هل انتهى عصر فيسبوك؟

6٬486

لعل المتابع لشؤون موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يعي تماماً ما تمر به هذه المنصة من مصاعب حقيقية، وما تشهده هذه الأخيرة، وعلى نحو يومي، من عزوف الآلاف من أبناء جيل الألفية الجديدة عنها حتى باتت ملاذاً للمتقاعدين وكبار السن والعاطلين عن العمل.

لا ريب في أن الأسباب وراء ذلك كثيرة ومتشعبة؛ إذ يكمن جُلّها في رتابة أدوات موقع فيسبوك وعدم مواكبتها لمتطلبات جيل الشباب وهرم بنيته التحتية وسذاجة تطبيقاته التي لم تعد تروق للغالبية العظمى من المستخدمين على اختلاف أهوائهم ومتطلباتهم، وهم فوق ذلك لا يجدون فيه مرتعاً للكلام.  ناهيك عن تخبطه في التعامل مع القوانين الناظمة لعمله، فتارة تجده يسمح بميزة بعينها، ثم لا يلبث أن ينقلب عليها، تارة أخرى. وتراه في مواطن أخرى يحاكي بعض المزايا التي جاء بها بعض منافسيه متناسياً حقيقة مهمة مفادها أن بنيته التحتية قد أصابها الوهن ولم تعد قادرة على مجاراة المنصات الشبابية العصرية، كما هو الحال مع منصة “سناب شات”، أو منصة “سِناب” حسب مجمع اللغة العربية، على سبيل الذكر وليس الحصر.

 منافسة مع سناب شات

أثر رجعي

لم تقف تصرفات إدارة فيسبوك عند هذا الحد من التخبط والضياع؛ فها هم أيضاً وبعد ما يربو على 3 سنوات ونيف على منشور ما، تقريباً، يبادرون إلى حظره ومعاقبة الصفحة الناشرة له بمنعها من بعض الخصائص بحجة مخالفتها لقوانين النشر وحقوق الملكية! أكنتم في سباتكم الشتوي قبل ذلك، أم ماذا؟ أليس في هذا التصرف الغريب ما يريب؟  أليس أجدى نفعاً أن تطوروا أدواتكم الحالية وأن تستشرفوا المستقبل بدلاً من الوقوف على الأطلال؟ ألا يجدر بموقع بحجم فيسبوك  بدلاً من ذلك أن يخول على المستخدمين ويرتقي إلى طموحاتهم؟

عصر فيسبوك

سلوك غريب الأطوار

وقد يفاجأ البعض أيضاً بين الفينة والأخرى بمنع منشور من منشوراته من الوصول إلى قاعدة عريضة من المستخدمين بحجة مخالفة الصفحة الناشرة له لقوانين قد تكون من نسج خيال القائمين عليها، أو ربما لغاية في نفس فيسبوك! وعندما توجهت بالسؤال إلى بعض القائمين على تلك الصفحات التي تعرضت لتصرف مماثل، عن السبب الكامن وراء ذلك، أتى الجواب في جلّه متشابهاً وكأنه من فعل رجل واحد. إذ تمثل الجواب في الآتي: ” لقد عزفنا عن استخدام خدمة الترويج التسويقية للمنشورات عبر فيسبوك منذ أمد بعيد؛ ذلك لأننا لم نعد في حاجة إليها، فلدينا ما يكفي من المستخدمين ومن المعجبين بصفحتنا، الأمر الذي لربما حدا بالقائمين على فيسبوك إلى التذرع بأعذار واهية لتضييق الخناق على منشوراتنا وحصرها بنطاق ضيق جداً من المستخدمين، وحثنا على الاستثمار من جديد في تلك الميزة التي تدر على فيسبوك المزيد من الأرباح”.

تم حظره من قبل فيسبوك

خلاصة القول

وهكذا يتضح مما سبق أن منصة فيسبوك قد جاوزت طورها وأصابها الهرم، وقد آن الأوان على ما يبدو لتوادج العصر وتتنحى جانباً، عسى تتيح المجال لأخرى لربما ترتقي إلى تطلعات جيل المستقبل من الجنسين وتواكب تطلعاتهم على النحو المنشود.

منافسوه الحقيقيون

هل تبحث عن المزيد من المعرفة والتسلية والإثارة في الوقت عينه؟ إذن عليك قراءة المواضيع التالية:
لربما يكون هذا الخبر محط اهتمام أصدقائك! إذن لماذا لا تبادر إلى إطلاعهم على هذا الخبر المهم من خلال إحدى  وسائل التواصل الاجتماعي …

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط للارتقاء بأداء الموقع وتجربتكم في الوقت عينه فهل توافقون على ذلك؟ قبول الاطلاع على سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط