاع ضغط الدم بصورة فورية ومؤقتة فقط، إلا أن المواد الكيماوية الموجودة في التبغ قد تتسبب في تلف بطانة جدران شرايينك. وقد يتسبَّب ذلك في تضيُّق الشرايين، ويرفع من مستوى خطورة تعرُّضك لأمراض القلب.
  • وجود الكثير من المِلح (الصوديوم) في نظامك الغذائي؛ إذ يمكن لوجود الكثير من الصوديوم في نظامك الغذائي التسبُّب في احتفاظ جسدك بالسوائل وهو ما يرفع ضغط الدم.
  • الضغط النفسي، حيث يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الضغط النفسي إلى ارتفاع ضغط الدم بصفة مؤقتة. إذا حاولت الاسترخاء بتناول المزيد من الطعام أو استخدام التبغ أو شرب الكحوليات، فقد تزيد من المشاكل المتعلقة بارتفاع ضغط الدم.

الآثار بعيدة المدى لارتفاع ضغط الدم

الآثار بعيدة المدى لارتفاع ضغط الدم

 كما أسلفنا الذكر فإن إرتفاع الضغط لفترات طويلة غير معالجة قد يؤثر على أي عضو من أعضاء الجسم متسبباً في أذيات عدة أهمها:

  • الأزمة القلبية والاحتشاء القلبي بسبب عدم وصول دم كاف عبر الشرايين المتضيقة
  • الاحتشاء الدماغي بسبب نقص تروية شديد لمنطق من الدماغ
  • اعتلال الشرايين المحيطي ما يؤدي إلى قلة تدفق الدم وحدوث ألم عند المشيم يسمى العرج المتقطع وتزداد خطورة هذه المشكلة بشكل خاص الذين يعانون من مرض السكري
  • الاعتلال الكلوي الذي قد يصل إلى حد القصور الكلوي
  • اعتلال العين بسبب أذية الشرايين الصغيرة ضمن العين

ارتفاع الضغط قد يؤدي إلى الأزمة القلبية والاحتشاء القلبي

الوقاية والعلاج غير الدوائي 

إذا تم تشخيصك بأنك تعاني من ضغط الدم المرتفع، فربما تعاني أيضًا من قلق تجاه تناول دواء يخفض هذا الارتفاع. ولكن نمط الحياة يلعب دورًا مهمًا في علاج حالة ضغط الدم المرتفع. فإذا تمكّنت من التحكم بنجاح في ضغط دمك باتباع نمط حياة صحي، فقد تتجنب الحاجة إلى الدواء أو تؤجل وقت تناوله أو تقلل منه.

من التغييرات في أنماط الحياة التي يمكنك أداؤها لخفض ضغط دمك وجعله بمستوى منخفض دائمًا:
  •  إنقاص الوزن: يرتفع ضغط الدم في الغالب كلما زاد الوزن. إذ إن إنقاص الوزن هو أحد أكثر تغييرات نمط الحياة فاعلية لضبط ضغط الدم. فإنقاص الوزن ولو بقدر ضئيل يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم لديك.
  • زيادة النشاط الفيزيائي بشكل منتظم: النشاط البدني المنتظم — مثل 150 دقيقة أسبوعياً، أو نحو 30 دقيقة في أغلب أيام الأسبوع —من المهم أن تستمر لأنك إذا توقفت عن التمرين، يمكن لضغط دمك معاودة الارتفاع.
  •  اتباع نظام غذائي متوازن  غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان قليلة الدسم والتقليل من الدهون المشبعة والكوليسترول.
  •  الحد من تناول الملح في النظام الغذائي.
  •  الابتعاد عن شرب الكحول.
  •   الاقلاع عن التدخين: ترفع كل سيجارة تقوم بتدخينها ضغط دمك لعدة دقائق بعد انتهائها. يساعد التوقف عن التدخين ضغط دمك على العودة إلى طبيعته. قد يقلل التوقف عن التدخين من خطر إصابتك بمرض القلب ويحسن من صحتك العامة.
  •  الحد من تناول الكافيين والمنبهات الأخرى:  على الرغم من عدم تحديد الآثار طويلة المدى للكافيين على ضغط الدم، إلا أنه من الممكن أن تتسبب تلك المواد في ارتفاع ضغط الدم ارتفاعًا طفيفًا.
  •  الاسترخاء ومحاولة التقليل من الضغوط النفسية: تساهم الضغوط النفسية المزمنة في ضغط الدم المرتفع. وقد تساهم أيضًا الضغوط النفسية العارضة عن طريق تناول أطعمة غير مفيدة للصحة أو شرب الكحوليات أو التدخين كمحاولة للتخفيف من التوتر.

ارتفاع ضغط الدم -الاسترخاء

تنويه

على الرغم من تحري الدقة في المعلومات التي أتينا على ذكرها للتو بالاعتماد على أهل الاختصاص، من جهة، والمصادر الموثوقة الأخرى، من جهة أخرى، إلا أنه يقتضي التنويه بأن تلك المعلومات الواردة هنا ذكرت بقصد التحذير والتوعية. ولذلك،  يتعين على الجميع استشارة الطبيب المختص لتقييم كل حالة على حدة وتقديم النصح والدواء المطلوبين في هذا الإطار.

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …
المصدر مايو كلينيك موقع منظمة الصحة العالمية

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط